"كتبة التقارير يبرعون في تجهيز التهم، وحثّ رجال الأمن على الاقتناص؛ تقارير حول كُرديّة الشخص، وحول تهمة القراءة باللغة الأم، التي هي كل الكرامة المتبقية، وتقارير حول الغناء بلغة أُقصيَت عن أهلها عمدًا، وتقارير حول تهم أخرى." - إلى العلَم دُر للكردي جوان تتر 🇸🇾
يستحضر جوان تتر في هذا العمل فصولًا من معاناته ككردي قبل وأثناء وعقب الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا التي صارت سجنًا كبيرًا ليس لأحد فيه ثمن أو أمل، حيث لا كرامة في "سوريا الكرامة"، بل خوف مقيم، محيط، على خلفية صور الأسد المزروعة في كل ركن، المعششة في كل عقل.
هنا، تتحول الجُندية والخدمة العسكرية إلى مُختبر مخيف يتشابه فيه المُجنّد مع السجين، المُخلص للوطن مع المنشقّ عنه، الكُل مجبر على ترديد شعارات جوفاء منفصلة عن الواقع والانصياع لأوامر لا تصنع مقاتلًا بقدر ما تخلّف نفوس محطمة، ذاقت القهر وتجرعت مرارة الإهانة.
يكشف العمل بشكل غير مباشر جذور انقسام الصّف داخل المؤسسة العسكرية السورية واستحالة العيش الكريم تحت نير الدولة المخابراتية التي تخضع لإرادة رجل واحد تمتد أذرعه لجميع مفاصل الدولة ويحكم زبانيته قبضتهم على كل ملامح الحياة اليومية. عمل كاشف، خانق، لا أعدّه أدب مقاومة بقدر ما هو أدب سجون.
#Camel_bookreviews