**مراجعة رواية "المدينة الآمنة" – خيال علمي ممزوج بالفلسفة والعمق الإنساني**
"المدينة الآمنة" رواية تجذبك من عنوانها، وتأخذك في رحلة استثنائية بين الخيال العلمي والتساؤلات الوجودية. تدور أحداثها في عالم ما بعد الكارثة، حيث يحاول الناجون بناء حياة جديدة تحت سيطرة ذكاء اصطناعي غامض، لكن الرواية ليست مجرد قصة بقاء؛ إنها غوص في أعماق النفس البشرية، وصراع بين التكنولوجيا والحرية، وبين الذاكرة والهوية.
**ما أُحب في الرواية:**
✔ **الفكرة قوية ومبتكرة**: الخلط بين نهاية العالم والذكاء الاصطناعي ليس جديدًا، لكن الكاتب قدّمه بطريقة فلسفية تطرح أسئلة عميقة: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ هل يمكن للآلة أن تمتلك وعيًا؟ وما حدود الحرية في عالم مُسيطر عليه؟
✔ **شخصيات لا تنسى**: لكل شخصية ظروفها النفسية والمعقدة، خاصة "آدم" و"فيروز" و"سلارا"، الذين يشعر القارئ بأنهم أصدقاء حقيقيون وليسوا مجرد حبر على ورق.
✔ **لغة شاعرية وعميقة**: الأسلوب سلس لكنه مليء بالمشاعر، خاصة في المشاهد التي تعكس الصراع الداخلي للشخصيات.
✔ **رسائل إنسانية قوية**: التكنولوجيا، الدين، العائلة، والهوية كلها مواضيع تلمسها الرواية بذكاء دون أن تكون وعظية.
**نقاط قد تحتاج تحسينًا:**
- بعض الأجزاء تكون طويلة أو تفصيلية أكثر من اللازم، خاصة في المشاهد التأملية، مما قد يُبطئ الإيقاع.
- الحوارات مع الروبوتات أو في اللحظات الفلسفية أحيانًا مطولة وقد تفقد القارئ تركيزه.
- هناك بعض الأخطاء النحوية أو في الترقيم تحتاج لمراجعة.
**الخلاصة:**
"المدينة الآمنة" رواية تستحق القراءة، خاصة لمحبي الخيال العلمي الذي لا يكتفي بالإثارة، بل يطرح أسئلة تبقى عالقة في الذهن بعد إنهاء الصفحة الأخيرة. إنها رحلة ممتعة ومفكرة، تثبت أن الأدب العربي قادر على منافسة أعمال الخيال العلمي العالمية عندما يمتلك الجرأة والعمق.
📖 **أنصح بها لمن يحب:** "بلاك ميرور"، "ويست وورلد"، أو روايات مثل "أرض زيكولا" و"يوتوبيا".