مقهى أوريليا > مراجعات رواية مقهى أوريليا > مراجعة Abjd

مقهى أوريليا - أمنية المشد
تحميل الكتاب

مقهى أوريليا

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

◾اسم الرواية : مقهى أوريليا

◾اسم الكاتبة : أمنية المشد

◾نوع الرواية : دراما اجتماعية نفسية

◾اصدار عن دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع

◾عدد الصفحات : ٣٨٦ صفحة على أبجد

◾تصميم الغلاف : كريم طه

◾التقييم : ٣,٥ / ٥

"ما هو الحزن، إن لم يكن حبًا يثابر؟".‏

تعيش (يُسرا) حالة من الحزن والاكتئاب التي جعلتها تهرب من لقاء الجميع، وترجع الحالة التي تعيشها (يُسرا) الي فقدان زوجها والوحيد الذي أحبته في حادث سير أودى بحياته في الحال؛ ليتركها وحدها تتجرع الحزن على فراقه ومهاجمة أهلها بسبب انغماسها في هذا الحزن، واتهام شقيقته لها في كل وقت بأنها السبب... فتعيش (يُسرا) حالة نفسية سيئة تحاول الخروج منها بالعودة الي العمل، حتى لو كانت مُجبرة على هذه العودة ولكنها خطوة نحو العالم الذي انعزلت عنه منذ حادث الوفاة؛ لتُفاجأ (يُسرا) أن كل ما حولها يذكِّرها به، وان عودتها الي العمل هي أسوأ ما حدث لها بعد الوفاة.

كانت (يُسرا) تحاول دائماً الهرب من الناس حتى الاقربين منهم، وقد جاءتها الفرصة على طبق من ذهب حين قرأت اعلاناً في أحد الجرائد عن وظيفة شاغرة في مكتبة مُلحقة بكافيه ولكن الوظيفة كانت خارج القاهرة، وتحديداً في الإسكندرية، مدينة طفولتها والتي تحمل ذكرياتها مع جدها الحبيب ... وها هي الفرصة التي انتظرتها (يُسرا) حيث ستُبتعد عن الجميع دون أن ترى نظرات الشفقة او حتى نظرات العتاب، ستبتعد عن منزلها وذكرياتها الأليمة به، ستختار حياة جديدة تماماً خالية من الأصدقاء والأهل، خالية من العلاقات، ستبدأ في مكان جديد مع أُناس لا يعرفون عنها شيئاً ولا تريدهم أن يعرفوا؛ لتبقى هي وذكرياتها فقط، لا تريد أن تنسى ولا تحتاج من يُنسيها، هي فقط تريد الابتعاد عن الجميع.

فهل ستنجح (يُسرا) في البدء من جديد في مكان مختلف أم ستجد ما كانت تخشاه ينتظرها هناك؟! هل ستستطيع (يُسرا) التعامل مع حزنها والوصول إلى حقيقة احساسها؟! هل ستجد (يُسرا) الإسكندرية الدواء لدائها كما كانت دوماً؟! ام أن المدينة التي تركتها قديماً اختلفت عمَّا كانت عليه الآن؟!

◾رأيي في الرواية :

جذبني عنوان الرواية مع النبذة المختصرة عنها، لأقرر قراءتها في الحال، وبمجرد البدء في الصفحات الأولى وجدتني أطوي الصفحات طيَّاً دون أن أشعر بذلك، لأُفاجأ بأنني اجتزت أكثر من نصف الرواية خلال جلسة واحدة.

الرواية تناقش فكرة الفقد بأكثر من صورة، من فقد شريك الحياة إلى فقد الاهل وكذلك فقد الأبناء؛ فالفقد موجع وأثره لا يزول أبداً، حتى لو كان الشخص يتوقع الفقد، حتى لو كان يُدرك أنه قادم لا محالة، سيظل الفقد فقداً... ومن خلال أحداث الرواية راحت الكاتبة تناقش فكرة العلاقات وتأثيرها على الفرد، خاصة العلاقة بالأهل وافتقارها الي الحنان والتفاهم، وبأخذ عائلة (يُسرا) كمثال لذلك نرى أثر جمود الأم وصرامتها وكذلك سلبية الأب وبعده عن الصورة على ابنتهما، وكيف أثَّر ذلك على ثقتها بنفسها وعلاقتها بكل من حولها... وهذا عكس ما وجدته (يُسرا) من أشخاص غرباء عنها حين سافرت وما لاقته من قبل على يدي جدّها، مما جعلها تدرك أن العيب لم يكن بها وإنما من طريقة التعامل الجامدة لأهلها معها هي سبب كل ذلك.

تتحدث الرواية أيضا عن المرض النفسي وخاصة الاكتئاب وضرورة استشارة الأطباء النفسيين في الأمر دون خجل او خوف من الاتهام بالجنون؛ فالمرض النفسي ليس جنوناً والمريض النفسي ليس شخصاً فاقداً لعقله؛ وإنما هو إنسان يحتاج المساعدة، كما اوضحت الكاتبة نظرة المجتمع للمريض النفسي وكذلك نظرته المتدنية للأرملة وانها انسان ناقص يجب أن يرضى بأقل القليل... وأخيراً تؤكد الكاتبة على أن الفقد لا يُمكن نسيانه أبداً ولكن يمكن تخطِّيه، وهذا ليس خيانة للفقيد وإنما هو محاولة لاستمرار الحياة وإدارة عجلتها.. فالإنسان يجب أن يأخذ وقته في الحزن ولكن لا يُمكن ان يعيش عمره كله حزيناً ثابتاً في مكانه خشية من خيانة مشاعر الفقد.

الرواية على الرغم من اعتياد فكرتها وسهولة توقع احداثها، إلا أن الكاتبة خلقت جواً من التشويق يدفعك دفعاً لانهاء الرواية؛ ولكن كنت انتظر توضيح للخط الدرامي الخاص بعلاقة (سارة) مع (يسرا) وسبب هذه الكراهية الشديدة التي أجدها غير مبررة في الأحداث.

◾النهاية :

جاءت النهاية متوقعة بعض الشيء؛ إذ تُبرهن على الفكرة الأساسية للرواية، وقد حرصت الكاتبة على ان تكون نهاية منطقية وليست مجرد نهاية سعيدة.

◾الغلاف :

غلاف بسيط يتماشى مع عنوان الرواية، ولكنني لا أراه معبراً عن الرواية واحداثها بصورة كافية.

◾الحبكة :

حبكة جيدة جداً تسير بمُعدل مناسب، مترابطة التفاصيل ومسلسلة الأحداث.

◾الأسلوب :

اعتمدت الكاتبة أسلوباً بسيطاً سلساً قائماً على الوصف والترتيب المنطقي للاحداث، مع الحرص على عنصر التشويق وعنصو الاثارة خاصة مع آخر كل فصل، لم تلجأ الكاتبة للاختصار الذي يُخِل بالبناء الإبداعي للرواية، وايضاً الاسهاب الذي يصيب القارئ بالملل، وإنما اتخذت بينهما سبيلاً؛ مما جعل الأحداث برغم توقع أغلبها الا انها غير مملة او تصيب بالتشتُّت على الإطلاق.

◾اللغة :

اعتمدت الكاتبة اللغة العربية الفصحى سرداً وحواراً، وقد غلب السرد على الحوار على طول الرواية، فجاء السرد معبراً؛ يمتاز بتنوع الألفاظ والعبارات والاستخدام المعتدل للتعبيرات والتراكيب البيانية بما يتناسب مع متطلبات الرواية دون تكلف أو مبالغة، أما الحوار فرغم قلته مقارنة بالسرد إلا أنه جاء حياً معبراً عن شخصيات الرواية... في المجمل اللغة قوية مناسبة للرواية وأحداثها.

◾الشخصيات :

تعددت شخصيات الرواية واختلفت، وقد امتازت الشخصيات الرئيسية بمحدوديتها، مقارنة بعدد الشخصيات الثانوية، والتي كان لها دور لا بأس به في الأحداث مثل شخصية الأب، ليلى وغيرهم... وقد نجحت الكاتبة في التعبير عن الشخصيات وتقديمها بصورة سلسة دون تشتيت القارئ لكثرتها، وتمكنت من الربط بين الشخصيات وبعضها ورسم الخطوط العريضة لكل شخصية من خلال الأحداث.

◾اقتباسات من الرواية :

📌"ولكن كل شيء في تلك الدنيا يحتاج تضحية، فقط عليك أن تقرر أي تضحية بينهم تقدر عليها."

📌"حتى وإن رأيتِ ملاك الموت يحوم حول من تحبيهم لمدة سنوات، حتى وإن تمنى جزء منكِ أن تحل رحمة الله حتى ينتهي عذابهم، لا شيء يعدك للحظة انتهاء وجودهم في دنيتك."

📌"إن منعتِ نفسكِ من الحزن، فلن تستطيعي أن تشعري بالسعادة أيضًا."

#مقهى_أوريليا #أمنية_المشد

#دار_الرسم_بالكلمات #مسابقات_مكتبة_وهبان

#مراجعات_هدير #قراءات_2024 #مكتبة_وهبان

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق