اسمها فلسطين : المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة > مراجعات كتاب اسمها فلسطين : المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية في الأرض المقدسة > مراجعة Ayda Zarrouk

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"اسمها فلسطين: المذكّرات الممنوعة لرحّالة إنجليزيّة في الأرض المقدّسة" لـِ Ada Goodrich Freer ..

نُشر الكتاب لأوّل مرّة عام 1913 تحت عنوانه الأصلي "Things Seen in Palestine". يعدّ الكتاب تجربة غنيّة وشهادة تاريخيّة مهمّة وفريدة من نوعها، حيث يجمع بين أسلوب السّرد الأدبي والملاحظات الإجتماعيّة والتّاريخية، ممّا يجعل منه مرجعًا غنيًّا حول الواقع الفلسطيني في فترة الإنتداب البريطاني وما قبلها.

يمزج الكتاب بين السّيرة الذّاتية والمذكّرات الشّخصية والتّوثيق الأنثروبولوجي، مقدّماً وصفًا نابضًا بالحياة للحياة اليوميّة، العادات والتّقاليد، والمناظر الطّبيعية في فلسطين. يركّز على المدن الفلسطينيّة المقدّسة مثل القدس ويافا وحيفا، موضّحًا كيف كانت هذه الأماكن تتّسم بالحيويّة والتّنوع الثّقافي. ورغم أنّ المؤلّفة بريطانيّة، إلّا أنّ الكتاب يتّسم بنقدٍ لاذع للإستعمار البريطاني وتأثيراته السّلبية على المجتمع الفلسطيني، ويشير إلى الأضرار السّياسية والإجتماعيّة التي خلّفها التّدخل الأجنبي، ممّا يضيف بُعدًا إنسانيًّا وسياسيًّا مهمًّا للعمل.

بأسلوبها السّردي الجذّاب، تأخذ الكاتبة القارئ في رحلة ممتعة ومؤثٌرة، تمزج بين الوصف الواقعي والحسرة على فقدان البساطة، وتفتح نافذة على فترة حاسمة من تاريخ المنطقة، مع توثيق التّفاصيل اليوميّة التي ربّما كانت ستُنسى. وعلى الرّغم من القيمة الكبيرة لهذا العمل، قد يواجه القارئ بعض المقاطع التي تعكس التّحيزات الثّقافية لعصر الكاتبة. كما أنّ اِعتمادها على ملاحظاتها الشّخصية يجعل بعض التّفاصيل أقلّ موضوعيّة. ومع ذلكـ، يبقى الكتاب وثيقة إنسانيّة وتاريخيّة مهمّة تسلّط الضّوء على الجمال والمعاناة في فلسطين، وتدعو القارئ للتّفكر في الماضي البعيد وتأثيراته الممتدّة حتّى الحاضر.

ما يميّز الكتاب هو أنّه لا يقتصر فقط على كونه سردًا رحليًّا، بل هو شهادة حيّة من شخصيّة غربيّة تعايشت مع روح المكان وواقعه قبل نكبة 1948.

يمكن أن يُعتبر الكتاب مصدرًا قيمًا للباحثين والمؤرّخين المهتمّين بتاريخ المنطقة وشؤونها الثّقافية والإجتماعيّة، إذ يقدّم لمحة عن الحياة اليوميّة والثّقافية في تلكـ الفترة، كما يعكس واقعًا يختلف عن الصّورة السّائدة في معظم الكتابات الغربيّة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق