حكاية الأشبوني > مراجعات رواية حكاية الأشبوني > مراجعة Hesham Wahdan

حكاية الأشبوني - إبراهيم أحمد عيسى
تحميل الكتاب

حكاية الأشبوني

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

 اختار الكاتب فترة غير مطروقة كثيراً ، وهى ما بعد سقوط العرب فى الأندلس وماذا حدث لمن لم يتركها وظل متمسكاً بأرض الأجداد.

نعيش مع سانشو الأشبوني - العربي المسلم الأصل - الذى فقد عائلته وهو صغير فى محاكم التفتيش التى نصبها القشتاليون لكل من هو ليس على دينهم والذين بقوا ولم يرحلوا مع الراحلين إلى الجانب الأخر من الشاطىء.

كل من بقى أُجبر على التنصر ومن لم يفعل تم التنكيل به بقسوة هو وأهله. هناك من وافق ظاهريا ومارس مبدأ التقية حتى يضمن الحد الأدنى من العيش وألا يتعرض للتنكيل من قبل محاكم التفتيش. وهناك من تنصر فعلا وتنصل من ماضيه ودينه وأهله طمعاً فى مكاسب وامتيازات دنيوية زائلة.

عاش سانشو ونشأ كبحار ورحل إلى ما وراء البحار إلى العالم الجديد - فى ذلك الوقت - وشاهد الأهوال والجرائم التى ارتكبها القشتاليون مع أهل تلك المناطق باسم الرب.

سانشو كان يعيش بهويتين. واحدة خارجية تحميه من البطش ، وأخرى داخلية هى هويته الحقيقية التى يؤمن بها ولا يريد التخلى عنها أبداً أو نسيانها مهما كان الثمن.

يقرر العودة إلى الأندلس مرة أخرى ليبحث عن مجد وأرض أجداده الذين حكموا لقرون طويلة قبل سقوطهم. يخوض رحلة طويلة عاش فيها صراعات وذاق الحب إلى أن انتهى به الحال متمرداً وثائراً - على طريقة زورو وروبين هود - يريد أن يستعيد المجد والماضي الغابر.

هيهات أن يعود الماضي مرة أخرى ، ومن سقط تتكالب عليه كل القوى حتى لا تقوم له قائمة مرة أخرى. أصبح مؤمناً بحدوث ثورة من بنى جنسه والتمرد على كل الظلم الواقع عليهم لكن بدا هذا وهم كبير. شىء بدا كمن يحارب طواحين الهواء على غرار دون كيشوت.

فى النهاية كان السقوط واقعاً لا محالة. لكنه يظل أفضل حالاً ممن خانوا القضية والوطن والدين وتسببوا فى سقوط الأندلس قديماً. على الأقل هو حاول المواجهة والصمود والموت بصورة مشرفة لعل التاريخ يخلد اسمه فى سجل الأبطال.

-------------------------

ملاحظات عامة:

- الحوار والسرد باللغة العربية الفصحى.

- أكثر ما أعجبنى هو الفترة التاريخية التى اختارها الكاتب. فترة ما بعد سقوط الأندلس هى فترة لا نعرف عنها الكثير لذلك هو أسماها ( حكايا المنسيين ) وهو اسم مناسب تماماً لأحداث الرواية وبطلها.

- تحولت الرواية فى منتصفها إلى ما يشبه رواية رومانسية حالمة بين سانشو وريتا حبيبته. ربما فعلها الكاتب لإعطاء هدنة للقارىء مثلاً أو حتى تكون روايته شاملة لعدة عناصر ( تاريخية - رومانسية - حركة وإثارة ) لكن لحسن الحظ تصاعدت الأحداث بشكل جيد وانتهت الرواية بطريقة جيدة جداً.

- نهاية الرواية كانت قوية وصادمة لكنها مثالية ومنطقية جداً. أى نهاية أخرى على غرار النهايات السعيدة وانتصار البطل والخير على الشر كانت لتجبرني على اعطاء تقييم سلبي للرواية ككل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق