كتاب كواليس الحب للدكتور مدحت مريد صادق بتقديم الدكتور محمد المخرنجي أفضل ما فيه حسب تفديم المخزنجي هو ما يتميز به الكتاب مما سماه "الثقافة الثالثة" وهو الكتابة العلمية بجماليات الكتابة الأدبية ، وتبسيط العلوم في هذا المؤلف بدون الوقوع في فخ البلاهة أو اختزالها بمفاهيم سطحية والإستخفاف بالمادة العلمية المقدمة .
الكتاب ليس مترجم مما يجعلنا نشعر بالفخر أن عندنا علماء قادرين علي صياغة المفاهيم العلمية بهده السلاسة وخاصة أن الموضوع شيق فيأخذك المؤلف بخفة دمه أحيانه وسعة أطلاعه ليس كأستاذ فقط في كلية العلوم ولكن كمثقف موسوعي في بحور الأدب السياسة والفلسفة، ثلاث سمات في الكتابه وهو التعرف بعمق علي البيولوجيا وعلاقتها بالحب والمواقف الطريفه أحيانا في النظريات العلمية فعلي سبيل المثال يأخذنا المؤلف في رحلة لعملية التزاوج في الحيوانات والحشرات وحتي البشر والنظريات العلمية المختلفة في بحر العلم والذي لا ينضب من الأبحاث يقدم كل ذلك بعقلية تقدمية فيها إحترام للعلم بعيدا عن الخرافات والتخوفات التي لها علاقة بضعف الوعي وتداخل مفاهيم خاطئة في الهندسة الوراثية ودلل علي ذلك في ندوة للدكتور أحمد مستجيرفي جامعة أسيوط ، الطرائف والعجائب في رحلة التزاوج وعلاقتها بالحب يكمن فيها صراع في أحيان مثل عملية التزاوج بين ذكر وانثي الأخطبوط والتي تنتهي بالقضاء علي أحدهما بعد الانتهاء من عملية التزاوج حسب قوة كل طرف فيهم وأيضا إكتشاف العلماء لحشرات تقوم بممارسة جنسية لمدة ٥٦ ساعة وسموها "حشرات الحب " لطول مدة اللقاء الجنسي بين الذكر والأنثي وأكتشفوا بعدها أن مدة اللقاء هي ساعة فقط وال٥٥ ساعة الأخري هي عملية تعذيب من الانثي للذكر حتي لا يذهب لأنثي لأخري ، أمثلة أخري للحيوانات والثدييات لا تقل عجائبية ودهشة حتي بين البشر وعلاقة الفيرمونات بعملية التزاوج بين الحيوانات والتجارب والأبحاث والنتائج المدهشة في هذا المضمار بين البشر .
هذا الكتاب بدون مبالغة هو فخر للمكتبة العربية بمؤلف علمي بكتابة أدبية جميلة أتمني أن تكون مصدر الهام لعلماء شباب ولديهم القدرة والابداع والتميز بالثقافة الثالثة حسب وصف الدكتور المخزنجي في تقديمه للكتاب وأنا فخور بالمؤلف خاصة أنه بجامعة أسيوط وهي جامعتي التي تخرجت منها واختتم بقوله فيما بتعلق بوجهه نظره في العلم بما قاله نصا في الكتاب
❞ نظافة العلم ونزاهته تجعلانه لا يعيش إلا في أجواء من الحرية والهواء الطلق، وأي قيود اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو دينية، كفيلة بخنق العلم، أو حتى وأده في مهده. ❝