في حضرة العنقاء والخل الوفي > مراجعات رواية في حضرة العنقاء والخل الوفي > مراجعة Raeda Niroukh

في حضرة العنقاء والخل الوفي - اسماعيل فهد اسماعيل
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لا يمكن قراءة هذه الرواية دون أن استدعي إلى ذاكرتي روايتي ( الساعة الخامسة و العشرون) و رواية (سفينة الموتى).

إن كانت رواية الساعة الخامسة والعشرون تتحدث عن تبدل و تغير الهوية ، اثناء الحرب العالمية الثانية، وان يغير البطل من اسمه، وانتمائه، فمرة يتهم بأنه روماني، وحينا اخر بأنه بلغاري ، ومرة يعتقد انه آري ، ألماني نازي، وكلما وقع في يد طرف من اطراف الصراع ، اتهم بإنه عميل وجاسوس.

تبدل هويته ألغى حقه في التعامل الإنساني، أصله ، عرقه، كان اللعنة التي حلت به.

وفي رواية سفينة الموتى، للكاتب الألماني ب. ترافن، تصوير لحياة بحّار فقد أوراقه الثبوتية، بعد الحرب العالمية الأولى، وقضى حياته على ظهر السفن، لإن الدول لا تعترف بمواطنته لها، وقرار اعادة تقسيم دول اوروبا، ألغى وجود بعض الدول ، وضمت لأخرى، فلم يعد هناك وجود لبلده.

أن تقترن حياة انسان بوثيقة ورقية، تحدد جنسيته، ومواطنته، ويحرم من دونها في حقه في الحياة الكريمة، و يحيا ( بدون)، هي القضية المحورية التي سلط عليها الكاتب ، اسماعيل فهد اسماعيل ، الضوء في روايته #في_حضرة_العنقاء_والخل_الوفي

قالت العرب قديما: الاستحالات ثلاث: الغول ، والعنقاء، والخلّ الوفي.

لكن الكاتب فند هذه المقولة بعرض علاقة تضاد بين اطرافها لا علاقة اجتماع.

فإن استحال استنهاض العنقاء من رمادها ( بما يرمز لعجز منح بطل الجنسية الكويتية، فهو من البدون) ، إلا أن الخلّ الوفي( صديقا بطل الرواية الوفيان : مبارك سويّد، و سليمان الياسين، هما من أنقذا البطل من سجنه و وقفا إلى جانبه في كل مآزق حياته ( البدون).

هذا الطرح الموضوعي، الذي يحاول سبر أغوار مشكلة البدون، دون شيطنة ، أو نفس مؤدلج، وبالذات حين يصور الكاتب الاحتلال العراقي للكويت، قدرته على تصوير العلاقة المعقدة بين الشعوب و طغاتها، وتصويره لحالة التجييش العاطفي ضد بعض الجنسيات عقب التحرير، و ترحيلهم، تسليط الضوء على المحاكمات لأمن الدولة في ظل الأحكام العرفية ، واعادة النظر فيها.

القدرة على مقاربة مثل هذه المواضيع الحساسة بحد ذاته يحتاج الى شجاعة كبرى، المتصيدون بالمياه العكرة دوما يتحينون الفرص!

منسي، بطل هذه الرواية، يحيا حياته بدونا، محروما من وطن، من جنسية، مشكوكا في ولائه، يقع ضحية امراة تتلاعب به، تصعد على ظهر آلامه لتنتقم من فشلها بزواج سابق، تتخذه وسيلة للانجاب، ومع الغزو، تتذكر فجأة انه ( بدون) و تفترض حتمية شماتته، وعمالته، و تعود لأخيها الذي حرم من أي وازع أخلاقي لينتقم من منسي، و يشي به بعد التحرير بتهمة التطوع في الجيش العراقي الشعبي إبان الاحتلال، و يزج بمنسي في السجن.

الحرمان من حق منسي في الجنسية ، امتد ليصل الى حرمنه من ابوته، من حريته، من حقه في السفر.

قصة منسي بن أبيه، الكاتب المسرحي و الإذاعي، هي نسختنا العربية من حياة بطل رواية ( السفينة) مع خصوصية مشهد منطقنا

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق