قصص لم تنتهِ بعد > مراجعات رواية قصص لم تنتهِ بعد > مراجعة Mahmoud Toghan

قصص لم تنتهِ بعد - أحمد متولي
تحميل الكتاب

قصص لم تنتهِ بعد

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : " قصص لم تنتهِ بعد "

3️⃣ التصنيف : فلسفية ـ نفسية

4️⃣ الكاتب : Ahmed Metwally

5️⃣ الصفحات : 145 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2024 م

7️⃣ الناشر : إبهار للنشر والتوزيع

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

♦️مقدمة رائقة :ـ

▪️إنها القراءة يا سادة ….!

يدخل إلى عالمها العوام والخواص ، فمنهم من يطفو ومنهم الغواص ، فيجد كل مريد بغيته ، وكل دان حاجته ، وذلك لأنها ؛ مرآة تكشف ، ورياح تعصف ، أغوار تَسبر ، وجراح تجبر ، يقول توغان :

هي منحة الجليـل ، والعــــز للذليــــل

تريــــاقٌ للعليـــــل ، وفرجاً للخطــوب

ظلامـــها منيــــــر ، في فلكــه تطيـــر

حريــــة الأسيــــر ، في عشقــها أذوب

في عمقها انفراج ، في ضدها اعوجاج

في خيرها ابتهاج ، تحتاجــه القلـــوب

▪️ـ س/ماذا يفعل الأدب النفسي في القراء ..؟

▫️ـ ج/ يفتح لك ما أغلق ، فتبصره عياناً ، وكذلك ما نسيت ، فتذكره بياناً ، يعري عنك ما تلبسته تقية ، ويظهر لك ما يدور في الخفية ، ويترك الضمير ، من بعدها حسير ، يؤدب الروح من بعد الجنوح ….!

♦️على هامش الرواية:ـ

▪️اجتمعتُ ذات مرة ، في سكنٍ واحدٍ مع "بارمان" يعمل في أفخم فنادق البحر الأحمر ، كنت أتجنَّبه حقًّا ، وأشفق عليه رقاً ، في آنٍ واحد ، حتى ذلك اليوم الذي رجع يحمل بين يديه زجاجةً شمبانيا "كريستال" باهظة الثمن ، اختلسها أو سرقها ، كان ثمنها يتجاوز 300 دولار آنذاك .. فقلت بدافع الفضول: أرنيها، فقال بالنص: "متنجسش نفسك يا مولانا، ده حاملها ملعون."

▪️هل كانت الرحلة بصحبة أم الخبائث مقصودة ، أم أنه كان مثالًا لحياة السكر والتشتت الذهني والنفسي؟ جاء في الأثر: « أن رجلًا عابدًا دعته امرأةٌ لشهادة ، فلما دخل وجد عندها خمرًا وغلامًا صغيرًا ، فقالت له: "والله ما للشهادة دعوتك، ولكن أنت مخيَّر بين ثلاث: إمَّا أن تقع عليَّ، وإمَّا أن تقتل الغلام، أو تشرب الخمر، وإلا لن تخرج." فتراءى له أن أيسر الأمور شرب الخمر، فلما شربها وقع عليها وقتل الغلام »

▪️ظلمات بعضها فوق بعض ، تتخللها لحظاتٌ من الضعف وكثيرٌ من الوهن ، يجابهها تارةً بالصمود ، ويتعهد بكثيرٍ من الوعود ، لكنه يحنث ومن ثم يعود ، لا ينجُ من فكاكها ، يغوص في أشواكها ، فلا يفرُّ من سجنها ، ولا يصلُ لعمقها ، ولا يرى قمتها ، وتكويه حدتها ، هذا هو ملخصُ حياةٍ عاشها ميتًا في صورة حيٍّ.

♦️ ملخص القصة:ـ

▪️يعرفنا الكاتب على بطله المنهزم ، يصول حول نفسه ، ويغوص دون همسه ، يعرِّيها تمامًا أمامنا ، هذا هو عادل عبد الغفار ، يعمل والده مشرفًا للُّغة العربية في إحدى مدارس المملكة العربية السعودية ، تربَّى ونشأ في جوار الحرمين الشريفين ، لامست قدماه بلاط مكة ونسيم المدينة ، فلا تشرب من هذه يقيناً ، ولا اكتسى من الأخرى سكينة .

▪️عاد إلى مصر في مطلع الشباب ، وتقرب إلى صديقه "كريم ـ يعمل بارمان" ، فأكسبه حبُّه لصديقه ، حبّاً لعمله حتى أتقنه وعمل فيه ، نعم، أصبح رجل بارات رغم كونه خريج فنون تطبيقية ، يعيش حياته طولًا وعرضًا في ظلال الوهم ، لا يُلقي لها بالًا ، ولم يعلِّق عليها آمالًا ، ولم يمدَّ للنجاة حبالًا ، ورغم كونه يودّ السلام ، إلا أنه يعيش حياته مع "أمّ الخبائث" ليلًا ونهارًا ، سرًّا وجهارًا.

▪️يتزوّج مرتين ، ويطلّق مرتين ، ويلقي بالذنب على نفسه ، فهي محط كل قبيح ، يعمل عشر سنوات في أفخم الفنادق والبارات ، يقدِّم الخمور ، يسمع الحكايات ، يتودّد إلى الناس ، يصادق ، ويُشبع رغباته الجنسية في حياةٍ حيوانيةٍ بحتة ، ثم ينقطع على إثر حادثة غريبة.

▪️حياة بين لهوٍ وضياع ، واستسلامٍ وخنوع ، وركونٍ واكتئاب ، يسير في محاولةٍ حثيثةٍ للوصول إلى السلام بغير عزم ، فلا وصل لمبتغاه ، ولا توقف عن مسعاه ، في كل الطرق التي يظنها تؤدي إلى مراده من السلام ، فلا يجد في النهاية إلا مزيدًا من الشقاء والوهن والاكتئاب والغموض .. يكره نفسه ، يكره الناس من حوله ، تضيق الدنيا عليه في واقعه ، في أحلامه ، في آماله ، في أيامه ، في ساعاته ، في دقائقه ، حتى في لحظات صفوه ، وذلك ببساطة لأنه بحث عن السلام في كل شيء، إلا في طريقه الصحيح….!

▪️يتعرَّف على الناس في اللحظات التي يظهرون فيها على حقيقتهم ، هذه إحدى أهدافه وأهم أعرافه ، يقوده ذلك إلى رحلة من المرض الجسدي والنفسي ، ثم إلى النفوذ والسلطة ، في وجهها المضاد ، إلى الشذوذ العقلي، والشذوذ الجنسي، والشذوذ المعرفي والفكري .. يتردد في مواقف حياته بتعدد من قابلهم من أشخاص، تارةً يتأكد أنه على صواب، وتارةً يتأكد أنه كان على خطأ، وفي الوقت الذي يظن فيه أنه وصل إلى اليقين، يعاوده الشك المبين ، يسمع، ويحاول أن يرى نفسه في كل شخصية سمع منها أو عنها: سالي، ورياض، وعرفان، وهيلين، وأوليفيا، وإما، وعلي ، حتى رفيق الطائرة.

▪️لكن في النهاية، يجد نفسه في مواجهة محاكمة ذاتية، يحاسبها على ما ظلمها، وعلى ما آذاها، لكنه حتى في محاكمته لنفسه يصطدم بالحائط، ويتهمها بالظلم ، وهكذا، يدخل في دوائر لا تنتهي من الظلمات والوهن والعطب والاكتئاب، في قصص لم تنتهِ بعد.

♦️جانب من التحليل النقدي:ـ

▪️يحتاج الكاتب في إيصال رسالته ؛ لإتمام الهدف المنوط منها ، إلى كثير من اللوازم ، ومراجعة الملازم ، والتسلح بما يضمن له تحقيق المراد ، ومن ذلك: قوة اللغة، وسلامة العرض، ورصانة الكلمة، ووضوح المعنى، وانسيابية السرد، وواقعية الحوار، وحداثة الفكرة، وقوة المعالجة الفنية والدرامية، والتطرق إلى الحلول عند ذكر المشاكل، وكثير وكثير .. فهل نرى ذلك فيما بين أيدينا ….؟

🔹 العنوان والغلاف:

▪️أما العنوان "قصص لم تنتهِ بعد" ، فإنه يشير إلى حالة الاستمرارية والتشظي السردي ؛ ليُعلِمك بعدم اكتمال القصص ، عاكسًا طبيعة الحياة ذاتها هناك ، التي لا تسير وفق النهايات المأمولة ، يحمل بُعدًا فلسفيًا ؛ ليبقي الشخصيات حاضرة في وعي القارئ ، حتى بعد انتهاء الرواية.

▪️أما الغلاف: فهو مزيج من البساطة والغموض ؛ ذلك الوجه المرسوم بخطوط متشابكة ومبعثرة ، يعطي دلالة على المضمون ، وتعبيراً دقيقاً عن المكنون ، عاكساً حالة التشتت والتداخل الذهني ، معبراً عن الاضطراب الذي سوف تجده داخل نفس بطل العمل .. وقد كانا من أهم عوامل الجذب البصري والسمعي للرواية .

🔹 اللغة والسرد والحوار:

▪️اللغة: العربية الفصحى البسيطة بلا غموض ، والجزلة بلا رضوض ، عمودها البيان والبديع ، تجملت بعرضها السريع ، تغلب عليها الشاعرية ، وتطرح الأسئلة الواقعية .. ورغم ذلك لم تخل من كثير من الخلل في النحو والتدقيق الإملائي .

▪️السرد: بصوت واحد هو البطل ، بذات الفصاحة والبيان ، شغل الجزء الأكبر من العمل ؛ ربما لنوعيته الفلسفية ، وعمق القضية النفسية التى في فلكها يصول ويجول .

▪️الحوار: شديد الواقعية من أفواه المتحدثين به ، رغم عربيته الفصحى كذلك إلا قليلاً ، أضعف كمالية الواقعية حيناً وقواها أحياناً.

🔹 الحبكة الروائية:

▪️جاءت الحبكة قوية نوعًا ما ، هذا من وجهة نظري ، لأنها لم تتفرع رغم تنوع القصص ورغم عدم اكتمالهاو، ولكن هذا هو المتوقع من العنوان ، فجاءت من بداية العمل ، حيث يتكلم عن نفسه ويصفها ، ويطرح التساؤلات، ويلقي بكثير من الحكم التي تبناها عقله، والأفكار التي أوضحت جوانب الشخصية.

▪️كما كان لفكرة الأحلام المتعددة في العمل دور مميز في كشف خفايا النفس البشرية ، والغوص في أعماق شخصية "عادل"، وتصوير حياته تصويرًا حسيًا معه ، ومعنويًا مع أحلامه ، فعايشناها كأنها رأي العين ، حتى انتهت إلى ما توقعناه أيضًا من عدم الوصول إلى الهدف والسلام الذي يبتغيه؛ لأنه ضل الطريق إليه.

🔹 الشخصيات:

▪️كان اختيار الكاتب لشخصيات الرواية اختيارًا دقيقًا ، حيث عبرت كل شخصية عن فئة موجودة بين ظهرانينا حقيقة وواقعاً ، فما أكثر "سالي" وسيط الشر، وما أكثر "رياض"، ذروة الثروة والفساد ، والشذوذ والعتاد ، حتى "عرفان"، الصديق الطيب للوالد، الذي يعبر عن الخلق الاجتماعي .. ثم الدكتور "مأمون"، بحاليه الليلي المعتم والنهار المنير ، أما كيجورا وهيلين، فكلتاهما شخصيات ذات دلالة وواقعية ..

▪️وبالرغم من ذلك ، أراه قد قصر مع بعضها، مثل الاخت والوالدين والزوجتين، التي كان حضورها العميق ، سيضيف إلى الفكرة ويخدم عليها، ويسهم في بلوغها القلوب والعقول.

♦️رأيي الشخصي:ـ

عمل جيد للكاتب يشي بولادة عبقرية لكاتب موهوب ، يعرف كيف يغوص في أعماق النفس البشرية ، ويعريها لعيون القراء ، حتى يناظر كل واحد نفسه ، ويسمع همسه ، ويدك حصنه المنيع ، ويكشف ستره الفظيع ، يلعب مع النفس بتعدد أشكالها :

ليؤدب النفس الأمارة

ويرقى بالنفس اللوامـة

ويعين النفس المطمئــنة

ويدفع النفس الراضيـــــة

ويصل إلى النفس المرضية

♦️ اقتباسات أعجبتني:

▫️❞ إذا أردت أن تسمع أجمل ما قيل في الشجاعة والقوة والصدق والمنطق، اترك أحدنا يتكلم عن نفسه. ❝

▫️❞ غريبة حقًا هذه الحياة! كلما شعرت أنك تعلمت مقاييسها، كلما اكتشفت أن ليس لهذه الحياة أي مقياس.‏ ❝

▫️❞ ليس من العيب أن تكتشف أنك كُنت تقيم الأمور بشكل خاطئ، وليس من العار أن تكتشف أنك كُنت تخدع نفسك في مرحلة ما، لكن المشكلة الحقيقية في أن تُصر على هذا الخداع، ❝

▫️❞ نستحق كبشر أن نعيش كما نريد، لا كما أراد أحدٌ لنا أن نعيش، بشرط أن نتحمل مسؤولية قراراتنا. فمن غير المُنصف أن نُقرر لأنفسنا، ونُحمل الآخرين تبعات هذا القرار. ❝

#أبجد

#أحمد_متولي

#قصص_لم_تنتهِ_بعد

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق