❞ في الحرب لا يمكنك أن تعرف حتى ترى بعينيك، وعندما ترى بعينيك تتأكد أكثر أنك لا تعرف. ❝
جنديان مصابان واحد رمادي (مدرس تاريخ) والثاني بني (طباخ) من معسكرات مختلفة انتهي بهم الحال في خندق واحد يحتميان من باقي الأهوال الجارية حولهما..
يبدآن في التعرف على بعضهما ف تنشأ بينها علاقة صداقة ويبدأ كل منهما في التحدث عن نفسه وعائلته وماذا يحب وماذا يتمنى بعد أن تنتهي الحرب.. هذا لو استطاعوا النجاة..
❞ أظن أن الوَضْع، وللمفارقة، يختلف في حالة الحرب، التى يُفْتَرَض فيها عدم الترَدُّد، فلو تقابَل اثنان من طرَفَيْن مُتحاربَيْن، وتَصادفَ أنهما يعرفان بعضهما بعضًا بطريقة ما، وهذا ممكن، أتوقَّع أن كلًّا منهما سيتوقف، كأنه يفيق، أو ينتَبِه من حالة الحرب كلها ويسأل نفسه "ما الذي أفعله هنا؟!". ❝
وهذا ما حدث هنا ف الطباخ أسقط دفاعاته بعد أن عرف عن عائلة مدرس التاريخ الذي قرر منذ بدئ لقائهما أنه ليس متأكدًا من أنه يريد قتله.. وكأنه أراد أن يأخذ هدنة من الحرب..
-المثير للاهتمام في هذة الرواية هو أن الحرب تم وضعها في قالب إنساني ولها كيان خاص وتتكلم وتتمنى وتحب لو أنها تحظى بيوم راحة بيوم عادي.. يوم واحد فقط بلا قتال ولا موتى.. ولكن البشر مستميتين لجعلها تستمر في العمل كل يوم.. كل يوم.
❞ وبسببكم أنتم البشر. لم أتوقف يومًا عن العمل معكم أنتم البشر، يوم واحد إجازة لم تعطوني، كل يوم أنا أعمل في مكان ما. ❝
❞ ساعَدَني كل هذا في إتقان عملي وتطوير مهاراتي واكتساب مهارات جديدة، أنتم تقترحون عليَّ أشياء ومهارات وأفكارًا جديدة.. لا تتوقفون.. أَشْهد لكم.. أنتم عباقرة. ❝
❞ شيء أساسي في حياة البشر، كأنهم لا يستطيعون العيش إلا والحرب حاضرة في حياتهم، رغم أنها وسيلة لإنهاء حياة أكبر عدد ممكن منهم، على الأقل هذا ما يفعله كل مَنْ يشتركون فيها.. ❝
- يرى كل من الجنديان شذرات من طفولتهما ولا أدري أهي هلوسة أم حلم أم رؤى يتشاركونها ويعود كل منهما لبيته لدقائق.. يرى الطباخ أمه وهي تطبخ له في بيتهم (المشهد المفضل له لأحسن طباخة في العالم)
ويرى المدرس ابنته وزوجته في بيتهم ويتشارك معهم الضحكات والرسم..
❞ "أنْ تجد شخصًا يأكل من يدك، هو بأهمية أنْ يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله، وألَّا تجد شخصًا يأكل من يدك، هو في بؤس ألَّا يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله"، تَنَفَّسَ الطبَّاخ بعمق، ابتسَمَ، وقال: "الطبخ هو أنْ تطهو بعض السعادة لغيرك. ❝
❞ "كل الأصوات التي نسمعها تصرخ داخل الحرب وهي تَقتُل أو تُقتَل، كانت تضحك في وقت ما، كانت تنادي أُمًّا أو أبًا أو صديقًا، أو زوجة أو حبيبة أو أخًا أو أُختًا أو ابنة أو ابنًا، أو حتى إنسانًا لا تعرفه، أو ستعرفه بشكل أفضل فيما بعد، وكل العيون التي تَتَرَقَّب داخل الحرب شخصًا لتقتله، كانت يومًا تنظر بالحب إلى شخص ما".❝
- استماتة البشر في القتال وحمى السيطرة رغم ما توصل إليه نفس البشر من تكنلوجيا وتقدم.. في الحرب لا رابح ولا جديد.. قتلى وظلم وقهر وضياع وشتات في مختلف أنحاء العالم.. لماذا؟.. السبب الوحيد المنطقي بالنسبة لي هو لينعم السادة بفرض سلطتهم.. والمذهل أنه يذهب واحد ليأتي آخر أكثر دموية منه.. يجعلني هذا اتسائل عن شكل النهاية وكيف يمكن أن يسوء الحال أكثر من هذا!
الحرب قادرة على إخراج أبشع مافي الإنسان او الأصح تجريده من إنسانيته..
❞ طبَّاخ ومُدَرِّس تاريخ، يجلسان مُتَلاصقَيْن، أُذُناهما على جانبَي راديو صغير، يستمعان معًا لعازف كمان من المُحْتَمل أنه يعرف بوجودهما تحديدًا، وربما يتخيَّل منظرهما بينما يعزف. ❝
-يقرر الجنديان أن يكتب كل منهما رسائل لعائلته.. ويحمل كل منهما رسائل الآخر ف هكذا تصل رسالة أحدهم إلى عائلته على الأقل.. ويقرران أنه يجب أن يرجع كل منهما لمعسكره لاستكمال الحرب الدائرة..
لم أعرف مصير كل واحد منهم ولا أدري ان عاد كلاهما أو أحدهما لعائلته.. أعتقد أن هذا مقصود من الكاتب يعني أنه ما دام هناك حرب ستجد اثنان مفقودان ف خندق ما في مكان ما في العالم كان يمكن أن تنشأ بينهما علاقة إنسانية رغم ما يمران به.. ولكن الحرب مستمرة ومصير الجنديان يبقى مجهولًا حتى تنتهي الحرب.. أتنتهي الحرب يومًا؟
-ستتركك الرواية بشعور منها..
❞ وبدأ يَشعر بلمسة من حزن خفيف، ذلك الحزن الذي لا يُشْعِره بالحزن، إنما بالرِّقَّة ، حُزن عَذْب غير مُؤلم ❝