كتاب جميل، لكنه ثقيل… ثقيل بالوجع والصدق والإنسانية.
أنهيته على مدار شهرين، ليس لأنه ممل، بل لأن كل صفحة كانت تحتاج وقتًا للاستيعاب والتأمل. يروي محمد أبو الغيط رحلته مع المرض، ليس في سبيل الشفاء، بل من أجل كسب أيام قليلة إضافية مع أسرته.
الكتاب جعلني أُعيد النظر في مفهومي عن الألم والمعاناة. حمدت الله، بعد قراءته، على صداعي النصفي رغم شدته، وعلى ارتجاعي المريئي رغم حرمانه لي من النوم، وحتى على ألم أسناني المزعج… لأنها كلها، رغم صعوبتها، تظل قابلة للاحتمال، ولا توقف الحياة كما فعل المرض مع محمد في أيامه الأخيرة.
هذا الكتاب ليس مجرد سيرة مع المرض، بل تأمل عميق في معنى الوقت، والعائلة، والحب، والمواجهة.
رحم الله محمد أبو الغيط، وأسكنه فسيح جناته. وكم أتمنى لو يدرك كم أثّرت كلماته في قرائه، حتى بعد رحيله.