حكايات من شوارع المحروسة : القاهرة - أصل أسماء شوارع وأحياء ومناطق القاهرة > مراجعات كتاب حكايات من شوارع المحروسة : القاهرة - أصل أسماء شوارع وأحياء ومناطق القاهرة > مراجعة Mohammad Abd Al Maaboud

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

الحكايات دائما ما تجذبنا و تثير شغفنا و كلما أتقن الحكاء صنعته كلما التف حوله المريدون يتزودون منه بكلام و حروف تثير دهشتهم و تؤنس وحدتهم. و المحروسة مليئة بالحكايات و القصص التي تروي تاريخا ممتدا لسنين طوال. تاريخ المدن لا يمكن بالنسبة لي أن يصبح تاريخا لحاكم أو قائد مظفر . حكايات الشوارع يصنعها البسطاء، يصنعها من بليت أحذيتهم من السير في دروبها. ربما أطلق البعض أسماء الشوارع تيمنا بحاكم أو وال و ربما رجل صالح من أولياء زمنه و ربما انسان قد فرضت مآثره سيرة خلدت بتسمية هذا الدرب أو ذاك باسمه. و ربما سميت الشوارع باسم واقعة كبري تركت بالغ الأثر في الزمان.

و لكن برغم المجهود الذي بذله الكاتب و يثاب عليه إلا أنه توجد بعض الهنات و مواطن الضعف قد تجعل الكتاب في حاجة إلي مراجعة و نظر.

الأسلوب مدرسي في كثير من المواضع في الكتاب و الانتقال لعرض المعلومات يتم بصورة رتيبة متكررة قد يمل منها من توقع حكايات تثير مواطن الشغف في النفوس. من قرأ لصلاح عيسي يعرف كيف أن الحكاية المكتوبة قد تسمع من بين ثنايا الحروف و كيف أن الحكاء يمكن أن يملك عليك أمرك فلا تعرف منه فكاكا سواء كنت في حضرته تسمع أو في حضرة كلماته تقرأ.

لم أتوقع أن يمدح المؤلف في الخديوي اسماعيل لأنه اختار أن يبن قصر عابدين بين الناس بدلا من سكني قلعة الجبل، و أعجب كل العجب من مدحه خصال قنصوة الغوري و كأن كتابا يطمح لسرد حكاية شوارع الناس مضي به الحال الي رواية رسمية افلتت من كتب التاريخ الرسمية أو من سرديات متملقي حكام زمانهم.

توجد أيضا بعض المعلومات المغلوطة تجعلني أريد التحقق من معلومات كثر ورد ذكرها. و يجعلني أتساءل عن منهجية الكاتب و موضوعية بحثه. كمثال عن عدم الدقة و قد أدركتها صدفة بسبب معرفتي بالمعلومة و هو أن جامع الغوري هو من أطلق عليه المسجد الحرام بسبب ما ارتكبه الغوري و جنوده من مظالم في بناء الجامع لحاكم مكروه و لم يكن هذا الوصف من نصيب جامع المؤيد شيخ كما ذكر الكتاب. و يثير هذا نقطة مهمة و هي نظرتنا الي المعمار أننظر الي الحجر و اتقان صنعة البناء ام ننظر الي البناء نظرة أعمق و نراه بناء أكثر إنسانية : هل ارتكب الباني مظالم في بناءه ، هل اختلس المال و سرق الأقوات هل كان الباني عادلا في عصره فكان بناؤه محبب الي الناس ام كان مكروها مذموما أينظر الناس الي جمال المعمار و الصنعة و يتركون ما في نفوسهم من ظلم و بؤس.

اختلف أسلوب الكاتب صعودا و هبوطا و مال الي الرتابة و المدرسية و غاب عنه الدقة في بعض المواطن و الموضوعية في أخري. انتظر كتابه القادم و لعله يسرد الحكاية هذه المرة

ت

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
1 تعليقات