الكتاب الرابع والثلاثون/ 2024
فن ألامبالاة – لتعيش حياة تخالف المألوف
The Subtle Art of Not Giving a F*ck: A Counterintuitiv
مارك تايسون Mark Manson
** لا أحد غيرك أبدًا مسؤول عن وضعك. قد تقع اللائمة على أشخاص كثيرين في أنك غير سعيد ، لكن ما من أحد مسؤول عن عدم سعادتك إلا أنت. هذا لأنك أنت الذي يستطيع دائمًا أن يختار كيف ينظر إلى الأمور وكيف يستجيب لها ويقيمها *
** المشكلة هيا أننا نكتشف هنا أن ذلك الحب الرومانسي شيء يشبه الكوكايين . بل هو يشبه الكوكايين إلى حد مفزع . إنه يثير الأجزاء نفسها من أدمغتنا التي يثيرها الكوكايين . وهو يجعلك تحلق عاليا ويكون لديك احساس جميل برهة من الزمن ، لكنه يخلق لك مشكلات أكثر من التي يحلها ، تمامًا مثلما يفعل بك الكوكايين**
**وأما نحن، فماذا لدينا الآن؟ الآن... إذا انتابك شعور سيء تجاه نفسك، ولو مدة خمس دقائق فقط، فإنك تجد نفسك على الفور أمام مئات الصور لأشخاص سعداء تمامًا يعيشون حياة مدهشة إلى أقصى حد. ويصير من المستحيل أن تردّ عن نفسك الإحساس بأن فيك بالتأكيد أشياء غير صحيحة حتى يكون وضعك أقل منهم. هذا الجزء الأخير هو ما يجعلنا نعاني. نشعر بالسوء لأننا نشعر بالسوء. ونشعر بالذنب لأننا نشعر بالذنب. ونغضب لأننا نشعر بالغضب. ونقلق لأننا نشعر بالقلق. أُف... ما هي مشكلتي؟ هذا ما يجعل «اللامبالاة» أمرًا حسنًا. هذا ما يجعل عدم الإفراط في الاهتمام هو ما سينقذ العالم. وسوف تنقذه أنت من خلال قبولك أن العالم مكان سيء، وأن هذا شيء لا بأس به لأن العالم كان هكذا على الدوام، ولأنه سيظل هكذا على الدوام**
عندما قرئت الكتاب عام 2018 كنت معجبة بكتب التنمية وكانت موضة كتاب السر والتفكير خارج الصندوق وكتب المرحوم ابراهيم الفقي فهو ، هو كتاب يُعتبر من كتب تطوير الذات -التي اصبحت قديمة لا التفت اليها الا في حالات الملل التام ولاكون صادقة مع نفسي لم اكمل الكتاب شعرت بالملل من اول 150 صفحة لكني اكملت لصفحة 200 دون التركيز ، فما نمر به صعب جدا
الجميع يريد الخلاص منا نحن ابناء القدس وغزة تباد ولا احد يلتفت لها والشهداء بالعشرات دراكولا مصمم على التدمير والقتل فكيف ساعيش حياة تختلف عن المالوف ان كنت اعيشها فعلا .
اعتراضي على هذه الكتب يتمثل في انها تجربة شخصية مثل كتاب اربعون تجربة شخصية وكل انسان له تجربته مثلا كتاب اربعون لاحمد الشقيري يتحدث عن كاتب ابتعد في جزيرة لمدة اربعون يوما عن العالم ممكن ان يستفاد منه لكن هل الكل يمتلكون نفس المميزات؟ ونفس المبدأ يطبق على هذا الكتاب .
حيث هنا يتحدث الكاتب عن حياته واصفا اياها أنه مُجرد شخص يحكي قصة حياته وكيفية خروجه من دوامة مشاكله النفسية أو استهتاره وضياعه، وكيف تحوّل من مجرد فاشل إلى شخص ناجح على الأقل من وجهة نظره، وكيف تقبّل حياته السابقة بأخطائه وانحرافه، حيث رأى أن هذه الأخطاء كان لها دورًا أن تجعل منه شخصًا أفضل. أو كما قال الكاتب بنفسه في نهاية الفصل الأول، " سيُعلّمك الكتاب كيف تخسر دون أن تُشكّل الخسارة مصدر قلق عليك، وأن تثق بأن من الممكن أن تسقط على ظهرك وتظل بخير رغم ذلك".
يُغيّر الكاتب مفهوم السعادة الدارج، إلى أن السعادة هي حالة مستمرة تتلخص في مواجهة المشاكل وحلها بشكل دائم، وأنها ليست شيء سحري يستطيع تغيير حياتنا. فالسعادة تتطلب نضالاً من أجلها، وهي ثمرة مصارعة المشكلات، ولهذا فأنه يجب علينا أن تختر في الحياة ما تكافح من أجله.
يدعو الكاتب البشر استثنائيين، الا يكونوا اشخاصا استثنائيين بل على العكس أن نكون أشخاصًا عاديين، وأن نبتعد عن قيم المجتمع السطحية وأن نتبع قِيمًا جيدة غير زائفة، لأن هذا فقط ما يجعلنا استثنائيين وعظماء حتى ولو كنا أصحاب حياة متواضعة اقتصادية. فقبولنا أننا أشخاصًا عاديين هو ما يؤدي بنا إلى السعادة وترك قلق السعي إلى المكانة الدائم. وبأنه يجب أن ندرك بأننا إن لم نكن مُستعدين للفشل، فإننا غير مستعدين للنجاح أصلًا. وأن المهم في النهاية هو ما سنترك للعالم من بعدنا.
فصول الكتاب
• لا تحاول : يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن قصة مكافح في الحياة عمل كثيرا لتحقيق طموحاته ونجح فيها جميعا، ولكن بعد وفاته كُتبت على قبره عبارة “لا تحاول”.دليل على أن النجاح ليس انتصارا، وهنا يقول الكاتب أن كل أحلامنا مبنية على ما ينقصنا، نحن بحاجة إليه وهو ينصحنا أيضا بالتوقف عن التفكير فيما هو سيء، وتقبل الشعور بهذا السوء.
• السعادة مشكلة: وفي هذا الفصل من الكتاب يروي المؤلف قصة أحد أبناء الملوك الذي عاش طوال حياته في الترف والبذخ، وعندما كبر قرر أن يترك أسوار القصر.ليتفاجأ بما رأى من الفقر والمرض الذي يعاني منه أهل المملكة، وخلص إلى أن حياته كانت سخيفة في ظل ما رآه، وقرر الهروب ليعيش تلك الحياة.يختبر معاناتها ويصل في النهاية إلى الحكمة القائلة بأن الحياة معاناة يعاني منها الأغنياء والفقراء على حد سواء.
• لستَ شخصًا خاصًا متميزًا: يروي المؤلف في هذا الفصل قصة شخص يعتبر نفسه مميزا، ويقدر نفسه إلى أقصى حد ويعتقد أن كل الناس بحاجة إليه ولا يتوقف عن الحديث عن إنجازاته ونفسه.رغم أنه أقل بكثير من ذلك ولكن الحقيقة هي أن تقدير الذات المرتفع ليس حلاً ولمواجهة المشاكل في هذه الحياة، كان هذا الشخص يحاول التغلب على النقص في حياته الذي جعله يصل إلى هذه المرحلة.
• قيمة المعاناة: يشير المؤلف في هذا الفصل إلى فكرة مقياس النجاح إذ يقول إنه لا يوجد مقياس محدد للنجاح يناسب الجميع، لذلك لا ينبغي للإنسان أن يفكر كثيراً في استحسان الآخرين.ويذكر في هذا الصدد قصة الملازم الياباني الذي قال للإمبراطور خلال الحرب الأمريكية اليابانية إنه سيقاتل حتى أنفاسه الأخيرة. لكنه صدم عندما انتهت الحرب.بقي في الغابات ما يقرب من 30 عامًا بهدف أن يصبح أسطورة خالدة، وكانت النتيجة الخسارة.
• أنت في حالة اختيار دائم: في هذا الفصل يؤكد الكاتب أنه ليس كل شيء في هذه الحياة تصنعه الحياة نفسها، بل هناك أشياء كثيرة تصنعها أيدينا جزء من المعاناة التي يشعر بها الناس هو أنهم مسؤولون عنها.
• أنت مخطئ في كل شيء: وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن كون اليقين هو عدو التطور، يجب أن يكون الإنسان في حالة شك دائم في معتقداته وأفكاره ومشاعره.بدلاً من السعي الدائم إلى الصواب الإنسان خاطئ بطبيعته، وهذه الفكرة في حد ذاتها تدفعه إلى التغيير وهي فرصة للنمو. الأخطاء ليست سيئة، لكنها دافع مهم.
• الفشل طريق التقدم: يحاول الكاتب في هذا الفصل الحديث عن حقيقة أن النجاح في الأمور التي لا يريد الإنسان أن يفشل فيها لا يمكن تحقيقه إن تجنب الفشل هو تجنب للنجاح.ولذلك لا ينبغي للمرء أن يخاف من فكرة الفشل، الحياة رحلة تعلم، يتعلم فيها الإنسان النجاح ويذوق سعادته، وفيها يتعلم الفشل وتذوق مره.
• أهمية قول لا : يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن حقيقة أنه يجب رفض شيء ما حتى يكون للحياة معنى، يقول: إن تجنب الرفض ( أن أرفض ) غالبًا ما يُقدم لنا كوسيلة للشعور بالتحسن تجاه أنفسنا.لكن تجنب الرفض يمنحنا هذا الطريق على المدى القصير من خلال جعلنا بلا دفة وبلا اتجاه على المدى الطويل.
أنصح بقراءة الكتاب، ليس ككتابًا عظيمًا... لكن ككتاب قد تجد فيه بعضًا منك