كُحل وحَبَّهان
لعمر طاهر
دار الكرمة
189صفحة أبجدية
💠شعوري تجاه الرواية:-
رحلة لذاكرة الطعام والحياة المنبعثة بروائح الزمن الجميل...
تلك الرواية هي رحلة عبر الروائح الطيبة وأصناف الطعام المتنوعة وطرق الطبخ المليئة بالدفء والحب والحنين ونوستالجيا لزمن جميل مليء بالأحاسيس التي نفتقدها بعصرنا الإلكتروني هذا فأصبح واقعنا الحالي عبارة عن مشاعر إيموجية ولكن من خلال كُحل وحَبَّهان تصبح المشاعر حقيقية وملموسة بشكل مذهل..
💠عن الرواية:-
5أيام قبل حفل محمد منير..
تلك المدة الزمنية التي أخدنها خلالها الكاتب لرحلة قصيرة مع الطفل (عبدالله) أو (سيسكو) بعام 1988 ببيت عائلته ولكي يسمح له اباه بحضور تلك الحفلة يشترط عليه الا يرتكب أي أخطاء تلك المدة ولكن كل يوم من الخمس أيام يأتي بمغامرات مختلفة يفصلها الكاتب برحلة عبر الزمن لأعوام مختلفة كـ 2008/2009/2017
لنعيش مع البطل شبابه وعمله بشركة الادوية بعد تخرجه من صيدلة.
نعيش مع البطل ذكرياته وحنينه للماضي وقصة حبه بمراهقته (لسحر ملاك) وكيف عاقبه والده من فضيحة وفتنه كان سيقع بها ويصبح (شاب صايع) كما يقال عن هذه النوعيه من الفتيان دوما وشربه السجائر ورد فعل والده تجاه ذلك ونري ألعاب تربي عليها جيل الثمانينات وشرائط الكاسيت والتليفزيونات الملونة والراديو والهاتف الأرضي والمدرسة وكل ذلك يتوغل بداخله الحديث عن الطعام بأصنافه المختلفة وكيف تطبخه الأم بكل حب ودقتها بإختيارها الأصناف ومكوناتها لإيصال رسالة هامة جدا لأسرتها بأنها تحبهم وتهتم بصحتهم دائما ودفء قلوبهم ومقارنتها مع أكل الشوارع.
لينتهي عبدالله بقصة حب مع صافيه التي تشاركه اهتماماته تجاه الطعام وتقديسه وزواجهم السعيد.
💠السرد:-
جاء السرد عن طريق الراوي المتكلم فلا يوجد صوت غيره ورؤيته الخاصة فقط بنقل الأحداث ولعلها تكون مجرد نافذة ضيقة لرؤية الحياة من خلال الراوي فقط فأصبحت الرواية بمثابة المذكرات الشخصية.
💠عرضت الرواية الكثير من المشاكل والإيجابيات وما يدور داخل الثنايا المخبئة للبيوت كـ
ضرب الأباء لأبنائهم والعادات والتقاليد وجزاء من أخل بهم وان الأب المسؤول الأول عن التربية والعقاب والأم مسؤولة ادارة شؤون المنزل والمكافأة
وقيمة العائلة وتقديسها ودورها بتشكيل فكر ومعتقدات أفرادها. حب الوطن
اداب الطعام.
💠أعجبني وصف القهوة بالعمل وانها هي مزاج الأشخاص الذين يحفظون للكوكب توازنه وانها محور العالم.
💠امتلئت الرواية بالتشبيهات والجمل ذات الإيقاع الرنان المليء بالإنسجام والوصف الدقيق المثير للخيال.
💠لم أشعر أن إيقاع الرواية بغريب ولكن كأنها كُتبت من داخل كل البيوت المصرية واحداث يكررها الجميع بمشاعر مشتركة فتخلق حالة تواصل بين القاريء والمكتوب وكأن تلك السطور سُطرت من داخل روحه..
💠الطعام المقدس داخل الروايا وكأنه ليس شيئًا عاديًا نستعين به لكي نعيش فقط ولكن أراد الكاتب أن يجعل القاريء يغير نظرته للطعام والإستمتاع بتفاصيله والإحساس بها واستنشاق روائحه المختلفة وتميزيها وطقوس طبخه المقدسة وكأن المطبخ أصبح محراب للجائع حتي ينسجم مع اشباع رغبته بطريقة صحيحه وصحية للجسد والنفس معا.
💠لا تحمل الرواية العناصر الروائية كما هي معروفة ولكن صيغت كمقالات منفصلة متصلة بحبكة مترابطة وكأنها أطلقت العنان للأفكار لتُكتب كيفما شاءت.
💠وصف الكاتب الطعام بشكل دقيق ومتعمق جدا وابدع عمر طاهر في وصف الأكل بشكلٍ مُثير للشهية مما يُغري القارئ بتجربة هذه الأطباق بنفسه.
كما سلّط الضوء على أهمية الطعام في الثقافة العربية كونه رمزًا للكرم والضيافة والحب.
💠لا تقتصر الرواية على وصف الطعام فحسب بل ناقشت أيضًا قضايا اجتماعية مهمة مثل الفقر والهجرة والاغتراب. فمن خلال رحلة عبدالله عبر الزمن نرى كيف تغيّرت الحياة في مصر على مرّ السنين.
💠اللغة:-
تميزت لغة الرواية بالبساطة والسلاسة ممّا يجعلها سهلة القراءة والفهم.
💠الأسلوب:-
استخدم عمر طاهر أسلوبًا سرديًا شيّقًا يعتمد على التذكير واسترجاع الذكريات.
💠الشخصيات:-
الشخصيات في الرواية مُقنعة وحقيقية
ممّا جعل القارئ يتفاعل معها ويتعاطف معها ويعيش احداثها كأنها حقيقة امامه.
💠 دور الطعام في توحيد الناس وكيف أن الطعام يُمكن أن يكون عاملًا مُوحدًا بين الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافات.
💠التأثير العاطفي للطعام:- يوضح الكاتب كيف أن الطعام يمكن أن يثير مشاعر قوية مثل الحزن والفرح والحنين إلى الماضي.
💠رمزية الطعام:-
يُستخدم عمر طاهر الطعام كرمز لبعض المفاهيم المجردة مثل الحب والموت والوطن.
💠تُعدّ الرواية مُمتعة وغنية بالمعاني تُلامس قلوب القراء من مختلف الأعمار والثقافات.
فهي رحلةٌ في ذاكرة الأكل والحياة تُحرك المشاعر وتُثير التساؤلات حول معنى الحياة والسعادة.
💠اقتباسات:-
❞ وقعت في غرام القهوة؛ لأنها مشروب فردي، يليق برغبة في التوحُّد والانعزال قليلًا مع انتشاء بريء. ❝
❞ تتصاعد السعادة تدريجيًّا مع بداية اتخاذ قرار الحصول على فنجان، تتراكم وتزهو مع التفاصيل : المقادير، والانتظار، وصوت ماكينة الإسبرسو، أو حركة وش القهوة في الكنكة إلى أعلى ببطء كله إغواء وتبلغ السعادة حدها الأقصى مع أول رشفة، بينما الحواس كلها تشتبك: شم الرائحة، ولمس كوب ساخن ذي لسعة محببة، مع استطعام حرقة التحويجة . ❝
❞ بالوقت والتكرار فتر الغرام، فبهت التأثير، ثم أصبح الحصول على فنجان القهوة الذي يرضيني أمرًا يعتمد على الصدفة؛ شيء قدري للغاية لا منطق له ولا قواعد، تمامًا مثل الحب . ❝