اسم الرواية : بائع الحظ

اسم الكاتب : أحمد هشام

عدد الصفحات : ٢١٧

دار النشر : إبهار للنشر والتوزيع

"الحياة فرصة تأتي مرة واحدة دون رجعة ولا تفصح عن نفسها و تصيح أنا الفرصة أنا الفرصة بل تأتي مستترة و علي الأذكياء أن ينبشون كي يحصلون عليها إلا أنا قد أتيت و أصيح بصوت جهور أنا الفرصة أنا الفرصة "

رجل عجوز يطلق علي نفسه "بائع الحظ" يقتحم حياة أبطال هذة الرواية بدون سابق إنذار و يستطيع أن يتلاعب بهم جميعا لكي يحقق إنتقامة و يصل إلي ما يريد و ذلك عن طريق إقناعهم أنه لا يريد سوى أن يرى الجميع سعداء و أن ما يفعله لن يعود عليه بأدنى فائدة تذكر.

يتنقل بنا الكاتب في هذه الرواية ما بين الماضى و المستقبل ليكشف لنا ما يستطيع الطمع و الجشع و النظر إلي حياة الآخرين و عدم الرضا بما في أيدينا أن يصل بالإنسان إلى الهاوية .

"مراد الشيشيني" محامي مشهور جدا و مغرور لا توجد قضية لم يستطيع حلها و الوصول بموكله إلي البراءة بغض النظر عن إذا كان بريئاً أم لا فهو يستطيع أن يتلاعب جيدا بثغرات القانون و يهوى جمع كل ما هو أثرى و قديم و من هنا كانت الثغرة التي إستطاع " بائع الحظ" أن يقتحم من خلالها حياته لقلبها رأساً علي عقب.

"نبيل الشيشيني" رجل أعمال معروف يمتلك ثروة كبيرة و هو والد مراد و الذي يتكشف مراد محض الصدفه ماضيه بكل ما يحمله و ما مصدر تلك الثروة الطائله الذي سعى وراءها مراد و سلك طريقاً بشعاً للحصول عليها.

"حسين" مساعد مراد و الذي كان سبب في إقتحام " بائع الحظ " لحياة مراد التلاعب به .

" روان" فتاة فقيرة تعمل في مقهى تحلم دائما بإمتلاكه ف يؤدى بها الفقر و التلاعب بها إلى خسارة أعز ما يملكه الإنسان ألا وهي الحياة .

" عادل" شاب فقير يحب روان و يحلم بالزواج بها و يحاول أن يفعل كل ما يستطيع من أجل حبيبته و لكن هناك سر يجعلها كلما طلب الزواج منها أن تغلق ذلك الموضوع دون الموافقة علي الرغم من حبها الشديد له ف يا تُرى ما ذلك السر الذي تخفيه .

"بائع الحظ" هو ذلك العجوز غريب الأطوار و الهيئة بملابسه القديمة جدا الذي يجوب الشوارع و ينادي يا نصيب للبيع ليا نصيب للبيع أكسب البريمو .

جميعهم إستطاع بائع الحظ السيطرة عليهم و التلاعب بهم وجعلهم يفعلون ما يريد بمحض إرادتهم و جشعهم .

إستطاع الكاتب أن يرسم الشخصيات بحرفيه شديدة و يصف مشاعر كل شخصية و ما يعتمل ذاخل صدورهم .

إختيار الغلاف كان موفقاً جدا فهو يجسد هيئه بطل الرواية الرئيسي وهو بائع الحظ و الذي إستطاع الكاتب بمهارة أن يخفى شخصيته الحقيقية ولا يفصح عنها إلا في الوقت المناسب ف بإستخدم حبكة قويه إستطاع أن يشتت ذهن القارئ ولا يجعله يتوقع من هو.

كانت اللغة المستخدمه لغة فصحى سرداً و حواراً سلسلة جميلة جدا و من خلال اللغة و السرد إستطاع الكاتب أن يأثر القارئ و يجعله مسحوراً بالإسلوب و الأحداث التي كانت غامضة.

ثم جاء اللحظة الذي بدأ الكاتب بأول خيط وضح به الكثير من الأحداث الغامضة و كشف عن شخصية بائع الحظ الحقيقة و توغل في الماضي و ما كان يحمل من حقد و غل و شر و من ثما إنتقل إلي النهاية التي لم تكن متوقعه مطلقاً من البداية و لكن من تتابع الأحداث و إنكشاف الكثير منها إستطعت أن أتوقع النهاية .

*إقتباسات

_ ما فائدة الوصول إلي نقطة بعيدة إن كانت ذا غربة موحشة.

_من الصعب أن تستخلص من إنسان تعدى الثلاثين بعض من الطفولة التي تظل عالقة بجزء في الداخل لا تنكشف إلا إذا استُدعت.

_أحيانا يستر الله الحقائق رحمة بنا ورأفة، نحيا و نموت علي معتقدات إن بدت لنا ما كانت إلا لتسؤنا.

_الزمن دائماً يوهم البشر بقدرته علي قطع الوصل و جلب النسيان، إلا أن في خباياه لا يزيد إلا تعلقا و إصراراً.

_يرى في الورق ورائحته عبق خاص يحرك وجدانه نحو أمل يوظ أن يصل له إلا أنه لا يعرف ماهيته.

_ في الذكريات رائحة يستنشقها القلب وحده، حلوها و مرها، الإنسان يقتات علي الزكرى، وما الطعام و الشراب إلا وقود يحرض العقل علي إلتهام صور الماضي التي قد شكلت حياة موازية لما نحياه، في الغالب تكون أجمل، ليس لأنها كانت رغداً من العيش بل لمجرد أنها أصبحت ذكرى.

_ هناك دائما نقطة مضيئة في حياتنا نحيا من أجلها مهما ساد الظلام الحالك، ثغرة علي استحياء تسمح لشعاع ضوء واحد لا يزاحمه آخر علي العبور، يكون بمثابة المرشد، حين ينكتم الضوء و يتلاشى تماماً ندرك أننا في مرحلة الخطر، مرحلة نتأرجح فيها بين الحياة و الموت، علي أي سنستقر لا نعلم، لكن كل ما نعلمه أن تلك الفترة لن تطول مهما كانت النتيجة .

#بائع_الحظ

#يوميات_مندوب_مبيعات

#فنجان_قهوه_وكتاب

#أبهار_والعيد_في_فنجان_قهوة_وكتاب