نحن لا نزرع الشوك > مراجعات رواية نحن لا نزرع الشوك > مراجعة Rudina K Yasin

نحن لا نزرع الشوك - يوسف السباعي
أبلغوني عند توفره

نحن لا نزرع الشوك

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم اربع وسبعون / 2024

نحن لا نزرع الشوك

يوسف السباعي

والذين يموتون لا يعودون.. يذهبون في ضجة ويخلفون الفراغ والصمت ويذكرهم بعض الناس بعض الوقت ويطلبون لهم الرحمة.. ثم تضيع ذكراهم في زحام الحياة ويتوهون في ذاكرة الماضى السحيق وتصبح أتفه مشاغل العيش.. أشغل للناس من أعز ذكريات الموتى".:"ونحن نمارس سلطاننا عندما نجد من يخضع له.. فنفوذنا لدى الغير ينبع أولاً من تأثر الغير به.. فهو شيء لا وجود له إلا بما ينعكس عليه

هى رواية الأحلام الضائعة

لم يحقق شخص واحد فى هذه الرواية حلمه الأولى البسيط و لم تترك الأشواك طريقا لبطل من أبطالها إلا و مدت به جذورها بقوة و قسوةمن سيدة التى حلمت بالسيادة ففقدتها دائما و لم تنالها أبدالحمدى الذى حلم بالفتاة التى يحب ففقدها ثم فقد حتى حلم ذكراها عندما إصطدم بصخرة تغييرات الواقع عندما راّها قرب النهايةحتى عباس الذى حلم بالثراء فلم يجد سوى الفقر (ربما كان هو الوحيد الذى زرع أشواك طريقه بيده)

نشرت الرواية عام 1998 عبر الدار المصرية كنسخة محدثة عبر 450 صفحة و بعض الاصدارات عبارة عن جزئين دخل الرواية الشاشة الصغيرة بنفس العنوان فكان الفلم سنة 1970 من بطولة شادية وصلاح قابيل كريمة مختار ومن اخراج حسين كمال لكن المسلسل من بطولة اثار الحكيم وخالد النبوي وكريمة مختار حيث قامت بنفس دور الفلم حيث عرض المسلسل 1998 أقتربت شاديه كثيرا من دور سيدة لانها مثلت بشكل عميق دور بنت البلد بعكس اّثار الحكيم لم تنطبق شكلا أو موضوعا مع سيدة كانت أكثر رقيا و رقة (و هذا ليس مدحا هنا على الإطلاق) كما أنها لم تناسب المواصفات الشكليه لسيدة فهي اذن ضاهرة ابداعية ظهرت بين ثلاث نماذج مشلشل وفيلم ورواية لا يوجد اختلاف كبير بينهم وهذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة طويلة كظاهرة نحن لا نزرع السوك إخراج حسين كمال عام 1970، وهو أول بطولة مطلقة لمحمود ياسين والفيلم مأخوذ عن رواية ليوسف السباعى نشرت عام 1967 وسرعان ما تحولت إلى مسلسل بطولة شادية وكان معها فى البطولة حسن يوسف فى دور حمدى، لكن المخرج حسين كمال منح لمحمود ياسين أول بطولة مطلقة كى يصبح على قمة تاج النجوم طوال السبعينيات على الأقل ويشكل ظاهرة لم تتكرر. ونحن هنا أمام ثلاثة نصوص: الرواية التى نشرت فى البداية فى مجلة آخر ساعة ثم نشرت فى كتاب ثم المسلسل الإذاعى وأخيرا فى الفيلم وهو نص يختلف فى طبيعته عن الكثير من أعمال الكاتب الأخرى وإن كان يتشابه فى أنه يدور فى منطقة السيدة زينب أسوة باعمال كثيرة من المؤلف لكن السمة الرومانسية وأيضا الحس الوطنى على الهامش قياسا بأعمال أخرى من الكاتب، هو نص مأسوى لأمرأة مات أبوها وهى طفلة ثم أمها وتحولت إلى خادمة فى بيت تسكنه أسرة متوسطة الحال.. يعنى رب هذه الأسرة موظف عادى.. وتتربى سيدة البيت وتكبر إلى جوار حمدى ابن الأسرة الطالب المجتهد ويشعر كل منهما نحو الآخر بعاطفة لا يعبران عنها أبدا، وعندما تكبر السيدة تتزوج من رجل وغد اسمه علام ثم تنفصل عنه وتعود إلى الأسرة وتلتقى من جديد بوغد مختلف هو عباس الذى يتزوج منها وينفصل فتلجأ إلى عالم الليل وتكسب الكثير ثم يظهر عباس مجددا ويطلب منها الزواج معلنا توبته لكنه أبدا لا يتوب فيموت ابنها منه ولا تفلح توسلاته فى العودة إلى الحياة الزوجية.

نحن أمام قصة فى أكثر من صياغة وشكل عليك أن تسمعها وتقرأها أو تشاهدها، واللطيف أن التلفزيون قد قام بتصوير هذا المسلسل فيما بعد فى ظاهرة هى الجديدة من نوعها بتحويل الروايات والمسلسلات الإذاعية إلى أفلام، إنه العصر الذهبى والمجد المكتوب فى عالم الأدب المصرى، وكم شبعنا بالمتابعه كما نريد فاليوتيوب يحتفظ بهذه الأعمال الكثيرة جدا حتى الآن، لكن للأسف فإن ظاهرة محمد علوان قد توقفت فى منتصف السبعينيات ليأتى سمير عبدالعظيم ويأخذ نفس المساحة وصار هو نفسة مؤلفا ومنتجا سينمائيا ولم نعرف أبدا عنه أنه اقتبس أيا من أعمالة الكثيرة جدا من أى نص أدبى، وهكذا تغيرت الحياة رغم أن هذا الأخير كان يستعين بكبار النجوم وليس بكبار الكتاب وبينما قدم علوان روايات مثل أنف وثلاثة عيون والرحلة

بالحديث عن رواية و فيلم نحن لا نزرع الشوك تحكي الرواية عن سيدة، الطفلة يتيمة الأم التي تعمل كخادمة ببيت والدها رغم صغر سنها، على يد زوجة أبيها اللعوب، يموت الوالد الحنون العاجز أمام زوجته، ليأخذها صاحب المطبعة التي عمل بها والدها، لتعاملها زوجته أم عباس كخادمة.

ليس هذا فحسب، بل تحملت أيضا مضايقات ابنهم عباس، التي تحولت لتحرش فج بمجرد ظهور جسدها البض، نعم فقد اعتبر الكاتب جسدها الممتلئ لاعب رئيسي بالأحداث، واختيار شادية لتجسيد الشخصية ساعد في توصيل تلك الفكرة في فيلم نحن لا نزرع الشوك أيضا.

تترك عالمهم لتدخل عالم حمدي، هذه المرة بصفة رسمية كخادمة إلا أنها شعرت أنها واحدة من أفراد العائلة. حتى توفى رب الأسرة، فتغير كل شيء، تدخل عالم علام كزوجة وتصبح خادمة مرة أخرى، لتسلم جسدها لعالم وصمته لا تمحى.

تستمر في رحلتها العوالم تتغير والشقاء بأشكال مختلفة رفيقها، حتى يستقر جسدها بالفراش لتموت في هدوء.

اعتمد يوسف السباعي على أسلوب (الفلاش باك)، تبدأ الرواية بسيدة على فراش الموت ببيت حمدي وتعامل كضيفة وليست خادمة، وابن حمدي يعاملها كوالدته.

يتداخل طيف الموت مع حياتها لترى قصتها منذ الطفولة. بدأ الفيلم بطفولتها، واعتقد أن السبب في ذلك، أن طفولتها تذكرك بقصة سندريلا، وقد يدفعك ذلك بطبيعة الحال إلى انتظار أميرها، وانتظار مستجدات تغير حالها للأفضل، وتعوضها عن طفولتها البائسة.

ظهور مشهد النهاية بالبداية سيصدم المشاهد، وسيغلق أي باب للتوقع وانتظار الفرج لها. مشهد بالرواية يمكننا تسميته (ماستر سين) تم حذفه من الفيلم، أثناء عمل سيدة بمنزل دلال كغانية تفاجأت بحمدي ورفاقه جاءو المنزل كزبائن، عندما وجدت نظرات حمدي سيدها السابق وحبيبها.

تسألها لماذا وصلتي لهذا الطريق، فتجيبه نظراتها وهل سألتك لماذا مات أبوك، لماذا تزوجت حبيبتك، ولماذا تغيرت حياتك، نحن لا نزرع الشوك، ولكن نحصده، فتوضح لنا ببساطة فلسفة عميقة خلفها يقبع العنوان ومقدمة الرواية.

تم حذف تردد حمدي على منزل دلال، وبالتالي حذف المشهد، لرسم صورة ملائكية لحمدي مغاييرة تماما لصورة عباس وعلام.

يبدو أن صناع الفيلم لجأوا إلى الاختصار في الأحداث، وحذف ما لا يفيد، فزيادة في المعاناة بالرواية خرجت سيدة من بيت الطاعة بابنها بعد وصولها لاتفاق مع عباس، وجهزت لحياتها الجديدة، والتحقت بالعمل بعيادة طبيب كممرضة.

استمر عباس في طلب النقود، مستغلا ابنهم جابر في الضغط، فرفع دعوى وأصبح يراه بالقسم كل أسبوع، وعند بلوغه السابعة، رفع دعوى أخرى ليصبح بولايته، وفعلا أخذه من أمه.

عاشت ألم وبكاء وحسرة، حتى قررت أن تبيع أي شيء، وتفعل أي شيء وتعطي عباس نقود، وتسترد ابنها، فتفاجأت بجابر ابنها، تراه من نافذتها هرب من ابوه، وقبل أن يعبر لها الطريق دهسته سيارة، لتشعر سيدة أن هذا عقاب الله، لأنها عملت كغانية، فقررت التوبة إلى الله.

بعد خروج سيدة باكية ومطلقة ومطرودة من منزل علام، لم تستدرجها لولاحظ، وتخدعها حتى تجد نفسها بغرفة واحدة مع رجل لا تعرفه، بالرواية سيدة ركبت أول سيارة توقفت لها.

طوال الطريق ظل الرجل يتحسس جسدها، وهي أبدا لا تمنعه، وعندما ذهبت منزله وانتهى الأمر، وفي الصباح تحدثت مع لاوحظ التي قابلتها عنده، تعجبت عندما قالت لها سيدة أن تلك المرة الأولى، كيف صار الأمر بهذه البساطة!

في فيلم فيلم نحن لا نزرع الشوك تم التخفيف من حدة الموقف، حتى لا يصدم الجمهور، أو يفقد تعاطفه مع سيدة وتم الإكتفاء، بتقبل سيدة لما حدث.

هناك بعض الأمور تحدثت عنها الرواية على اعتبار أنها طبائع الأمور، وحذفها الفيلم حفاظا على تعاطف الجمهور، فسيدة بالرواية اعتادت مهاجمة عباس لها منذ صغرها ليلا، وتحسسه لجسدها.

بدا الأمر طبيعي ومتكرر فلم تستهلك طاقتها في مقاوته، اعتادت أن ترى طمع من حولها في جسدها، ففهمت أنه شيء هام بالنسبة لهم، وفهمت أن تلك هي الطريقة الوحيدة التي ستنال بها احتياجاتها، فلم تكره عباس.

عندما يعطيها نقود تتمناها وتفرح بها، لا تمانع في أن يحصل على ما يريد، حتى عندما قابلته بمنزل الغواني، لم ترفضه كما حدث بالفيلم، ذهبت معه فقط وهي غير راضية، عندما تحدثت عن حمدي تعجبت من زهده في جسدها وكأن ذلك شيء يغضبها.

.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق