ما الخيانة يا ريما؟ لم أجد لها تعريفًا واضحًا في قواميس الحب ولا في قواميس الحياة تعريفي أنا لها: اختلاف بين المتوقع والواقع، حتى وإن لم يكن متفقًا عليه هكذا تخوننا الأحلام والطموحات وخطط الحياة والعمل، أما خيانات البشر فتأتي عندما يفعلون سوءًا لم ننتظره منهم. لا تُقاس الأخطاء بأحجامها، بل بمقدار ثقتنا التي تهتز، أو تنكسر، أو تنتهي إلى الأبد. ❝
الاقتباس ده أنسب شيء يصف الرواية او جزء كبير منها.. اقتباس رخم ولكن لما توصل لنهاية الرواية هاتعرف انه وصف حلو 😅
تبدأ الرواية مع سلمى التي تحادث شخصية "ريما" المتخيلة كما لم تحادث أحدا من قبل فهي صديقتها المقربة وراعيتها منذ الطفولة التي حمتها وتحميها من الانهيار في محاولة أخيرة للكتابة .. تحاول سلمى الانتحار وتفشل..
سلمي مريضة انفصام أم فقط تتحادث مع صوتها الداخلي؟ كلنا يحمل هذا الصوت ذو الطبيعة الجريئة الذي يفعل في مخيلتنا ما لانتجرأ على فعله في الواقع.. إلا إذا تملّك هذا الصوت زمام الأمور في زلة من مخاوفنا.. هل كلنا مرضى فصام؟
ينتقل المشهد بعدها ل سلمى مع طبيبتها النفسية ومع مرور الأحداث بنكتشف ان سلمي المرأة البالغة تعاني من أثار صدمات من الطفولة..
ابوها كان بيتمني ولد ف سماها حلمي!
تعرضت للتحرش وهيا طفلة ولم يحاول أهلها حتى معرفة ما يحدث معها عندما تغيرت تصرفاتها!
تزوجت من "حمدي" الذي بنَت عليه كثير من التوقعات ولنقل كانت تلك سذاجة منها..
قد يبدو اني بحرق أحداث الرواية وان دي أسوأ حاجة ممكن تحصل عزيزي القارئ ولكن لاء 😁 فيه أسوأ من كدة 😂👏
حقيقة أنا شخصياً اتفاجئت من كمية "الأسوأ" اللي بتظهر مع توالي الأحداث.. أحيي الكاتب.
نرجع لسلمي التي تحاول ان تغير حياتها تغيير جذري وتضرب بعرض كل حاجة الحائط وتتبنى مقولة "وهوا فاضل ايه في العمر اكتر من اللي راح".. والصراحة استمرت الشخصية بسذاجة في تصرفاتها تخالف ما مرت به من ظروف او هكذا ظننت انا 😅
-وهنا نصطدم بشوية تساؤلات.. هل كل ما نتمناه وندركه، يستحق ماخسرناه في سبيل تحقيقه؟
هل سنحصل على السعادة التي توقعناها؟
هل ما نتمناه هو ما اردناه حقا ام كان مجرد وسيلة هروب من ظروف ضاغطة؟
هل يصبح ماكنت تسعى جاهدا لتحقيقه هو أسوأ كوابيسك واللعنة التي لن تستطيع الفكاك منها أبدا؟
هل سنكون نفس الشخص الذي تمنى؟!
❞ هل تبدل الأحداث الكبرى عقول البشر ونفوسهم؟ أنا لا أعرف نفسي مقارنة بالأخرى، ولا أعرف أيهما أنا وأيهما الأخرى. ❝
في سبيل التغيير تتداخل قصة سلمى بقصص شخصيات تانية "مبهرة الحقيقة" أمجد الكاتب المشهور وفتى الأحلام.. مالك الشاب المتكلم الذي وضع في إطار الداعية وانجرف به التيار وشخصيات .. بتجري معاهم سلمي ورا حلمها في انها تصبح كاتبة مشهورة.. وهما بيجروا ورا حلمها هيا بردو ولا ده كابوس ولا ايه 😂
سلمى تصبح ملهمة؟.. كاتبة؟.. لعنة.. ام جميع ماسبق؟!
في رأيي الكتابة كانت حلم "سلمى" ولعنتها.
التلاعب بين الشخصيات كان تحفة 👏 فيه مستوى من الواقعية و الدناءة رهيب والله 😅
والسرقة بما إنها "الرواية المسروقة" ف أنت مش هاتعرف مين سرق من مين او سرق ايه! كل شخص فس الرواية سرق من شخص حاجة.. او هذا يعتمد على طريقة تفسيرك للأمور.
رواية مشوقة لا أنكر.. أنهيتها في جلسة واحدة طويلة على غير المتوقع.. كانت رحلة ممتعة.. نهايتها بالنسبة مُرضية وغير مُرضية مش عارفة إزاي بس هوا كدة 😂.. ولكن في المجمل لطيفة ومجهود رائع.. أول قراءة للكاتب وأكيد مش الأخيرة.