مقتل الكومنداتور II - مجاز يتحول > مراجعات رواية مقتل الكومنداتور II - مجاز يتحول > مراجعة Mohammed Makram

مقتل الكومنداتور II - مجاز يتحول - هاروكي موراكامي, ميسرة عفيفي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

❞ قالت لي: «أعتقد أنَّ هذا يعني ما يلي: أنا أتقدَّم في اللُّعبة متَّبعة القواعد التي أعرفها. وأنت تتقدَّم في اللُّعبة متَّبعًا القواعد التي تعرفها. ثمَّ يحترم كلٌّ منَّا بالغريزة قواعدَ الآخر. وتستمرّ اللُّعبةُ بلا عقباتٍ ما لم تتصادم قواعدنا وتُحدث فوضى مُزعجة. ألا توافق رأيي؟» ❝

في العلاقات بين البشر: القواعد لا تكتب. بل يتم اتباعها بالغريزه. و لكن ماذا إن كتبنا قواعد و التزمنا بها؟ ما الضرر في ذلك.؟ أنا أقول لا ضرر في ذلك و لكنها تصبح حينئذ علاقات رسمية. علاقات تفتقد إلى الأجنحة اللازمة للتحليق بنا لآفاق أكثر رحابة. القواعد تحافظ على علاقاتنا من الخيال و من المجاز و من الأفكار الطارئة المجنونة في حين أن المجاز و الجنون و الجموح هم أهم ما يميز الإنسان. إن أردت القواعد الصارمة فلتبق في الأرض ولا تنتظر الجنة الأن و لا تأمل أكثر من ذلك.

❞ تذكَّرتُ فجأةً يدَ شقيقتي الصَّغيرة. عندما دخلنا معًا أحد كهوف جبل فوجي، ظلَّت أختي تُمسك يدي بقوَّة وسط الظلام البارد. كانت أصابعها صغيرةً ودافئة، لكنَّها أيضًا كانت قوِّيَّةً ومتينةً لدرجة تثير الدَّهشة. لقد كان بيننا تواصلٌ متبادلٌ ومؤكَّدٌ للحياة. كنَّا الوقت نفسه نُعطي شيئًا ما، ونأخذ شيئًا آخر. تواصلٌ متبادلٌ لا يحدث إلَّا في وقتٍ محدَّدٍ وفي مكانٍ محدَّد. وفي النهاية، تخفُّ حدَّته ويختفي، لكنَّه يبقى في الذاكرة. تستطيع الذاكرة تدفئة الزمن. ❝

نعم يا عزيزي. تستطيع الذاكرة تدفئة الزمن كما أنها تستطيع إحراقه أيضا.

❞ «هذا صحيح نظريًّا. لكنَّه كلامٌ نظريّ. لا يحدث فعليًّا في الواقع. لأنَّ المرء عندما يفكِّر في أمرٍ ما، من المستحيل أن يتوقَّف عن التَّفكير فيه حتى لو أراد التَّوقُّف. لأنَّ التَّفكير في عدم التَّفكير فيه هو نوع من أنواع التَّفكير؛ ❝

الذاكرة التي فقدها الرسام العجوز هي نفسها الذاكرة التي تؤرق الرسام الشاب. أحدهما تعذب بالغياب و الآخر تعذب بالحضور.

❞ «دع شأن الغد للغد. فليس هناك اليومَ إلَّا اليوم، أليس كذلك؟» ❝

سيب بكره لبكره و خلينا على قد الشوق.

❞ لعلِّي أصبحتُ إنسانًا غريبًا عنها تمامًا، لا أعني لها شيئًا. فراودني شعورٌ غريبٌ: على الرَّغم من أنَّنا كنَّا نتناول الفطور كلَّ صباح منذ أشهرٍ عدَّةٍ فقط، ونستخدم الصابونة والمنشفة نفسها، ويرى كلٌّ منَّا الآخر عاريًا، وننام على سريرٍ واحد؛ فقد صرنا الآن غرباء لا تربطنا أيُّ علاقة. ❝

!؟تذكرت ماجدة الرومي حينما قالت: كم جميل لو بقينا أصدقاء. و لكني قلت: و ما الجميل في أن نصبح غرباء.

❞ قال: «هل تسمح لي أن أكون أكثرَ صدقًا؟»

⁠‫«بالتَّأكيد».

⁠‫فقال منشكي وكأنَّه يبوح بسرّ: «أشعر أحيانًا أنِّي مجرَّد عدم»، وظلَّت تلك الابتسامة الخافتة على شفتيْه. ❝

الثيمة الثانية في الرواية بعد الذاكرة هي الظاهرة. ظاهرة الوجود و العدم و الخطوط الواهية بينهما. فمن كان حبيبا يصبح في لحظة غريبا و من كان غريبا يتحول إلى صديق حميم. و من كان حيا مات و من كان ميتا أحيته الذكريات. ما عشناه ضاع و ما رسمناه بقي و كتب له الخلود. عندما نوشك أن نقول أننا أمسكنا بتلابيب الحقيقة ندرك جيدا أننا وقعنا في الفخ و لا يوجد بأيدينا إلا قبض الريح.

❞ ما أصعب إنقاذ قلب، وما أسهل إهلاكه! ❝

❞ تبادلنا تحيَّةً بسيطة. لم أكن أدري كيف يلقي الزوجان التحيَّة بعد انفصالهما، وما المسافة التي ينبغي أن تكون بينهما أثناء الحوار! لذا حرصتُ على أن تكون التَّحيَّة أبسط ما يُمكن، بحدودها الدُّنيا: كيف حالكِ؟ بخير. وأنت؟ كانت كلماتنا قصيرةً مثل أمطار الطريق في ذروة الصيف حين تتبخَّر في لمح البصر من سطح أرضِ الواقعِ الجافَّة. ❝

تنويع آخر على نفس اللحن. لحن الفقد و تحول العزيز المألوف إلى غريب لا ندري حتى كيف نبادله التحية و ما هي حدودنا الآن معه.

❞ كلٌّ منَّا يعيش وهو يحمل سرًّا لا يستطيع البوْحَ به لأحد. ❝

و كما قال الشاعر: من باح زل ، ومن زل ضل !.

❞ قالت: «أعتقد أنَّني أرغب في المصالحة معك. أريد أن أجرِّب أن أتصالح معك. ولقد فكَّرتُ كثيرًا في ذلك في الواقع».

⁠‫«وأنا أيضًا كنتُ أفكِّر في ذلك».

⁠‫«ولكنِّي لا أعلم هل ستسير الأمور هكذا على ما يرام».

⁠‫«أنا أيضًا لا أعلم. ولكن لا بأس بالمحاولة». ❝

إيه ده يا عم مورا! بس كده؟

ما تيجي نرجع و تروح راجع علطول؟

أه و الله يا حبيبي بس انتوا اللي بتصعبوها على نفسكم :)

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق