عمل لطيف يتسم أسلوبه بالسلاسة والسرد البسيط وبدون إملال .. ، افضل فصوله هو الفصل الرابع المتعلق بوسط وغرب القاهرة لتنوع وكثرة المعلومات الخاصة بشوارعها (نحو نصف الكتاب ) فيما جاءت باقي الفصل موجزة وانتقائية فيما يتعلق بشوارع المناطق المشار اليها .
يعيب الكتاب امر اساسي هو خلوه من الهوامش الدالة على مصادر كل معلومة واكتفاء الكاتب بسرد مراجعه في نهاية الكتاب ومن ثم بات من غير المعروف ما هو معلومة موثقة من مرجع سابق وما هو من مصدر مشكوك فيه وما هو من نسج خيال الكاتب بما قد يدفع للتشكيك في كثير من المذكور في الكتاب وحوله من دراسة محكمة إلى كتاب حكايات .. على سبيل المثال يرجع الكاتب سبب تسمية سكان مصر بالقبط لرواية ان اوائل سكان مصر هم من نسل قبطيم احد أنسال النبي نوح ! وهي رواية من التراث الإسلامي نقلت من الاسرائيليات وتتجاهل الأصل التاريخيّ المعتمد للتسمية ان قبط تحوير لكلمة كيميت ، الاسم القديم لمصر ! وهو خطا من الكاتب لا يمكن التسامح معه ! كذلك يشير الكاتب في احد المواضع إلى توران شاه باعتباره ابن شجر الدر وانها كانت ترغب في توليه الحكم بعد ابيه لكن المماليك من عارضوا ذلك وهو خطا تاريخي فادح آخر من الكاتب لان توران شاه كان ابن زوج شجر الدر الملك الصالح نجم الدين ايوب وبالعكس كان على عداوة مع المماليك وشجر الدر نفسها بما انتهى إلى قتله ، وهذه نماذج على اخطاء تاريخيّة بالكتاب سببها الرئيسي عدم وجود هوامش بمصادر لكل معلومة بالكتاب فاختلط الصحيح بالخاطئ في ذهن المولف لدى كتابته فصول الكتاب- استغربت ايضا وجود
تلميحات طائفية وعرقية لا تليق بكتاب تاريخ على غرار "المذهب الشيعي الدخيل على الإسلام " او "احتال اليهود بشراء الكنيسة لتحويلها لمعبد كما فعلوا في فلسطين " رغم ان تحويل دور العبادة من دين لاخر بالشراء او بأمر من الحاكم هي عادة
. مستقرة في كل الدنيا . في الاخير هو مدخل لطيف للتعرف على تاريخ بعض شوارع القاهرة لكن دون التسليم قطعا بصحة كل المذكور . #سهرة_رأس_السنة_مع_أبجد_والرسم_بالكلمات