عودة إلى الأدب والروايات...بعد عام مضني وشاق في قراءة كرنزا ولندي وهما المرجعان الأكثر أهمية في جراحة وأمراض اللثة .
والبداية كانت مع العدد الثاني من سلسلة الأستغاثة الأخيرة
(انتزاع شعرة حصان ) للكاتبة الرائعة شيرين هنائي.
وهو أول كتاب اقرأه على تطبيق أبجد
في هذا العدد تأخذنا شيرين لأجواء المدينة أو القرية المغلقة في الولايات المتحدة الأمريكية ..المدينة التي يعرف الناس بعضهم بعضا . فما بالك لو وقعت جريمة قتل ...ماذا لو كان بطلنا يحيى قد شاهد كعادته الجريمة قبل وقوعها ويستجيب لاستغاثة الضحية...وكيف سيراوغ مريم التي تريد للجريمة أن تقع.وهو مجبر أن يكون رفيقها في نفس الغرفة في فندق المدينة الوحيد.
هذا العدد يعمق شخصية يحيى ومريم والصراع المستمر بينهما
وفيه من المتعة والتسلية والغموض ما يجعلك تقرأ الرواية على جلسة واحدة...
لكن ما لفت نظري في هذا العدد أن ما تكتبه شيرين ليس فقط للتسلية بلس رسالة تربوية تسلط الضوء فيه على اوجاع المجتمع وقضاياه....تتحدث بشكل واضح عن هذا الجيل الذي يكاد يصبح عبدا لنظام عالمي قذر يسيطر على العالم بما يسمى ترند .....
❞ أفكر أحيانًا في أن تلك القوالب هي ما تحاول وسائل التواصل الاجتماعي تصنيفنا من خلاله، في نوعيات محدودة، ومن ثم يسهل مخاطبة كل مجموعة، بما يؤثر فيها ويحوِّلها إلى قطيع خلف متبوع. ❝
يعجبني في كتابات شيرين هنائي تلك المعلومات القيمة التي تخرج فيها بعد كل عدد أو قصة أو رواية....على أنني على قين لو أننا قرأنا كل ما كتبته شيرين هنائي نستطيع أن نقول عن أنفسنا مثقفين
خذ مثلا ما ستتعلمه في هذا العدد عن عرق جديد يسمى (الهايدا ) وعاداته وتقاليده..وعن فن الرسم ولوحات المانجا ...ثم وكعادتها. شيرين هنائي تعيدك إلى زمن الثمانينات. وتتغزل بالتكنولوجيا البدائية فيه الفيديو السشوار الأقراص المضغوطة ...
في كل عمل جديد لشيرين هنائي اتيقن من عبقريتها.....
واستغرب كيف لكاتب واحد...أن يحيط بكل هذه الأفكار ....
اختم هذا الريفيو ...باقتباسات اعجبتني وليست هي الاجمل ..فالكتاب كله جميل...
❞ قال رجل حكيم ذات مرة: إن الفضول هو أُولى خطايا البشر، وأنا أرى أن تفرُّد البشر هو ما يحسبه الناس خطايا. ❝
❞ هذا جيل يصرخ في جُب، ولا يسمعه أحد.. كل هذ الصخب من خلف الشاشات ليس سوى صرخات استغاثة واضحة، ونحن نلومهم على ألمهم ووحدتهم وجنونهم. ❝
❞ هبط الإنسان من الجنة على أمل العودة إليها، لكن يبدو أنه سيعود إلى الجحيم. ❝
شيرين هنائي