الروليت الروسي > مراجعات رواية الروليت الروسي > مراجعة Shehab El-Din Nasr

الروليت الروسي - رافاييل مونتيز, آمال دسوقي
تحميل الكتاب

الروليت الروسي

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

’’ أعتقد أن هناك قوة خفية تدفعنا نحو الهاوية، في لحظة ما تكون في موقف يحتاج إل اتخاذ قرار مصيري، على الرغم من الصعوبات.. ولكن يعجز البعض عن ذلك ويفضلون الانتحار.. وأنا فضلت الأنتحار. ’

في الجنوب، في كوباكابانا، في ريو دي جانيرو، بلاد السامبا والنساء، حيث تكون الحياة آبدية خالدة في نظر مريديها، من يرد الخلود، فمرحبا به في بلاد الانهار والابحار، بين غابات البرازيل، ولا سيما في منزل سيريل، في قبو سحيق، من تحت باطن الارض. من جوف الليل وسحيق الظلام الابدي، كان الروليت الروسي، الوسيلة الأسمى للأنتحار، الوسيلة القيصرية الروسية السامية. لا شك إذا أردت الانتحار يوماً، سيكون على طريقة الروليت الروسي.

فأنت آله موتك حينها. بطلقة لا تعلم متى واين تسكن.

<u>

لكني كنت أعتقد دائمًا أن العالم بأكمله لديه ميول انتحارية وبنسبة كبيرة. فكلنا لنا نهاية. وهناك خط وهمي للمشكلات، إذا تجاوزناه، جعل الحياة بلا معنى.

</u>

كثيراً ما أردت الحديث عن الانتحار في روايات سابقة، وفي كل مرة اتراجع في لحظاتي الأخيرة، أخشى أن يكون كلامي ذات يوم مخرجاً للموت لمن يقرأ ذاك ويفكر في إنهاء حياته حقاً. لكن لن اتراجع اليوم.

في الظلام الحالك لليل، حيث الناس نيام، ويستعد العالم ليقذف إلينا مصائبه في اليوم التاني، حيث تخرج جثث اموات الليل إلى أرضها، ويستعد نهار السماء لاستقبال القادمين الجدد، انذاك فقط تشعر وكأن العالم يسخر مننا، لا يكترث بنا. بل لا ينظر إلينا. نحن لا نمثل للأفق السمائي شيء. وينتظرنا التراب فقط حتى نعود إليه كما جئنا.

فإن نجحت محاولتي للانتحار الخامسة عشر في تلك الليلة، سيكون جثماني خارجاً نهاراً إلى الباطن، وإن فشلت. سأظل حياً في قبوي لا يكترث بي الزمن ولا تتوقف لأجلى الايام. فمن ينتظر أن يُرى وهو غير مرئي؟ فمن ينتظر أن يدرك وهو في الأصل متروك؟

<u>

وفي هذه الحياة، هناك قرار خاطئ واحد يكفي لضياع كل شيء."

</u>

في لحظة ما، في نقطة ما من حياتنا، في وقت محدد سلفاً ونحدده خلفاً وتباعاً ايضاً. يكون الموت هو خلاصنا الوحيد من الموت الأخر،

<i>

اموات احياء يبحثون عن موت حقيقي.

</i>

هكذا هو الانتحار قلوب راجفة، تبحث عن صيحتها الأخيرة.

الانتحار، هي اللحظة الوحيدة في الحياة التي تملك فيها انت زمام امرك، بعدما فر منك عمراً ودهراً لا تعلم إلى اين ذاهب ومن الذي يحمله إليك. في نقطة زمانية معلومة ومجهولة في آن واحد. يصبح الموت، ولا سيما موتنا، الوسيلة الأخيرة للحياة. السبيل الوحيد إلى النجاة.

فهل ينجو الاحياء وحدهم؟ ويُترك الأموات هالكين؟ ألا ترى أحدهم من المنقذين؟

<u>

’’ الموت هو شكل واحد فقط من أشكال هذا الرحيل المحزن، هناك أخريات أسوأ.’’

</u>

فكلما اقتربت من الموت، كلما نجوت اكثر وأكثر، فالآمال تطيل بعذاب الإنسان، وملاذ الأموات وجائزتهم، إنهم لن يموتوا مرة ثانية. هكذا انتهت. كانت الحياة هنا، فجأة لم تعد هنا. كانت مضيئة، والأن كل شيء مظلم لدي.

في بضع ثواني، كنت اكتب، واحرك أصابعي، والأن أخمد لا يحرك لي ساكناً ولا تغفو جفوني حتى. اللحظة الفاصلة بين الموت والحياة صغيرة جداً، صغيرة حد إنها لا ترى ابداً.

وما بعد الموت من الحياة، كبير جداً، حد إنه لا يدرك.

والانتحار يمثل ذلك الجسر المحملين إليه طوعاً وكرهاً. لما لا نعلم، تركنا ما نعلمه خلفنا. وذهبنا إلى مجهول آخر،آملين وحالمين بأرواحنا أن نجد ماهو أفضل مما ادركناه في حياتنا الدنيا.

فهل ينجو المنتحرون؟ لا أعلم، ولا أملك اي يقين يخص الانتحار سوى الخلفية الدينية لذلك وذاك، لولا تمسكنا بها، لتركنا الحياة منذ أمد بعيد. ربما في العام الأول من العشرين.

<b> <U>

إلى أي مدى قد نعرف الناس حقًّا؟

‫ الآن لدي الجواب: لا نعرف أي شخص. لا أحد على الإطلاق.

</u>

ولذلك في روايتنا الروسي اختار زاك، واليساندور ومن معهم، في قبو سحيق مختنق محمل بالغبار. الانتحار على طريقة الروليت الروسي. ولكن هل كانت بالفعل عملية انتحار متتالية؟ ام جرائم قتل مدبرة سلفاً؟ فهل قتلهم زاك؟ ام اليساندرو؟ ام انتحرت ريتينيا

عبقري رافاييل مونتيز بكل ما تحمله الكلمة. الرواية ضخمة نوعاً ما، ودسمة بالاحداث جداً، تلفظ انفاسك الاخيره بداخلها، وتحبس شهيقك مراراً وتكراراً باحثاً عن الحقيقة، التي كلما تبدو قريبة إليك، تذهب عنك مرة أخرى.

لا أحب الروايات البوليسية بشكل عام، لكن لا يمكن اعتبار تلك الرواية بوليسية فقط، إنها عبقرية وبداخلها من التحليل النفسي والتدبر الاجتماعي والنفسي للضحايا ما يفوق الحبكة البوليسية.

تلك الرواية ستطرح مشكلة الانتحار علناً مرة أخرى امام أعينكم دون إيجاد أي اجابات محقة. عن جدوى الانتحار.

إنها تجربتي الاولى لرفاييل مونتيز، من معرض الكتاب الأخير، وبلا شك لن تكون تجربتي الأخيرة.. ومرحباً بالأدب اللاتيني البرازيلي.

<u>

’’ ولكن إلى أي مدى يمكننا الدفاع عن الصديق؟ ما مدى معرفتنا بأصدقائنا؟

لأن الأصدقاء الحقيقيين لا يفرون في الأوقات الصعبة، وعلى الرغم من غضبي منه، لا أزال أحبه كثيرًا. ’’

</u>

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق