عنده ضيوف: حكايات صديقة للبيئة > مراجعات كتاب عنده ضيوف: حكايات صديقة للبيئة > مراجعة Aliaa Mohamed

عنده ضيوف: حكايات صديقة للبيئة - عمر طاهر
أبلغوني عند توفره

عنده ضيوف: حكايات صديقة للبيئة

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

هذه ليست بحكايات صديقة للبيئة، ولكنها صديقة للقلب، مؤانسة للروح ومؤازرة للنفس.

يتنقل بنا عمر طاهر، بقلمه السحري، بين قصص وحكايات صُنعت كلماتها ليس بالحبر العادي ولكن بمداد جاءت مكوناته من مادة أقرب إلى الروح منها إلى الورق، مما جعلها مستساغة ليست بالعصية على النفس ولا الجازعة للعين التي تتوق إلى قراءة تعيد إليها شغفها بالحياة.

لم يلق لنا عمر طاهر ما لديه من حكايات، وأكنه يتخلص منها بعدما ثقلت روحه، بل مهد لنا الطريق في البداية بسطور حميمية عن ذاته وشغفه، ما يحب ما يكره، ما يجذبه وما ينفره، ما يشغل ذهنه وما يرهق قلبه، حتى يكتشف أن لديه "ضيوف في مخه طول الوقت" فيقرر أن الوقت قد حان لإشراك الآخرين معه في ضياقتهم حتى لا يئن كاهله من حملهم طوال الطريق.

من هنا بدأت عملية المشاركة في ضيافة ضيوف "مخ عمر طاهر" حيث لم يرغب الكاتب في إرهاقنا بأكثر مما ينبغي منذ الوهلة الأولى، فقرر أن يداعبنا بضيف خفيف بالحديث عن "أنانية ناعمة" حيث طفلته الصغيرة وتضارب المشاعر حول ماهية الإنجاب ومدى الإفادة من تلك العملية، المخاوف التي تحيط بالأباء تجاه الأبناء، ما خفي منها وما ظهر.

ويخطفنا الكاتب بعد ذلك إلى باكستان حيث السهر في إسلام أباد، والاقتراب من الوقوع في المحظور وكيف أنقذه "شيخ عبد الباسط" من شبح الإيقاف لدى الشرطة.

ويعيدنا الكاتب إلى ذكريات صباه، حيث كان حارس مرمى متألق، وربما لو تفتحت أمامه السبل مثل المتاحة الآن، لاحترف في أحد الأندية الأوروبية، ربما برشلونة الذي يعاني من شطحات تير شتيجن على مدار سنوات طويلة ولم يجد بديله المثالي حتى الآن (أمنية شخصية).

ثم قصة الكاتب مع فيروز، أو فيروزة، وصدمة سوء التفاهم وبداية المشاعر البريئة وكلمات الأغاني التي تجعلك تصطدم بالواقع المرير، أو كما قالت القيثارة "خلصت القصة".

وما أجملها من حكاية رواها لنا الكاتب عن قصة الحب ذات الألوان التي جمعت بين سناء البيسي ومنير كنعان، التي داعبت قلبي وجعلتني منخرطة معهما وكأني سهم كيوبيد الذي انطلق ناحيتهما ولم يفارق أي منهما رغم الموت.

ثم الكلمات الشجية التي حُكيت بواسطتها قصة عمار الشريعي، الذي تمرد على المألوف وانجذب إلى كل ما هو غريب، وسطر اسمه بقبس من نور، النور الذي رفض أن يراه مؤكدًا أنه "لو فتحت أتجنن".

وحكاية عابرة عن القطة ميادة الحناوي، حكاية قصيرة كنسمة هواء لطيفة تلطف قيظ الحر، تسبق حكاية باولو كويلو وترجمة رواية "بالقرب من نهر بيدرا.. جلست وبكيت" وكواليسها الخفية.

وذهب بنا الكاتب بعد ذلك إلى عبد الرحيم منصور، الهارب إلى القهاوي بحثًا عن ذاته بعيدًا عن عائلته الصعيدية، قبل أن يجد نفسه في كلمات ستستمر بريقها حتى بعدما خفت هو.

واقتنص عمر طاهر بضع صفحات لكتابة ملحق عن الأغاني القابعة في ذاكرة المصريين، معيدًا إلينا ذكريات لها رائحة الماضي الذكية.

واستضاف عمر طاهر ضيفًا عزيزًا على القلب، ثورة يناير، حيث عرض علينا ذكرياته معها من خلال ما عاشه من قصص وحكايات مع جيرانه في اللجان الشعبية في وسط البلد، وكيف وُلدت ابنته فجر يوم جمعة الرحيل، وما مثله من فأل حسن بالنسبة له.

ولا يخلو الأمر من خاطرة مختلقة بعيدًا عن الزوار الحقيقيين، والتي تمثلت في حواره مع الجهبذ بليغ حمدي، قبل أن يطير بنا إلى الأرجنتين حيث مارادونا وواقعيته السحرية، ثم حملة لقاح فيروس كورونا وما يمثله من معنى بالنسبة للجيل الذي تجاوز الأربعين من عمره.

أحببت بشدة الملحق الخاص بذكريات الكاتب مع عادل إمام، الذي يسبق ملحق آخر عن ذكرياته مع المصيف وروائح النوستالجيا التي تفوح منه.

وكان مسك الختام مع "الأيام التي لا يحدث فيها شئ" والتي جاءت لتؤيد ما ذكره عمر طاهر في بداية الكتاب عن كون "صومعة المرء بيته".

شكرًا لـ عمر طاهر وشكرًا لضيوفه، ونتمنى تكرار الزيارات ونسأل الله ألا تنقطع أبدًا!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق