امرأة تجهل انها امرأة > مراجعات رواية امرأة تجهل انها امرأة > مراجعة Mohammed Makram

امرأة تجهل انها امرأة - حنا مينه
تحميل الكتاب

امرأة تجهل انها امرأة

تأليف (تأليف) 3.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

رجل في الثالثة و الثمانين يلتقي امرأة في الثانية و الأربعين

تشعل فيه نار الرغبة و المغامرة و يشعل فيها شهوة التملك و الرغبة بإحساس الأمن و الونس

❞ آن على المرء أن يلوذ بالسكينة، بعيدًا عن الضجّة، وتصبح المرأة بالنسبة إليه كائنًا مؤنسًا، في البيت، أو المدينة، أو الترحال، أو السفر البعيد، خارج بلده، أو عالمه، في رجوة أن ينسى المرأة في الجنس، أو الجنس في المرأة ❝

أخر ما كتب حنا مينه. نفس الأسلوب الشيق الذي تشعر معه أن صديقا حكاءا يروى لك قصصا لذيذه تتدفق بسلاسة لا تهتم معها ان كان هذا الكلام ممكنا على الحقيقة أم فقط للتسلية و ازجاء الوقت. تظل مستمتعا راغبا بالمزيد.

❞ وظلّ قلبه يهفو إلى ملاحة الوجه، ووسامة الساعد عند المرأة، فكيف الحال إذا كان الصدر جميلاً، والنهدان كاعبين؟ وكيف يفعل ورئيفة بكلّ جمال جسدها، واتّساق تكويناته، وصغر نهديها، والخاتم السحري الذي قالت إنّه في نهاية حوضها، وأعلى فخذيها، كاشفةٌ عنه، داعية نمر إلى ملامسته، دغدغته، وخضّه لمعرفة أيّة حرارة جهنّميّة تتّقد فيه!؟

⁠‫لو حدث هذا لأيّوب الصابر لترك صبره، ولو رآه ديوجين، الذي كان يحمل فانوسًا في النهار ليرى إنسانًا، لترك الفانوس والبحث، وقال «رأيت الإنسان الكامن في هذا الخاتم السحري، والدنيا، في جهاتها الأربع، تشهد عليّ!».

⁠‫«لا إمام سوى العقل» قال المعرّي، وأخطأ لأنّ العقل مرنٌ يبرّر الخير والشرّ معًا، وقال له بدوي الجبل «يا ناكر التفّاح في وجناتها/لو ذقت بعض شمائل التفّاح!؟» ونمر، في اللقاء الأوّل، وفي الليلة الأولى، ذاق شمائل التفّاح في كلّ أطيافه، رأى الجسد عاريًا، والفم هذا، «الأحمر المشقوق» حارّ الشفتين، عنيف القبلة، والساعدين العاريين، والنهدين الكاعبين، وأعطى أصابع يده اليمنى للنار غير المقدّسة، في ملامسة «الخاتم السحري» الصغير، المنغلق الشفرتين، المدوّر كالنقطة التي هي ختام الإبداع، في شبقه المجنون..

⁠‫كلّ هذا حدث، صار، انقضى، انتهى، إلاّ أنّ استطالاته بقيت، ودار، في رأس نمر، حول هذه الاستطالات ألف سؤال وسؤال.. أنت حبيبي قالت له، فقال نمر في نفسه: «أنت كاذبة يا فاسقة!» وقالت له بعد تناول الفطور «لن نفترق بعد اليوم» فتذكّر بطرس وصياح الديك، وقالت له «أنت حبيبي!» فشكّ، وتذكّر توما الشكّاك، وفلسفة الشكّ عند ديكارت التي أخذ نطفتها الأولى من «التلميذ الصالح». ❝

ما يعيب الرواية ان فلسفتها سطحية و حواراتها مباشرة و فكرتها تقليدية و حبكتها آخر مهلبية .. آه و الله. مع ان فيها الكثير من حياة حنا مينه و خصوصا الخط الزمني لحياته و تنقلاته من ميلاده بالاسكندرونه و رحيله إلى السويدية و من ثم اللاذقية فدمشق و كأنه يكتب فصلا أخيرا من مذكراته الرائعة التي اصدرها في صورة روائية من ثلاثة أجزاء

❞ ــــــ لا نكران مع الحقيقة..

⁠‫ــــــ وكيف تفهم الحقيقة؟

⁠‫ــــــ بجلافة!

⁠‫ــــــ حتى مع المرأة؟

⁠‫ــــــ خصوصًا مع المرأة!

⁠‫ــــــ وكيف أحببت النساء؟

⁠‫ــــــ هنّ اللواتي وقعن في حبّي.

⁠‫ــــــ وأنت؟

ــــــ لا أعرف شيئين في هذه الحياة: السكر والحبّ!

⁠‫ــــــ وتريدني أن أصدّقك؟

⁠‫ــــــ لا أطلب من أحد أن يصدّقني.. أنا هو ذاتي، لا أعرف السكر ولا الحبّ.. وليس لي وقت أقضيه في مفاوضات غراميّة مع أيّ امرأة.

⁠‫ــــــ وكيف، بهذا الطبع، أحبّتك النساء؟

⁠‫ــــــ النساء ركعن أمامي.. هذا الذي جرى.

⁠‫ــــــ وتريدني أن أركع أمامك؟

⁠‫ــــــ أعفيك من هذا.. أنت آخر امرأة تدخل حياتي!

⁠‫ــــــ وسأبقى فيها!

⁠‫ــــــ أنتِ أوّل من يخرج منها!

⁠‫ــــــ هذا رأيك؟

⁠‫ــــــ هذا يقين! ❝

لماذ ادعى حنا أن رئيفه تجهل انها امرأة؟

ربما لأن كل امرأة تجهل ذلك. و ربما لأن المرأة ستفقد الكثير من أنوثتها إن تصرفت على هذا الأساس.

❞ ما دامت القلوب لا تبقى على حال واحد، إنّها تخفق حينًا، وتكفّ عن الخفقان أحيانًا، والذكي من المحبّين، مَن يحسُّ ذلك من لمسة اليد، أو نظرة العين، أو رنّة الكلمة، أو حرارة الشفاه ولو كانت القبلة على الخدّ، «صحبتني على الفلاة فتاة/عادة اللون عندها التبديل» ولماذا لا تتبدّل رئيفة وهي فتاة؟ هي أنثى، هي امرأة تبحث عن رجل، والبحث عن رجل يصير، في انحدار سلّم التبديل، بحثًا عن رجال، وهذا منطلق السقوط المؤدّي إلى جحيم اللّذّة، ومن ثم اللذائذ على حساب الكرامات.. ❝

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق