حكايات الفشل > مراجعات كتاب حكايات الفشل > مراجعة Fedaa El Rasole

حكايات الفشل - أيمن حويرة
تحميل الكتاب

حكايات الفشل

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#نقاط_كتوبيا

#عيد_ميلاد_كتوبيا #مسابقة_تجميع_النقاط

يعمد مُقتفو التجارب دائماً إلي تتبع سيرة النجاح، ينظرون بانبهار وعيون لامعة نحو صاحب النجاحات ثُم ينبشون عن الخطوات التي أدّت بصاحبها لهذا التألق مُحاولين تِكرار تجربتة أو السير علي نفس خُطاه آملين في الحصول علي نفس النتائج.

لكنّ الإنسان دائماً أو في الغالب قصير النظر، لا يُدقق في كمّ المُحاولات والإخفاقات والمآسي الذي خاضها صاحب هذا النجاح قبل أن يصل إلي تلك الصورة التي خطفت ألبابهم.

غير ذلك فإن الكاتب يأتي برؤية أعمق وزاوية أكبر حتي مما ذكرتة سابقاً، حيث يري أيمن حويرة في مُقدمتة أنّ الحكايات عن الفشل جديرة بالتأمل والتمعن أكثر من حكايات النجاح وذلك ليس لشيء سوي لتلافي كُل الأخطاء التي وقع فيها السابقون ممن فشلوا في تحقيق غايتهم،

وإن كان تجُنب الفشل مُمكن فإنه في حد ذاته يُصبح نجاحاً بانعكاس المُعادلة.

❞ بحسب تعريفات أوكسفورد ومُعجم كولينز فإن النجاح هو الإنهاء الإيجابي للمحاولات أو المساعي التي تُبذَل من أجل تحقيق هدف ما. ❝

بعد أن وضع المهندس أيمن تعريفات عن النجاح أورد في تذييلها بتعقيب مهم، أن الأمور الكبيرة يمكنها أن تختلف في تقييمها حسب رؤية الأشخاص وتعدد آرائهم واختلافات وجهات نظرهم ورؤاهم، حينها لا يكون من السهل أبداً أن تكون عملية تقييم الفعل أو الحدث مُمكنة ومُنضبطة.

وحيث أنه أورد مِثالاً بسيطاً عرضه في سطور مُقتَصده عن منظور رؤية ثورة ١٩١٩ وأدمج من خلاله بعض التساؤلات الواقعية المهمة والتي من شأنها تغيير مسار الإجابة وإعطاء تباينات مختلفة تماماً عن الشائع إن عُرِضَ الأمر علي هذا النحو.

لذالك استلزم الحديث عن الهدف الناجح ومُقوّماته وعناصره والمُفردات التي يجب أن تكون جزءًا فيه، حينها سيسهُل رؤية مدي نجاح الهدف من فشله وستصبح عملية تقييمة مُمكنة مُقاسة بنِسَب تُنبئ عن الميل للنجاح أو الفشل.

إنّ النجاح مُفرد عصيُّ علي الشرح والتفسير، وإن كُنت تظن بأن النجاحات لها طريق واحد وإطار مُحدد لا تحيد عنه ولا تتشكل في غيره فأنت مُخطيء، لذلك فرّق الكاتب بين النجاح في النجاح كتجارب مُستمرة مرّ عليها قرون وهيّ بنفس قوتها وتميزها، والنجاح في الفشل والذي يُمكنه أن يُحبِط المحاولة نفسها لكن تظل فكرة الوصول للهدف موجودة ومُتاحة.

الجميل في الفصل الثالث والذي اعتبرته أكثر الفصول مُتعةً في الكتاب هو الإشارة لمستويات النجاح، تحديداً الاستثنائي منها، المُفاجيء والغير مُتوقَع، وقد أوفي الكاتب بذِكر العديد من النماذج الدالة علي مُبتغاه من المعني، لم يتوقف الأمر عِند تحليل الظاهر أو مناقشتها، ولكنّ الكاتب أرانها بعينه أكثر المناطق وعورةً في هذه النماذج وكيف أنّ هذا النجاح الاستثنائي عزز لدي أصحابها مُفردات التكبُّر والاعتزاز بالنفس والغرور حتي أصبح نجاحهم هو نفسه طريقهم إلي الفشل والسقوط بِلا رجعة.

❞ فالنجاح الاستثنائي له ثمن، وما يبدو للوهلة الأولى وكأنه مكافأة يمكن أن يصبح فخًا يعزلنا بشكل متزايد في عالم صغير من صُنعنا. لذلك ربما يكون الحل الأبسط هو أن نتذكر دائمًا أننا لم نصل إلى ما نحن فيه وحدنا. فتمجيد نموذج الفرد الاستثنائي الذي يبني النجاح الأسطوري من رَحِم الحلم حتمًا سيخلق الظروف لجعل هذا النجاح محفزًا خطيرًا للسلوكيات المزعجة. ❝

يُمكن أنّ الكتاب ورؤاه بحاجة إلي تفصيل أكثر عن محتواه وحكاياته، ولكن أحياناً تضيع متعة الأشياء بطول الحديث عنها وعرض كل محتواها فلا يبقي للقارئ المُتأمِل ما يُطالعة أثناء القراءة.

للمرة الثالثة أقرأ للمهندس أيمن كتاباً بعد الطريق والشوكارا، وإن كُنتُ أحتار في توصيف ماهية أنواع هذه الكتابات لكنّ الذي يغلب عليّ أثناء القراءة وبعدها هو أسلوب الطرح المميّز وطريقة عرض الفكرة المُناسبة وموضوع الكتاب المهم، كلامٌ موزون ورؤي معقولة تُغاير تماماً أُطروحات وعناوين كتب التنمية البشرية الرثّة والمُستهلَكَه.

في الحكايات عن الفشل كانت الأمثلة واضحة، والنظرة بعيدة مُلِمّة بالكثير لم يَغِب عنها التوضيح والتفصيل والإشارة والتعديل، وقد يَحسب القارئ أنها دعوة للانتصار للفشل، وهو ما حذّر منه الكاتب في نهاية الحكايات، هي ليست كذلك بالطبع ولكنها رؤية شاملة لا ترفض الفشل ولكن تُدخلة شريكاً في إطار النجاح الذي لولا الفشل لما كان ولا وُجِد.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق