❞ إن الإحساس الطبقي لدى الناس العاديين أقوى منه لدى أولاد الذوات.. لدى الطبقة العليا.. وربما كان الناس العاديون يريدون إنزال الطبقة العليا إليهم لا أن يرتقوا هم إليها. ❝

دائما ما نرى احسان عبدالقدوس كما نرى نزار قباني في عالم الشعر. كلاهما رومانسي خفيف تتمحور مواضيعه حول النساء و الشهوات و الغرائز مكنونات القلوب و الجوارح. قد يبدو ذلك صحيحا في معظم أعمالهم التي تواروا خلفها ليقدموا فكرهم السياسي الاجتماعي الذي بيبرز وجههم الحقيقي المتصادم مع المجتمع و السلطة.

❞ إن الأديان كلها لم تصل إلى الإنسان لتدله على حياته في الآخرة بل لتدله أولا على حياته في الدنيا.. كيف يدخل الجنة بعد أن يكون سعيدا شبعانا في الدنيا.. ❝

الرواية هنا تستعرض بكثافة السياسة سواء منها ما يرتبط بالدين أو بالمجتمع أو بالسلطة العسكرية بما فيها من ديكتاتورية و فساد.

❞ حتى الحب.. إنه علاقة بين اثنين.. ولكن الزواج هو علاقة بين هذين الاثنين والمجتمع الذي يحيط بهما.. لذلك فإني عندما علمت أن بينك وبين أختي علاقة لم أحاول أن أحشر نفسي فيها.. لأنها علاقة خاصة.. وأختي حرة في اختيار علاقاتها.. وحرة أيضا في الاستجابة لأي علاقة اختارتها مهما تمادت.. ما دامت علاقة ليست عائلتها أو مجتمعها مسئولا عنها.. أما الزواج فلا يمكن أن ينفرد به الاثنان.. إنه إجراء يؤدي إلى وضع يدخل في اختصاص العائلة كلها والمجتمع كله.. وأنا لا يمكن أن أشارككما في تحمل مسئولية هذه العائلة وهذا المجتمع. ❝

من خلال قصة حب بين شاب من الطبقة المتوسطة السفلى قبل منتصف القرن التاسع عشر و قبل ثورة يوليو و فتاة من طبقة الباشوات طبقة كريزة المجتمع المتحكمة في السياسة و الدين و الاقتصاد يطرح علينا احسان رؤيته لكل ذلك بعيون هذا الشاب المتفرج كما وصف نفسه في أكثر من موقع بالرواية.

❞ إن أغلبية ثقافته حصل عليها من خارج الجامعة.. حصل عليها من إطلاق حريته في اختيار ما يقرؤه.. لم يكن أبدا يحصر نفسه داخل قراءة مقررات الجامعة متخصصا في دراسة القانون.. لقد بنى شخصيته على حرية التفرج على كل ما في الحياة من أفكار وآراء سياسية وأدبية واجتماعية واقتصادية.. وهي حرية تضمن له أن يستفيد بها في بناء نفسه أكثر مما يستفيد لو تفرغ للحصول على الدكتوراه.. ❝

على مدار أربعة عقود تقريبا يستعرض احسان مسيرة السياسة المصرية منذ الاحتلال البريطاني و حتى بداية عهد مبارك تاركا لنا المجال لنرى و نحكم بأنفسنا هل كان منحنى الإصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي يسير بنا لأعلى أم لأسفل أم أن المحصلة النهائية صفر.