#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

رقصة الثعلب الأبيض

تأليف: هنا السمري

الرسم بالكلمات للنشر و التوزيع

صفحة 447

⭐️⭐️

■ "تسعة تماثيل ذهبية للإله أنوبيس، نقطة من بكارة ذات الأعوام المئة، قبضة من تراب قد وَطِئته أكثر النساء حياء في بلدةٍ قد عبدت الشجر، البرديات الذهبية التسع المعروفة ب (الخدع القديمة) ، تسعة غُرباء من أصلٍ واحد يعيشون في بقعة باردة، تسع نقاط من دماء اثنين من أقارب الموتى، تسع نقاط من انعكاس عيون نور في ليلة المحاق".‏

بدأت الرواية بداية مثيرة عبارة عن لغز غريب ثم نجد أنفسنا في مكان يتم إستجواب أحدهم فيه وهي نور البطلة على يد الرجل الغليظ الأصلع مما جعلني أعتقد أننا في مشفى أو عيادة طبيب نفسي وهي مريضة تسعى للشفاء ولكن بمرور الأحداث يتضح سوء تقديري.

على لسان البطلة ناقشت الرواية العديد من الظواهر المنتشرة في الريف المصري فمثلاً نجدها تطرقت لسعي الشباب المستمر للسفر حتى وإن امتهن مهنة أدنى مثل سعي حمزة الدؤب لذلك واخوته، تجلى أيضاً الفكر السائد بزواج الفتيات صغاراً وعدم الإهتمام بالتعليم مثل الإهتما بالاعمال المنزلية والعمل في الحقول وتجسيد الكثير من معالم العنف الاسري من قهر للفتيات حتى من قبل أمهاتهن، هذا بالإضافة إلى إتجاه العديد من الأسر للحفر أسفل منازلهم بحثاً عن مقابر وكنوز فرعونية بالإضافة إلى الظاهرة الأكثر شيوعاً وهي إنتشار الذهاب للدجالين وما يصاحبه من إعتقاد عميق بالجن والسحر والأعمال.

كما ذكرت سابقاً كانت بداية الرواية قوية وجذابة ولكن بمرور الوقت ومع التعمق اكثر ظهرت العديد من السلبيات فعلى سبيل المثال تضمنت الرواية معلومات كثيرة عن عالم الجن وانواعهم وكيفية استخدامهم بالإضافة إلى معلومات عن حلب النجوم والشبشبة وكيفيتها وانواعها وهو ما لم احبذه إطلاقاً حيث تم تناوله بطريقة ركيكة كما تم الحديث عن نجم الشِعرى اليماني في جزء اخر وهو ما وجدته وكأنه تم نقله من جوجل حرفياً، كما لم اجد ضرورة من وصف تجرد احداهن من ملابسها ووجودها مع الشحات وبعض الافعال التالية لذلك فكان من الممكن أن يتم الغرض من الرواية والحديث عن الجان بطريقة اخرى.

بالرغم من أن العمل مصنف كرواية الا انه افتقد للغة الحوار على حساب السرد فكانت اغلب أحداث الرواية على لسان نور تتم عن طريق الفلاش باك وكان السرد مطول وبلا هدف حيث تداخلت فيه الاحداث الاجتماعيه غير الهامه وكأنها لم تترك شاردة ولا واردة الا وتذكرتها وهذا بخلاف الطبيعة البشرية وقدرة العقل الذي يحتفظ بالاحداث الهامة فقط والا فما الحكمة من معرفة أن عم إبناء خالتها تم ضربه من احدهم فلم استفد شيئاً وغيره الكثير على هذا النمط.

كانت لغة الرواية فصحى سرداً وعامية حواراً وإن كانت في بداية الرواية ملائمة للقرية الريفية الا أنها طغت عليها الركاكة كما احسنت الحديث بلغات البلدان الاخرى ومع ذلك تجد في الجملة الواحدة خلط بين العامية والفصحى مثل ❞ وذَكَّرَتُكِ بحقيقة مرضك الوراثي، كما زاد كرهها وتحقيرها لكِ، أو يمكن علشان في الخارجة والداخلة بتعايرك بفضيحتك؟! ‏ ❝ وهو ما يعد عيب قاتل في رأيي بالإضافة إلى وجود تكرار لبعض الجمل وأخطاء إملائية.

في رأيي كانت الحبكة ضعيفة جدا فلم استشعر جو الرواية او الهدف ولم اقتنع بفكرة ان فتاة في العاشرة من العمر تخرج فجرا وتتلصص على دجال ولا يتعرض لها بسوء بالرغم من اهميتها له في مجال عمله كما لم اقتنع بجلسات الشيخ سرحان معها بحضور وائل أين امها من كل هذا وكيف لم تخبرها اي جارة ممن اعتدن مشاهدة نور خارج المنزل فجراً بالأمر .

خلال سير الأحداث وبعد معرفة كل من الشحات والشيخ سرحان لم اجد فارق بينهما فكلاهما دجال ولكن احدهم يرتدي عباءة الدين كستار حتى أنه كان يمثل الكفة الأضعف على عكس ما هو متوقع وهو ما لم أحبذه.

جاءت النهاية مبهمة وغير ملائمة وكأن الغرض منها فتح مجال لجزء ثاني فقط .

اسم الرواية والغلاف كانا عامل جذب قوي للقراءة وللأسف بالتعمق في الرواية تبدد هذا الشغف وكنت كمن تطارد خيوط دخان عسى أن أجد المغزى من كل هذه الاحداث الغير مجدية والتي انتهت بصدمة بالنسبة لي حينما رأيت كلمة يتبع...

■اقتراحات:

•إن كان الغرض هو الحديث عن الفلك والجن وغيره كان يمكن تناول الامر من مدخل الاسقاط النجمي مثلا واعتقد انه كان سيظهر بصزرة افضل.

•وددت لو تم اختزال السرد الذي لا طائل او فائدة منه لسياق الاحداث.

■ إقتباسات:

● يا خايبة. وهو الحب إيه غير قَلْبِتْ حال تودّيكي وتجيبك. يوم تطيرك في الهوا وتبقي في خُف الريشة، وتاني يوم يملاكي الهوا ويتقِلك فمتقدريش تيجي ولا تروحي… ساعة تبقي عاقلة وهادية وساعة يركبك الفكر ويسحب هِلب الراحة من غير ما يفرد شراعك.

● عليك العبور بين كل الأسلحة المُسنّنة والتروس فائقة السرعة بيقظة صلبة، ودهاءٍ مُتأنٍّ وحماس حكيم … وإما أن تتمزق إربًا أو تنجو بمقام فريد" ‏.

● ليس من الحكمة أو السلامة مطاردة ذكريات غابرة مهما كان الدافع، وحتى إن كانت ذكريات إيجابية سعيدة، فقبائل الذكرى لها أصول وتقاليد أهمها أنه بين كل خيمها عُقد غاية في الشدة والنفوذ، نُقعت في آبار من الغراء لملايين الساعات، فجمدت وقويت روابطها وانتشرت بينها العدوى فأصبحت كتلة عملاقة متلاصق في كل منها بقايا الأخرى، ومن الصعب أن يزيل هذه البقايا الخفية أعتى المحللين (النفسيين)".‏

● "بيقولوا الرحلة قربت هتبدأ مع الغروب وتنتهي مع الشروق.. انتبهوا للفراشات"

‏

#رقصة_الثعلب_الأبيض

#هنا_السكري