أتعرفُ ما هو أخطر شيء قد يمرُّ على الكاتب! أن يكتب بلسانِ عدوِّه..

▪︎وهنا.. بين كلمة وأخرى يستطيع الكاتب في هذه الرواية بمهارةٍ أن يصلَ بقارئه لقناعةٍ تامةٍ بأنَّ عدوَّه هو من يتحدث، بل تمكَّن من أن يرسمَ دوافعه وأعذاره وطموحاته بمنظورٍ منطقي، من وجهة نظره المُتطرِّفة.

▪︎تبرزُ ملامح شخصيّة "حاييم وايزمان" بشكلٍ مُتصاعد بدءًا من طفولته المُشرَّدة في أنحاء روسيا ليعيشَ القارئ معه فترة من أهم فترات حياته حيث يتشكَّل بناء هذا الدَّاهية في بيئته، ويجبرك أن ترى بعينه الاضطهاد وما صاحبه من اضطرابٍ ترسَّخُ في شخصيته، لينتشلَك من قلب الحدث فجأة عند أول بزوغ لبادرةٍ من عاطفتك تجاه صدقه المزعوم (إن تجرَّدتُ للحظة من تذكير نفسك بماهية شخصه)..

▪︎يشاركك بعدها حديثه الدَّاخلي مُراهقًا وشابًا، إلى أن يؤسرك بلحظةٍ ما، ينتابك فيها الاشمئزاز من ذلك الصُهيونيّ الأفعواني، وهو يتقلَّبُ بين خرافةٍ وأخرى، ويحملُ في صدره المريضِ حُلمًا بائسًا قائمًا على يهوديته المُتطرفة؛ فيسعى بشتَّى الطُّرق وأكثرها مكرًا وخِسةً في أن يعيشَ لأجل تحقيقه والقضاء على العربِ جمعًا..

▪︎حاييم وايزمان كان كيميائيًا مستكشفًا -وبصفةٍ شخصيةٍ لم أستطع عزلها عن قراءتي- ومع التعرُّف عليه كرهتُ حالي كقارئ للحظاتٍ لمجرد شعوري بأنَّنا نشغلُ نفسَ الوظيفة..!

▪︎مراسمُ الفِصح هي سيرةٌ ذاتيّة يرويها من أرسى ظلالَ الصهيونية -يوم الرابع عشر من مايو عام 1948- على أرض الإسراء وما حوته من شعبٍ طهور طاهر..

▪︎ونصيحتي لمن سيقرؤها: أرفق جلستك معها بورقة وقلم، ودوّن المعلومات أولًا بأول، فهذا العمل من الأعمال التي يمكنها أن تكونَ مرجعًا تاريخيًا مناسبًا لك فيما بعد لتذكيرك بالحقبة التي اشتعلت فيها تلك الشرارة الدنيئة..