قرأت المجموعة القصصية الرائعة "كمْ مرة سنبيع القمر" للأديب المبدع الدكتور أسامة علام واستمتعت كثيراً، المجموعة تتكون من ٣٠ قصة، أو يمكننا القول ٢٩ أقصوصة وقصة من ثمانية مقاطع.
كانت كل أقصوصة تحمل مشهد شديد العذوبة الأدبية والعمق الإنساني والثراء الوجداني.
يكتب أسامة علام بقلبه وليس بقلمه، فنجد الكلمات تتسرب إلى قلوبنا ونفوسنا وخيالنا وكل حواسنا.
بدأتُ القراءة، فوجدتي أشم عبير الوردة الحمراء في "فئران المدينة الكبيرة"، وأرى البط الصغير يقفز داخل البحيرة في "تسامح"، وأسمع صوت البيانو يعزف لشوبان في "حزن نبيل للقمر"، وأتذوق طعم كعكة البرتقال في "أمنية لهارفرد والخائفين في العالم"، وأشعر بشجن بكاء الغجرية في "شلل عاطفي"، أيقنت بأنني أمام ينابيع متدفقة من الجمال، ومن الإبداع الأدبي، فمضيت في قراءة باقي القصص.
لدى أسامة علام قدرة فائقة على تحويل أي حدث قد يبدو عادياً إلى لحظة زخم شديدة العمق والتركيز، إلى حالة وجدانية شديدة العذوبة، إلى مشهد درامي مفعم بالأفكار والمشاعر.
كانت القصص الساحرة تقفز في رشاقة فوق صفحات الكتاب، فتداعب الوجدان بعذوبتها وتعانق القلب برقتها وتشاغب العقل بلمحاتها، وكانت الحيوانات اللطيفة تعبر بين ثنايا الصفحات لتشي بأخُوَّة الوجود، وكانت المعاني والدلالات تتزاحم بين السطور، فترسم صور بديعة وتنسج قصائد مدهشة من بين طيات المواقف والأيام والسنين، ومن بين نبضات الحياة.
تحية للمبدع أسامة علام.