مقهى أوريليا > مراجعات رواية مقهى أوريليا > مراجعة دينا ممدوح

مقهى أوريليا - أمنية المشد
تحميل الكتاب

مقهى أوريليا

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

-الحزن لا يلتهم القلب وحده، يلتهمك بأكملك، يلتهم حياتك ولحظاتك السعيدة الماضية وذكرياتك ولا يتركك إلا قطعة بالية لا تصلح لشيء، في لحظة ما تجد أن ليس من حقك الشعور بالسعادة مرة أخرى، كيف يجرؤ قلبك على التفكير في الحياة دون أن يحزن، كيف يمكنك الابتسام والنسيان، كيف يمكن أن تشرق شمس روحك من جديد؟ ما مبرر أن تشرق شمس الكون ذاتها من الأصل يومًا تلو الأخر؟!

-من الصفحات الأولى للرواية أخذتني (يسرا) بطلة الرواية معها للشعور بكل الحزن الذي يحرقها، بكل هذا التشتت والرغبة في الاختفاء، شعرت بالاختناق واستعدت كل مشاعر الفقد التي أحاول دائمًا وأبدًا التملص من قبضتها، ولكن الحزن هنا، مختبئ في مكانًا ما ينتظر لحظة بعينها ليظهر ويعيدك لنقطة الصفر مرة أخرى.

-حتى منتصف الرواية أنت لم تُكَون فكرة كاملة عن الذي حدث ليسرا وجعلها تصل إلى هنا، إلى مقهى أوريليا لتهرب من كل شيء، تعرف فقط أن أمها هي أزمتها الحقيقية، يمكن اعتبارها بلا أصدقاء طوال حياتها، فالأصدقاء الذين لا يكونون بجوار اصدقائهم في أشد لحظات الحزن لا يمكن تسميتهم بذلك المسمى أبدًا، لا يستحقون لحظات السعادة التي سنعود إليها يومًا ما.

على الرغم من أنني كنت أرى حزن يسرا وأقدره إلا أنه إذا استمرت الكاتبة لأكثر من ذلك دون أن توضح ما الذي حدث كنت سأشعر بالملل بكل تأكيد، ولكنها حافظت على توازن الرواية بصورة رائعة حينما شغلتني بكل هؤلاء المتواجدين في مقهى ومكتبة أوريليا، كانت تفاصيلهم ممتعة وجذابة وجعلتني أنسى أنني في الأصل أبحث عن ما حدث ليسرا في القاهرة قبل أن تقرر الذهاب إلى الإسكندرية والهروب.

كل المشاعر التي تلتها عن خالد كانت تختطفني، جعلتني أبكي، الغرفة التي أغلقتها منذ رحل، كل اشياءه التي تبقى هنا دونه، المعضلة الأزلية التي لا يمكن الفرار منها، كيف يمكن أن تبقى كل الأشياء في مكانها دون صاحبها! كيف لم تمت وتختفي كما حدث معه.

مشهد التعرف على خالد في المستشفى كان مؤلم بشكل أكثر مما يمكنني وصفة، كان التشتت والصدمة التي أوضحتها يسرا في حديثها جعلتني أراها وأشعر بقلبها واسمعه يتكسر لفتات لم يمكن جمعها مرة اخرى.

أحببت اسم الرواية ولكنني لم أفضل الغلاف ولم يكن عامل جذب لرواية تستحق غلاف أفضل من هذا بكثير، تخيلت الكثير من التفاصيل التي كان يمكن استخدامها في غلاف الرواية كخلفية مثل صورة أوريليا وأثاناسيوس وجمال ماريكا وروز صورة المكتبة والمقهى على الطراز القديم والذين رأيتهم في خيالي، وداكس الناعم وتختبئ يسرا في فراءه، هناك الكثير من التفاصيل الثرية التي كانت ستجعل الغلاف من أروع ما يكون.

أحببت داكس ووددت لو كان صديقي، أختفي في فراءه الناعم من الحزن.

مشهد المواجهة بين يسرا وأمها من أقوى وأهم مشاهد الرواية.

الرواية كتبت عن واحدًا من معتقداتي الأهم في الحياة وما أنقذني من قاع الحزن يومًا ما، أننا لأجل كل من رحلوا نحيا، نخبئ الحزن في أبعد مكان بالذاكرة والقلب ونغلق عليه بعدة أبواب ونقرر أن نستكمل الحياة من أجلهم، حتى وأن قرر الحزن أن يفتح بابة يومًا ليظهر ويخبرني أنه مازال هنا، فأخفية مرة اخرى عنوة، في لحظة ما شعرت أنني كتبت كل تلك الكلمات في الرواية بيدي وبقلبي وبحزني.

منذ بدأت قراءة قائمة الكتب التي كانت تلك الرواية من ضمنهم لم أضع في حسباني موعد قراءتها أو حتى البدء فيها أم لا من الأصل، ولكن كأنني كنت أخطو نحوها بخطوات ثابتة ليكون لها موعدها تحديدًا، موعد جعلني أشعر بكل الألم الكامن بين سطورها، موعد كان واحدًا من مواعيدي السنوية مع الحزن!

*اقتباسات:

❞ متى سيقل هذا الألم؟ متى ستُرخي تلك اليد قبضتها الدامية التي تعتصر قلبها وتخطف أنفاسها؟ تعلم أن الحياة حتمًا ستمضي، ولكن هل ستمضي بكل هذا العذاب؟ أي حياة تلك؟ ❝

❞ "القاهرة لا تعطينا أي وقت للتفكير، أو لاستيعاب أي شيء يحدث في حياتنا إيقاع الحياة سريع ومحتشد للغاية، والكل يحثون بعضهم البعض على المضي أماما وألا يقفوا ليفكروا في حاضرهم، أو حتى ليأخذوا الوقت الكافي لاستيعاب وتقبل ماضيهم الأمر أشبه بالسباق أحيانًا، سباق لا ينتهي".‏ ❝

❞ لا أحد يخبرك بالصمت، الصمت الذي يحل في روحك قبل أن يحل خارجك. هذا الصمت الذي يعني موت جزء بداخلك. لا أحد يخبرك كيف تعيش وهذا الجزء يتعفن بداخلك، وتفوح رائحته لتلوث ما تبقى من روحك".‏ ❝

❞ "حتى وإن رأيتِ ملاك الموت يحوم حول من تحبيهم لمدة سنوات، حتى وإن تمنى جزء منكِ أن تحل رحمة الله حتى ينتهي عذابهم، لا شيء يعدك للحظة انتهاء وجودهم في دنيتك".‏ ❝

‏❞ "هم لا يرحلون كليًا، جزء منهم يبقى، يبقى حيًّا في قلوبنا وروحنا، حتى وإن لم تسعفنا ذاكرتنا، فننسى صوت ضحكتهم، أو رائحة ملابسهم، أو ملمس يديهم وذلك الجزء الذي يبقى، هو ما يُشرِق الشمس في النهار، وما يملأ صدرنا بالهواء، وما يجعلنا نستيقظ كل يوم ونقوم ونحاول. هو ما لا يجعلنا نستسلم للظلام❝

❞ ربما نعتاد فقط الحزن، ولكنه لا يختفي، وأحيانًا يقرر أن يُظهِر نفسه وبشدة، وتتفاجئين حين تجدي نفسك تبكين بدون سبب واضح وقبلها بثوانٍ فقط كنت تضحكين. ❝

‏#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق