طبعا قرأته من سنوات عديدة وهذه مراجعتي له من على جوودريدز
قد تبدو الفكرة في ظاهرها بسيطة وعادية، لكن مع د. منى سلامة لا يكون للأمور هذا الوجه المألوف أبدًا، فتميزها الحقيقي يكمن في طريقة تناولها الفريدة التي تضع لمستها الخاصة على كل حكاية تكتبها. في ثاني أكسيد الحب تقدم لنا قصة عصرية ممزوجة بنكهة من الخيال والسحر، تلامس واقعنا المرهق بتسارع التكنولوجيا وهيمنة العالم الرقمي، حيث تغيب المشاعر وسط ضجيج الحياة السريعة، فنفقد وعينا تدريجيًا، وننقطع عن ذواتنا قبل أن ننقطع عن أحبائنا، لتغدو علاقاتنا باردة يحيطها الجفاء، وتغمرها القسوة والفتور.
لطالما راودني حلم العيش في مكان هادئ، بسيط، نقي، بعيد عن صخب الحياة وضغط التطور، وهو الحلم ذاته الذي تنسجه منى سلامة في بعض رواياتها. في كل مرة تأخذني معها إلى عوالم قريبة وبعيدة في آن واحد؛ قريبة لأنها أماكن موجودة في بلادنا، وبعيدة لأننا لا نعرف عنها إلا القليل. وبين السطور أشعر وكأنني أعيش هناك فعلًا، أتنفس هواءها، وألمس تفاصيلها بكل حواسي.
ما يميز هذه الرواية أن القارئ يجد فيها كل ما يبحث عنه؛ النصيحة والحكمة، المتعة والخيال، التشويق والسعادة، في مزيج متكامل يجعل الرحلة عبر صفحاتها تجربة ثرية ومؤثرة.
أبدعتِ يا كاتبتي العزيزة، وأترك قلبي مترقبًا لرحلات جديدة على بساط كلماتك، تأخذنا فيها إلى عوالم أخرى تمس الروح وتغذي الخيال.