أفضل ما في مسيرة أحمد سمير هو التطور البارز والملحوظ في كتاباته من صحفي التحقيقات والتقارير القوية إلى كاتب مقالات الراي ذو الأسلوب الخاص إلى كتابة الرواية المخلقة من سائر تلك التجارب والمندمجة مع التراث الشخصي والجيلي الذي تبصم تجربته فيه على رواياته ... في هذه الرواية يحول سمير واحدة من ألمع مجموعاته المقالية في المصري اليوم (تحديدا مقالاته عن العلاقة بين نظام التعليم وممارسة الجنس وانعكاسه على معدلات التحرش الجنسي) إلى رواية بديعة وتجريبية وثرية ... وعندما تسمع كلمة يحول المقالات إلى رواية ينتابك القلق .. فالمقال فكرة صلبة مع أسلوب عرض مشوق لكن الرواية بناء مختلف ... لكن الموهبة هي كلمة الفصل في مقدرة الكاتب على التحول من فن إلى فن موازي وصب الفكرة ذاتها في قالبين مختلفين بمهارة وألمعية ... أرشح الرواية بقوة وأعتبرها عين من عيون الكتابة الروائية الشابة في هذا العقد.