الحلواني : ثلاثية الفاطميين (الصقلي، الأرمني، الكردي) > مراجعات رواية الحلواني : ثلاثية الفاطميين (الصقلي، الأرمني، الكردي) > مراجعة Hesham Wahdan

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

 نذهب فى رحلة جديدة فى التاريخ المصري إلى عصر الفاطميين. هل كانت الرحلة على قدر التوقعات ؟؟ إجابتى الشخصية هى نعم ولا فى نفس الوقت. كيف؟ سنعرف هذا فى الملاحظات فى أخر هذه المراجعة.

الحكاية الأولى : الصقلي

- حكاية عن التناقضات والقرارات بناء على الهوى الشخصى للحاكم والشعب كالعادة هو من يدفع الثمن.

- حكاية جوهر وسندس.

قد تظن وأنت تقرأ عنوان الحكاية أنك ستقرأ حكاية جوهر الصقلى القائد الذى بنى مصر ، صحيح ؟ ليس بالضبط.

الحكاية بطلها حفيد جوهر الصقلي واسمه جوهر أيضا. ستعيش معه قصته منذ مقتل والده أمام عينه بأوامر الخليفة بسبب حب العامة له ولجده مما أثار حنق الخليفة ضده - كعادة الحكام العرب والمسلمين فى كل زمان ومكان - فأمر بقتله !!!. ثم تجد عفو الخليفة عن الحفيد وتنصيبه أميرا وتحته جيش يأتمر بأمره !!!!. ينسى الحفيد أو يتناسى ما حدث لوالده ويرضخ لأوامر الخليفة بالهجوم على الفسطاط وحرقها !!!. ثم يتمرد الحفيد على الخليفة ويحارب مع أهل مصر ضد باقى جيش الخليفة !!!. كل هذا فى خضم حكاية الحفيد مع زوجته سندس التى تشوهت بالنار فى حادث قديم تعرضت له من الحلوانى - مدمن الخمر - صديق والدها!!!. تنقلب الأحوال ويصير الحفيد والحلوانى يدا واحده لإنقاذ زوجة الحلوانى من الأسر!!!. حكاية تكشف لنا عن فترة زمنية مليئة بالتناقضات والقرارات التى تصدر بناء على هوى الخليفة المتقلب. سنتعرف أيضا عن تاريخ الحلويات التى ظهرت فى هذا العصر بدءا من القطائف التى ظهرت فى عهد الجد الصقلي فى محاولة منه للتقرب إلى المصريين وصولا إلى عروسة المولد والحصان الذين ابتدعهم الحفيد الذى أصبح حلوانيا بعد موت الحلواني السكير !!!! وابتعاده عن الحكم والصراعات التى لا تنتهى. سنعرف سر المقولة التى تقول اللى بنى مصر كان فى الأصل حلواني ومن المقصود بها بالضبط.

--------------------------

الحكاية الثانية : الأرمني

- حكاية حاكم ترك بصمة واضحة فى تاريخ مصر - رغم أنه غير مصري بالأساس - ، وإنقاذه لها من فتنة عنيفة كان من الممكن أن تغير شكل تاريخ مصر لو لم يتم وأدها.

- حكاية بدر الجمالي وفرون.

- أجمل حكاية فى الثلاثية.

تستمر الحكاية مع حفيدة جوهر الصقلى والتى هربت مع أهلها إلى الشام هربا من الحالة التى وصلت إليها مصر فى عهد الخليفة المستنصر والمعروفة باسم الشدة المستنصرية. وهناك تقابل بدر الجمالى وتقع فى هواه رغم أنه على غير مذهبها ونعيش قصة رومانسية بين فتاة حالمة لا تعرف الضغائن والمكائد وتؤمن بالحب والعطاء والرحمة وبين الأمير بدر الجمالى الذى يعيش فى أجواء من الكراهية والمؤامرات التى لا تنتهى. تتطور الأحداث وتبدأ المتعة الحقيقية عندما يقرر الجمالى أن ينقذ مصر من المجاعة والوباء ويرحل بجيشه إليها ويتمكن من القضاء على رؤوس الفتنة والبدء فى إعادة بناء مصر وتعميرها وتكوين جيش موحد يضم جميع الأطياف والمذاهب المختلفة وقد كان. نجد تشابه كبير بين ما فعله الجمالى لمصر وبين ما فعله أحمد بن طولون والتشابه الأكبر فى حياة كليهما وما تعرضوا له من خيانة من أقرب الناس إليهم وكأن التاريخ يعيد نفسه. تأتى النهاية وتنال فرون مصيرها الذى تستحقه امرأة لا تنتمى إلى عالمنا بأفكارها المغرقة فى المثالية ، ووفاة بدر الجمالى بعد ما حقق الكثير لمصر وما زالت أثاره باقية حتى يومنا هذا.

-------------------------

الحكاية الثالثة : الكردي

- حكاية عن الخيانة والحب والكره والقاهرة التى لا تسقط.

- حكاية إبراهيم ورشيدة.

نفس ما حدث فى الحكاية الأولى لا تتصور أنك ستقرأ قصة بطلها صلاح الدين الأيوبي الذى كان أقرب إلى ضيف شرف فى الحكاية.

نستكمل الحكاية مع أحفاد الصقلي وبدر الجمالي ، إبراهيم الصقلي وعائلته ورشيدة وعائلتها. نشهد قصة غريبة بينهم مليئة بالكره والعداء ثم تنقلب إلى الحب والزواج !!!. نتعرف أكثر على محاولات الفرنجة لاحتلال مصر ونشهد الخيانة من الوزير شاور ومساعدته للفرنجة وحرقه للفسطاط كعقاب للمصريين الذين هبوا للدفاع ومنع دخول الفرنجة أراضيهم. نشهد أيضا ظهور طائفة الحشاشين التى كان الإغتيال عقيدتها ودينها. وفى النهاية نشهد إنتهاء الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين وبداية عهد جديد. هذه ليست حكاية صلاح الدين الأيوبى كما قد تعتقد لكنها حكاية تعرفنا كيف وصل صلاح الدين إلى حكم مصر وكيف أنهى عهد الدولة الفاطمية. وكما قال جوهر الصقلي مقولته الشهيرة: لكل زمان دولة ورجال.

-------------------------

ملاحظات عامة:

- لا شك لدي فى موهبة الكاتبة الفريدة فى حكي الحواديت التاريخية ونسجها فى شكل أحداث وشخصيات وحوار ومكان وزمان. هذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق ، وكل التقدير للمجهود المبذول فى تعريفنا بتاريخ مصر بهذه الطريقة الجذابة والمتفردة.

- شخصيا كنت أتوقع أن يكون بطل حكاية الصقلي هو جوهر الصقلي القائد ونتعرف فيها عن كيف نشأ وكيف وصل إلى مصر وحكمها ثم كيف بنى القاهرة والجامع الأزهر. لكن يبدو أن الكاتبة إختارت زاوية مختلفة لعرض الحكاية. نفس الحال كان فى الحكاية الثالثة حكاية الكردى حيث لم يكن البطل الأساسي فيها هو صلاح الدين وهذا أيضا لم أكن أتوقعه.

- الحكاية الثانية حكاية الأرمني هى بلا شك جوهرة هذه الثلاثية. معها تشعر أنك تقرأ ملحمة كالتى قرأناها فى حكايات أولاد الناس - ثلاثية المماليك. حكاية بطلها هو صاحب عنوانها. وشخصيا لم تكن لدى أى خلفية مسبقة عن بدر الجمالي وما فعله من أجل مصر.

- من قرأ روايات دكتورة ريم التاريخية يعرف أنها تمزج التاريخ بالسياسة بالحب والرومانسية فى قالب واحد. فى هذه الثلاثية شعرت أن الجانب الرومانسي هو الطاغى على الحكايات أكثر من الجانب التاريخي. بمعنى أخر كان السكر زيادة بما أننا نتحدث عن الحلوى التى أبدعها الفاطميين.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق