عن العشق، والسفر: بلورة الأمنيات - الكتاب الثالث | نهى عودة.
دار النشر: كتوبيا للنشر والتوزيع.
عدد الصفحات: ٢٩٣ صفحة.
التقييم: ٥ نجوم.
بدايةً.. لم أكتب مراجعة من قبل عن أي جزء من أجزاء هذهِ السلسلة، لا أعرف السبب تحديدًا، على الرغم من أنّني طوال الوقت قد أفتحُ الكتاب وأقرأ إحدى أجزاءه التي قد تخطر ببالي فجأة..
بيني، وبين هذهِ السلسلة علاقة شد، وجذب، فلن أنسى أبدًا أن أول جزء منها شاركني فترة اكتئاب سيئة، وكان بصُحبتي حينما شعرتُ بالوحدة، والحزن.. ثم تطور الأمر فأصبحت لا أكتفي منها، ولهذا كنت قد قررت تأجيله، ولكن ها أنا أُفرج عنه.
كل قارئ لهذهِ السلسلة يُفضل جزءً بعينهِ عن باقي السلسلة، بالنسبةِ إلي فالسلسلة كلها بأجزائها المستقبلية هي مفضلتي.
لطالما أحببتُ أدب الرحلات، وقعتُ في حبه تمامًا، فهو يأخذني لأماكن رُبما تبقى زيارتها في حيز الأحلام، ورُبما لا.. فقد أخبرتني نُهى أن الأحلام تتحقق.
تأخذك الكاتبة في رحلة إلى أعماق الزمان فتعيش الماضي والحاضر، فـ نذهب معها إلى باريس 'عاصمة الحُب' كما يقولون، مدينة النور، مدينة الجمال، وعاصمة الموضة، لكن بالنسبة لي أحب أن أعتبرها 'مدينة الأحلام'.
في الآونة الأخيرة أو ربما في السنوات الأخيرة، سمعنا أن باريس ليست كما تخيلناها قط، انتشرت الصور، والحديث عنها في السوشيال ميديا بشكلٍ سيئ، جعلت أحلامنا تتدمر، فتأتي نُهى وتخبرنا بأنه لا بأس، لا تزال باريس كما تخيلناها، لا تحزنوا، فقد رأيت ذلك بعيني.
تمنت الكاتبة خمس أمنيات، أمام البلورة السحرية، 'بلورة الامنيات'، وهنا في الكتاب السحري.. أقصد في هذا الكتاب الأدبي تخبرنا عن أمنياتها، وعن رحلاتها، وعن بلورتها السحرية.
فنرى الكثير من معالم باريس مثل كنيسة نوتردام، قوس النصر، شارع الشانزليزيه أحد أجمل شوارع العالم فكما تقول نهى: ❞ أينما سرت في أي اتجاه في شارع الشانزليزيه فثمة معالم تروي تاريخًا. ❝
المسلة المصرية، حكايات أم كلثوم معها، برج إيفل، جسور باريس الكثيرة، ونهر السين، متحف اللوفر، شوارع باريس، ومقاهيها، وطعامها، ساحة الكونكورد، وأوبرا دي جارنييه.
وتخبرنا أيضًا عن تاريخها، وما شهدته من حكايات ملوك، وقائدي الجيش، وفنانين.. وتعرّفنا على آثارنا.. آثارها..
نسمع عن لوي فيتون، وشانيل، ولوران.. وكيف أضحت باريس عاصمة الموضة.
ومن مكان لمكان، ومن زمن لزمن، ومن أساطير لواقع وتاريخ، بسرد شاعريّ جميل، يتنقل قلمٌ بارع في سرد الحكايات دون إرباك القارئ.
أحببت فصول العشق في هذا الجزء، وضحكت مع قصص ذكريات والدها، وابتسمت معها حين تحققت أحلامها واحدًا تلو الآخر، ودعوت لها ليبقى الحلم الأخير داخل حيز التحقيق دومًا.
وسعدت بالحكاية التاريخية عن كونّ الكتبة من أهم المهن المصرية، بل كوننا أيضًا نعتبر من أول من إخترع فن الكتابة، والكتب!
أحببت كثيرًا فلسفة بواريه عن المرأة، وتمنيت لو يتبع العالم نهجه.
من المعلومات الصادمة بالنسبة لي أن قصة عشق نابليون، وجوزفين.. لم تكُن قصة عشق كما اعتقدت دومًا.. وصُدمت أكثر حينما علمت عن قصة اختراع دمية باربي الحقيقية.
وصدمتي الأخرى بأن الحضارة المصرية قد لا تكون أقدم حضارة عرفها التاريخ..
ورغم أنّي لست من مُحبي أدب الرعب، ولكني قررت البحث عن رواية "شبح الأوبرا" لـ غاستون ليرو، وقراءتها، خاصةً بعد أن تعرفت مؤخرًا على الأدب القوطي.
❞ «أراد الخديوي إسماعيل تحويل القاهرة إلى قطعة من باريس». لقد مررت بالفعل بميدان شعرت حينها بتشابه كبير بينه وبين ميدان طلعت حرب، ❝
بعد أن قرأت هاته الجزئية، كنت قد خرجت بعدها لحضور ندوةٍ ما، و وجدتني أنظر لهذا الميدان بشكلٍ آخر تمامًا، لا أعلم.. لكن نوعًا ما توحدت مع نهى عودة لحظتها.
جاء الوصف المعماري للأماكن خياليًا بشكلٍ رائع، مع الوصف الجغرافي، والتاريخي للمُدن، وآثارِها، ومعالمها، وفنانيها، وأناسِها، كان كل شيء حقًا خياليًا.
أما عن أمنيّاتي، لا تزال في حيّز التحقيق، فلا أزال أحلم بنشر كتابي الورقي الأول، ولا أزال أحلم بالسفر حول العالم.
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#بلورة_الأمنيات_مع_نهى_عودة #مسابقة_عن_العشق_والسفر_٣