سنة 90 > مراجعات كتاب سنة 90 > مراجعة Fedaa El Rasole

سنة 90 - معتز نادي
تحميل الكتاب

سنة 90

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كُلنا نعاني من الحنين إلي الماضي، ونتمني في الكثير من الأوقات العودة إلي أزمنة سابقة تركناها لكنها حفرت بخفتها وحلاوة أجوائها سعادةً في أرواحنا، لذا يحِنُ جيلنا إلي ما فات خاصةً إن كان تسعيناتي.

هل فكرت يوماً أن تطالع تاريخ بلدك في سنة ميلادك؟ أن تتصفح ولو بشكل محدود ما حدث في هذه الفترة من الوقت، ولأن التسعينات لها حضورها المختلف وأجواؤها الخاصة التي تميزها عن غيرها فلهذا نحن في حضرة سنة 90 مع معتز نادي.

وحيث أن الأمر برمته لا يمكن الإعتماد فيه علي خطوط رئيسية دون الدخول إلي تفاصيل الأحداث والاقتراب أكثر من الوقائع، فإن أرشيف الصحافة المصرية قد رحّب بالفكرة وأسند إليها ما يقويها ويدعهما ليس كمجرد سيرة متعددة تُروي عن هذا التاريخ، ولكن كمُلخص تاريخي فني أدبي شامل وسلس يُمكن اعتماده و الرجوع إليه نتيجة لبحثة الدقيق وانسيابيتة الممتعة وأسلوبة الرائع.

تُفتتح رحلتنا لسنة 90 بجلسة إعلامية مليئة بالود والهدوء لأنها بين كبيرين كُلٌ في عالمه، فقد كان الأستاذ مفيد فوزي في حضرة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وحضور كهذا من المؤكد أن يكون طبيعة حديثه عن الفن، عن الموسيقي والألحان، عن أجمل الإصدارات وقديمها المُحَبَب وجديدها المُترقب، ولكن ليس هذا ما اقتنصه معتز نادي من هذه الجلسة وهذا اللقاء، ولكنه أخذ ما لم يكن أحد يتوقع أن يتحدث عنه الموسيقار، السياسة!.

لم أكن لأقتنع لولا سياقات الحوار المذكورة بالنص، والواردة في إحدي صفحات الجرائد المضمونة بالفعل داخل الكتاب، وإن كان يُنسب للموسيقار الحاناً خُلِدت في ساحات الوطن والسياسة فإنه لم يخرج في الإطار العام بالحديث عن فنيتة، لكنّ عبد الوهاب في هذا الحديث تكلم بوجهة نظر ثائقبه مميزة بأسلوبة الرزين الذي يُميز كل أحاديثة، ومفيد فوزي لم يُضيع الفرصة فقرر التوغل مع رغبة الموسيقار بالحديث عن علاقة الفن بالسياسة.

طال الحوار قليلاً لكنة ظل مُحافظاً علي نفس رتمة الجميل، حتي نطق عبد الوهاب جُملة حقيقية جداً يُمكن أنه رآها وعاشها بالفعل ‏" السياسة تمزق الناس والفن يجمعهم ".

ومن ساحات الفن إلي عوالم الأدب وأزمات النشر وإحصائيات القراءة ونوعياتها التي كان يهتم بها المواطن المصري، يستند معتز نادي علي تحقيق دقيق قدمة إبراهيم عيسي عن الأُفق الثقافي الضيق جداً الموجود حينها، والذي وانت تطالع أسبابه وإحداثياته تجد أنها نفس أزمات الحاضر من واقع روتيني مؤسسي يُلجم العملية الإبداعية من الكتابة وحتي النشر، مروراً بأساليب الدعاية والمميزات التي يستجلبها أي كتاب تُرسم علي غلافه امرأه مُغرية أو يظهر فيه جزء من جسدها حتي وإن كان العنوان والغلاف بعيدين كل البعد عن موضوع الكتاب.

بعد ذلك ندخل في خضم معركة أدبية شهيرة خرجت من ساحات الأدب لإطار المواجهة المجتمعية الدينية الشاملة التي منعت رواية من النشر داخل مصر وكان يتم تداولها وتهريبها سِراً من بيروت، معركة أولاد حارتنا بين نجيب محفوظ والشيخ كشك الذي فصّل فيها قراءة تفصيلية كاملة ونقداً كاملاً أوّلها علي غير ما أراد نجيب محفوظ، وإن كانت الاصوات الناقدة صاحبة، عدائية، حاولت أن تجتث مُخالفها دون حتي أن تقرأ العمل!، فإن محفوظ بدا مثالياً، هادئاً حينما قرر الرد بأن الكاتب ليس مسؤولاً عن تأويل عمله علي أي وجه حتي ولو كان يحتمل أوجهاً كثيرة!

‏❞ «اقرأ الرمز كما يريده المؤلف لا كما تريده أنت، وفرِّق بين الرمز والمرموز… أنا أكتب عن ناس في حارة يعيدون سيرة ناس، ويجب أن تسأل روحك: لماذا يعيد هذه السيرة؟ ببساطة لأنه يقصد الحاضر لا الماضي… الناس وليس الرمز». ❝نجيب محفوظ.

الجميل في باقي الكتاب هو محافظة معتز علي نفس الأسلوب المميز الذي يكتب به، ونفس التيمه التي تجعل مقالاته ممتعة خالية من التعقيد المعلوماتي والجفاف السردي.

استمر الكتاب بنفس المنوال يتماوج في الحديث بين عوالم الفن والأدب والصحافة، عن بصمة فؤاد المهندس وأحلام عمرو دياب وذكريات الجمهور مع ماجدة الرومي، رحلة جميلة آمنة في ظلال الفن.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق