📌المجموعة القصصية أونيزم-من سجلات الهبات المنسية
📌الكاتب سامح جلال
📌صادرة عن دار إبهار
📌عدد الصفحات: 142 صفحة
📜هل فكرت يومًا ماذا ستفعل إذا منحك الله هبة تجعلك مختلف وتمنحك أفضلية عن الأخرين؟
هل ستظهر من داخلك الفضيلة أم الخطيئة؟ هل ستترك الهبة مختبئة داخلك أم ستتركها تنطلق؟ هل ستنطلق لتساعد الأخرين أم لتُنفيهم؟
تجيب هذه المجموعة عن كل هذه الأسئلة بأكثر من طريقة وصورة، وبأكثر من رمزية يمكن لكل منا أن يستشفها بطريقة مختلفة عن الأخر.
▪️القصة الأولى (مكالمة تليفون)
أن تستطيع أن تسمع شخص على الجهة الأخرى من الهاتف هو أمر يمكننا جميعًا فعله، ولكن أن تسمع ما خلف هذه المكالمة وحياة الشخص الكاملة عندما فقط يرفع السماعة، هو أمر مغري ولكنه مخيف للغاية لأنك تستمر وتظل طوال حياتك تستمع له ولن يختفي أبدًا، تتعرف على كل قصص الغدر والحب والكره والطمأنينة في حياة الأخرين بسهولة، وحتى تأتي لعنتك التي ستطاردك من جراء فعلتك.
-الحقيقة أن هذه القصة هي أقل القصص التي أحببتها، لأنني شعرت إنها مبتورة، فجأة تظهر لعنة الرجل الذي ظل لمدة 30 عامًا يركض خلف اسرار الأخرين، أين مروا هذه السنوات فلم اشعر أن كلمات القصة منحتني هذا الشعور، حتى أن الرجل الذي ظهر فجأة على الجهة الأخرى وعلى الرغم من أن تعريفه بنفسه وهبته مبهر وكان يمكن أن يبدأ منه خط جميل ويستمر ولكن نهايتها بترت الفكرة تمامًا.
✏️اقتباس:
"روحي تلوثت بكل خطاياهم، فلم أدخل حياة أحدٍ إلا وأخذ جزءًا من خطاياه، فطارت روحي أكثر الأرواح تلوثًا".
▪️القصة الثانية (الحذاء الضيق)
في البداية شعرت من النظرة القريبة أن القصة قد تحكي عن ضيق الحال، ولكن في كل سطر تالي يتضح أن القصة لها بُعد فلسفي يتخطى فكرة أنه لا يجب الحكم على أحد دون معايشة ظروفه ولكن نظرة أبعد من ذلك بكثير.
✏️اقتباس:
"أن تأتي متأخرًا خيرًا من أن تأتي مبكرًا وتضيع متع الحياة".
▪️القصة الثالثة (الرقصة الأخيرة)
تناول الكاتب فكرة السفر عبر الزمن ولكن ليس بالمنظور المعتاد، كان البطل يبحث عن رؤى، في لحظة ما شعرت أن الكاتب يبحث عن الرؤى فعلًا وليس أسمًا أو شخصًا، تمر السنوات وهو يبحث عن شيء ما حتى اللقاء.
✏️اقتباس:
"فقط وحدهم الأطفال من يعلمون أنهم ليسوا بتلك البراءة التي يصفهم بها الجميع، هم فقط أقل قدرة على الإيذاء وعندما يبلغوا أشدهم منهم من يتطور ليخرج ذلك الشر الذي حواه طوال السنين؟"
"أخطأ من قال أن 96% من الكون مكون من المادة أو الطاقة المظلمة، لابد أنه كان يقصد الملل"
▪️القصة الرابعة (رواية لم تنشر ابدًا)
تقف أمام القصة متسائلًا هل كان الأمر يستحق؟ للكتابة نزف، فشعرت وكأن البطل هنا ينزف دون دماء، ولكن المعاناة كانت واضحة، سن القلم مجازيًا أنكسر ربما لأنه فقد حبره، ولكن حين عادت الرؤية عاد السن لموضعه.
✏️اقتباس:
"هؤلاء الذين يعيشون في التيه منذ سنين من يستيقظون على وجوههم علامات استفهام عن وجودهم في هذا المكان، هؤلاء من يعملون لسنين ليلًا ونهارًا بلا راحةٍ، ثم يتوقفوا وقد أدركوا أنهم قد أصبحوا ترسًا في عجلةٍ لن تتوقف إلا عند استبدالهم متسائلين دائمًا هل فات الأوان على الخروج من تلك العجلة؟!"
▪️القصة الخامسة (معجزة وسط البلد)
هل يمكن أن تكون بداية القصة هي الأقل جاذبية؟ شعرت بذلك هنا، كانت بداية القصة أقل جذبًا بالنسبة لي من نهايتها.. لماذا أرغب في معرفة هذا الرجل الذي يلتف حوله كل من في وسط البلد؟ ما المهم في أن أنجذب للزحام والرغبة في معرفة كل ما يعرفه الجميع، ولكن الحقيقة أن نهاية القصة كانت أكثر جذبًا فأنا أرغب أن أعرف ما لا يعرفه الجميع وهو ما حدث في القصة التالية.
✏️اقتباس:
"ينظر أمامه للا شيء لكن نظرة الخذلان لا يخطئها متبصر، لقد خذله الجميع دون استثناء."
▪️القصة السادسة (محمود الأحمر صاحب المعجزة)
كانت هذه القصة هي مفتاح السر للقصة السابقة، كل التفاصيل كانت في موضعها الصحيح، ترتيب الأحداث منذ ميلاد محمود المعجزة الذي أصبح مقره في وسط البلد في النهاية، كيف كانت أسرته وما الذي حدث له وحدث للأسرة التالية التي تبته، حتى بعد أن كوُن هو أسرته، وكأن اللعنة دائمًا كانت تتعلق بالأسرة في حد ذاتها، لعنته كان أن يظل وحيدًا.. صامتًا فأصبح محمود صاحب معجزة وسط البلد، من أفضل القصص بالنسبة لي لمشاعرها القريبة من القلب ومفاجأة النهاية.
✏️اقتباس:
"قيل أن الألم هو الرفيق الأبدي للإنسان"
▪️القصة السابعة (أبيض وأسود)
التحدث عن الفقد مؤلم، فكيف الحال إذا كنت ستتحدث عن فقدك أنت، ألمك وكل ما تركته خلفك، هل يمكن أن ينبئك القدر بمن ستفقدهم؟ هل ستستطيع أن تتحمل المفاجأة وأن تعرف ما السر وراء اللون الأبيض والأسود الذي أصبح يتوغل في كل شيء حولك فيحوله من الحياة إلى الموت؟ بطل القصة لم يعرف حتى النهاية.
✏️اقتباس:
"لقد غدرت بي ورحلت دون وداع، هكذا؟ بكل بساطة كيف ستسير الحياة بدونها؟، راح يضحك ضحكة مخيفة طوت بداخلها الأسى"
▪️القصة الثامنة (مملكة البحة)
أشعر أن هذه القصة يمكنها أن تكون رواية طويلة، وفي لحظة ما شعرت أن هناك فكرة يمكن أن تربط ما بين جميع القصص أو بعضها في مملكة البحة بشكل ما، فعلى الرغم من أن القصة التالية كان لها حلقة وصل مع هذه القصة إلا أن الكثير من حلقات الوصل كان يمكنها أن تفعل ذلك أيضًا مع بعض القصص والهبات الأخرى، كيف يمكن أن يكون الحال إذا منح البحة بعض من قدراته وهباته إلى الأفراد المتواجدين في خليته العاملة؟!
▪️القصة التاسعة (فرصة أخيرة)
أكثر ما أحببته في هذه القصة هي وصف الأكلات وطرق تنفيذها وكيف يجب أن يتحلى بالصبر عندما يصنع الريزوتو، والحديث عن الموسيقى، ظهور هذا الصوت في حياة البطل كان نقله كبيرة فتنتظر إلى النهاية هل يمكنك أن تعرف من هو ولكن جاء في ذهني تساءل في النهاية؛ هل يمكن أن يكون هو صوت البطل نفسه ولكن بشخصية أخرى؟!
✏️اقتباسات:
"عصام هو عطارد الذي جاءني بصولجانه فأخرج مني الشيء ونقيضه"
"من لم يحركه العود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج"
"كم أنت حر أيها المنسي في المقهى
فلا أحد يرى أثر الكمانجة فيك
لا أحد يحملق في حضورك أو غيابك
فاصنع بنفسك ما تشاء، اخلع قميصك أو حذائك إن أردت
فأنت منسي وحر في خيالك"
▪️القصة العاشرة (الظافر)
فكرة تحكم الآلات تم مناقشتها في الكثير من الأفلام والروايات، ولكن جاءت هنا بشكل مختلف، فشعرت أن هذه القصة يمكنها أن تصبح ببعض التفاصيل الزائدة رواية فانتازيا جيدة جدًا، أحببت للغاية فكرة ووصف قبضة يد الطفل.
▪️القصة الحادية عشر (مها عبد البصير وزوجها أبو العيون)
من القصص السريعة والواضحة، لم تكن هبة شعرت إنها نقمة ولكن مها وزوجها استخدموها بشكل يقتاتون منه حتى وأن كانت الفتات، فحصل أبو العيون على جزاءه في لحظتها، وأتوقع أن مها ستحصل على جزاءها يومًا تاليًا في إحدى المرات التي تمارس فيها هوايتها.
▪️القصة الثانية عشر (اساطير وحكايات حرب الخيل)
على الرغم من وضوح فكرة الترابط بين الممالك والتي أصابها التفكك نتيجة لما حدث للخيول من البعض ولكنني لم أفضل فكرة اكلهم وذكرها بهذا الشكل وتاليًا هجومهم على القبيلة نفسها.
▪️القصة الثالثة عشر (تأثير الأزرق)
في البداية تخيلت أن البطلة تعاني من عمى الألوان، وعند بحثها عن أسرتها توقعت ما توقعته هي نفسها أنهم رحلوا وهي في حالة إنكار لتجيبني بالنفي في اللحظة نفسها، ولكن على العكس كان هناك سبب أخر تمامًا أتمنى ألا نُصاب به يومًا ما، كانت الفكرة مرسومة بشكل رائع وأحببتها جدًا.
✏️اقتباس:
"لقد فاتتني أشياء كثيرة في الأعوام الأخيرة بل فاتني كل شيء رغم حضوري الدائم"
▪️القصة الرابعة عشر(محاولة أخيرة)
أحببت محاولة الأب واعترافه بأن الخطأ منه حتى وأن ذكر بعض المبررات، فوجود سبيل للوصول لعقليه أطفالنا واحتضانهم يستحق المحاولة، ولكنني توقفت قبل النهاية عند ذكر شربيني الجحش والذي لم أفهم المغزى من ذكر اسم شخصية كتلك خاصة وأنه تاليًا انتهت القصة بشكل مبتور فلم يستفاد منها.
▪️القصة الخامسة عشر (مقدمة تأخرت كثيرًا)
هي القصة التي كنت أنتظرها، كل ما يمكن أن يجمع ما فات بما سيأتي، فوددت لو زادت أكثر في التفاصيل والإيضاح، ولكنني طوال الأحداث وفي كل القصص كنت أشعر أن الكاتب يمنح أقل التفاصيل ليترك لخيالك الحرية في بناء بقية ما يحتاجه، وهي هبة من الهبات المنسية التي يحاول أن يجعلها تصحو داخلك بتلك المجموعة بكل تأكيد.
📚خواطري عن المجموعة:
📜خمسة عشر قصة تتسم بالتماسك في الكثير من جوانبها واللغة الرصينة التي جاءت في القصص بالكامل بالفصحى سردًا وحوارًا، الكثير من أفكار القصص نبته لروايات طويلة.
📜من أهم النقاط التي لاحظتها في سرد الكاتب هو أنه يتجه إلى التقريرية في سرد الأحداث المتتالية في حين تظهر لغته الشاعرية في الفقرات التي تعبر عن المشاعر، وهذا الاختلاف في الأصوات هو ما جعلني أنجذب إلى تلك الفقرات القريبة للقلب أكثر وهي من النقاط الإيجابية بالنسبة لي.
📜من المجموعات القصصية التي تحتاج إلى التأني في قرأتها حتى تفهم المغزى وراء كل قصة وهبة، ما بين السطور وخلف الصورة الواضحة أمامك، بعض القصص أعدت قرأتها مرة أخرى، بعض النهايات بالنسبة لي كانت مفاجأة والبعض الأخر ظللت بعدها أبحث عن إجابات عديدة مازالت عالقة، وبعض القصص الأخرى يمكن أن يراها كل منا من منظوره بشكل مختلف تمامًا.
#أونيزم
#أونيزم_وفنجان_قهوة_وكتاب
#فنجان_قهوه_وكتاب