"فرصة أخيرة للبوح: حين يسود الصّمت"..
رواية تحفر في أعماق الصّمت لتبحث عن الكلمات المدفونة..
بتأثير إنساني عميق، تقدّم صفاء متولّي عملًا أدبيًّا يجمع بين شاعريّة اللّغة وواقعيّة المشاعر، في حكاية تمسّ ذلكـ الحيّز الغامض بين ما يُقال وما يُكتم!
هنا، يتحوّل الصّمت من غياب الكلام إلى لغة قائمة بذاتها، تحمل في طيّاتها اِعترافات مؤجّلة وآلاماً متراكمة..
الكاتبة تنسج علاقات شخصيّاتها بخيوط من التّوقّفات والهمسات، حيث يصبح كلّ صمت أكثر بلاغة من أيّ حوار..
الأسلوب السردي المتقطّع يعكس نبض المشاعر المضطربة، متنقّلاً بين ذكريات الماضي وواقع الحاضر بسلاسة مؤثّرة..
تتفرّد الرّواية بقدرتها على تحويل العواطف المكبوتة إلى كيان ملموس. المشاهد الأكثر قوّة هي تلكـ التي تخلو من الكلام، حيث يتكثّف المعنى في نظرة عابرة أو حركة متوتّرة. الكاتبة تدفع القارئ لاِكتشاف أنّ بعض الحقائق لا تُقال بالكلمات، بل تُفهم من خلال ما يُحجب عنها..
في النّهاية، تتركنا الرّواية أمام أسئلة وجوديّة عن حدود التّواصل الإنساني: متى يصبح الصّمت جريمة؟ وكيف نتحمّل ثمن الكلمات التي لم ننطقها؟
عمل أدبي يستحقّ القراءة لأنّه لا يقدّم أجوبة جاهزة، بل يفتح الباب أمام تأمّلات شخصيّة عميقة..
تتركـ صفاء متولّي عملًا أدبيًّا يستحقّ القراءة والتّأمل، يخاطب الصّامتين فينا جميعاً..