#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

◾اسم الرواية : ضع القلم

◾اسم الكاتب : أيمن رفعت

◾نوع الرواية : دراما اجتماعية بحثية

◾اصدار عن دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع

◾عدد الصفحات : ٢٨١ صفحة على أبجد

◾التقييم : ٥/٣,٥

هل جالت بخاطرك يوماً ما أسئلة لم تواتيك الجرأة لطرحها خشية أن تُتهم بالإلحاد؟!

ما مدى صحة نظرية التطور لداروين؟! وهل هناك من الدلائل ما يؤيدها؟!

هل حقاً ما يُحركنا هو الروح؟! أم أنها بطارية عضوية اذا ما فرغت توقفت جميع أجهزتنا عن العمل؟!

هل هناك حياة بعد الموت؟! أم أننا في النهاية سنقبع في ظلام دامس؟!

بدأت أحداث الرواية في واحدة من أكبر مستشفيات الأورام اي البلاد حيث تقبع (ريم) برفقة ابنتها الوحيدة (حلا) المصابة بورم سرطاني في المخ... (ريم) السيدة الشابة المنفصلة عن زوجها منذ شهور قليلة بعد زواج غير ناجح لم يُثمر سوى عن (حلا) والكثير من المشاكل النفسية التي أصابت (ريم) جراء معاناتها مع زوجها والذي لم ترتبط به بمحض ارادتها ولكنه إجبار والدها الذي ظنَّ أنه يؤمِّن لها مستقبلها جيداً ولم يكن يعي أنه بذلك يُتعس ابنته ويُحطِّم قلبها.

ومن ناحية أخرى تستضيف كلية الإعلام بإحدى الجامعات الداعية الشاب (يوسف مالك) صاحب البرنامج التليفزيوني الشهير (رأيت الله) والذي يتابعه العديد من الشباب والكبار من مختلف الأعمار؛ وذلك لحجته القوية وبرهانه الواضح واسلوبه المقنع في الكلام.

سبق وتلاقت طُرق (يوسف) و (ريم) قديماً معاً، ولكن شاءت الأقدار أن يتفرَّقوا ليتجدد اللقاء من جديد بعد سنوات عديدة كانت كفيلة بتغيير كل منهما والتأثير عليه، فهل تأثير هذه السنوات عليهما كان بالايجاب أم بالسلب؟! وهل سيمنحهم القدر الفرصة هذه المرة للبقاء سوياً؟! أم أن العراقيل هذه المرة أصعب من سابقتها؟!

◾رأيى في الرواية :

في العمل الثالث للكاتب (أيمن رفعت)... يتناول الكاتب هذه المرة موضوعاً شائكاً من منظور مختلف، ألا وهو موضوع (الإلحاد).. كيف ينشأ؟! ما الدافع وراءه؟! الأسباب التي تقود للإلحاد!! والرد عليها بالدلائل الواضحة!! فالرواية تسير في اتجاه دراما اجتماعي حيث تفقد الأم الشابة ابنتها بعد صراع مع المرض اللعين، والتي تستنكر إصابة ابنتها به، ماذا فعلت هذه الصغيرة لتتعذب كل هذا العذاب!! لماذا تعاني كل هذه المعاناة وهي مازالت لم ترَ متع الحياة بعد!! لماذا لم يستجب لها الله بعدما دعته!! أليس هو رب العباد الذي لا يظلم أحد ويستجيب نداء عبيده!!.. كل هذه الأسئلة دارت في رأس الأم الشابة، لتتوافد عليها الذكريات وكيف عانت من أب متشدد وزوج يأخذ الدين ستار لكل ما يفعل، لتكون النتيجة التي توصلت لها أنه لا وجود لإله، والاديان كلها أكاذيب تناقلها البشر وصدقوها... هكذا بدأت طريقها ليتحول الاختبار الرباني الي خطوة لانكار وجود الخالق، وبداية لسلسلة من الانكارات المتتالية والتشكيك في كل المعتقدات وفي أبسطها.. هذا هو النموذج الذي تناوله الكاتب وبالمناسبة هو نموذج لكثيرين نمر بهم في حياتنا، واسئلة تتوارد على اذهان الجميع على الاقل مرة واحدة في العمر.

ومن ناحية أخرى يأتي الكاتب بالبراهين والأدلة لكل تساؤل مهما كان بسيطاً، سواء من القرآن او من الأبحاث العالمية والدراسات العلمية... ليصبح الأمر بمثابة مناظرة خفيَّة بين طريق الله وطريق الإلحاد مع وجود الدوافع لكلا الطريقين، فالكاتب لم يعرض الفكرة بأسلوب علمي وديني بحت ولكنه جعل منها رواية واقعية ربما حدث أجزاء منها لكثيرين بيننا وتواردت هذه الأسئلة للاذهان من قبل... كما برَّأ الكاتب الاسلام من كل التُهم المنسوبة إليه من ارهاب واضطهاد المرأة وعدم المساواة وغير ذلك مما أُلصِق بالاسلام زوراً وبُهتاناً.

رواية بسيطة سلسة لم أشعر بالوقت معها؛ لذا أنصح بقراءتها فهي بمثابة بداية رائعة لمن يريد القراءة حول هذا الموضوع الشائك.

◾النهاية :

جاءت النهاية سريعة بعض الشيء كما هو الحال في باقي أحداث الرواية وقد تناسبت إلى حدٍ كبير مع الأحداث ولكن شعرت بها مبتورة بالنسبة لبعض الشخصيات، فكنت انتظر معرفة ما ستؤول اليه حياة (كريم)!! وكيف ستتدبر (سعديَّة) وأبنائها حياتهم بعد ذلك!!

◾الغلاف :

جاء غلاف الرواية بسيطاً يرتبط بأحداث الرواية، ولكنني لا أراه مناسباً لفكرتها الأساسية.

◾الحبكة :

حبكة جيدة سريعة الأحداث ومترابطة التفاصيل.

◾الأسلوب :

اعتمد الكاتب اسلوباً بسيطاً سلساً يعتمد على الانتقال بين حيوات الشخصيات وربطها ببعضها وعرض الفكرة الأساسية مباشرة، كما اتَّسم اسلوب الكاتب بالسرعة في عرض الأحداث وهو ما يجعل القاريء غير قادر على ترك الرواية إلا بعدما يصل لنهايتها، ولكنها سرعة مقبولة لم تختصر من فكرة الرواية شيئاً.

◾اللغة :

اعتمد الكاتب اللغة العربية الفصحى سرداً وحواراً، وقد جاءت لغة الكاتب بسيطة ومعبِّرة، فلا هي بالركيكة ولا بالصعبة المتكلفة، ولكنها وازنت بين هذه وتلك، فجاءت لغة سليمة متنوعة العبارات والالفاظ مزدانة ببعض التعبيرات البليغة بما تطلبته الأحداث... ولكن كنت أتمنى الموازنة بين السرد والحوار على طول الرواية، فقد طغى السرد على الحوار؛ مما جعل الحوار ضئيلاً غير محسوس في الأحداث.

◾الشخصيات :

تميزت شخصيات الرواية الأساسية بمحدوديتها، إلى جانب تعدُّد الشخصيات الفرعية والتي كان وجودها هاماً في الأحداث، وقد نجح الكاتب في ربط هذه الشخصيات ببعضها وتقديمها بسلاسة من خلال العمل، مما اتاح للكاتب حرية الانتقال بين الشخصيات وبعضها نظراً لأن كل شخصية حتى لو كانت ثانوية كان لها دورها المؤثر في في الأحداث.

◾اقتباسات من الرواية :

📌"نحن لم نقدم لديننا ما يُغري غيرنا بالتفكير فيه، بل ان سلوك البعض منا هو أسوأ دعاية للإسلام."

📌"لقد عرفنا الخير بوجود الشر وأدركنا نعمة الصحة بعدما مسنا المرض، وما كنا سنعرف الحمال لولا القبح."

📌"ان الخير هو القاعدة والشر هو الاستثناء."

#ضع_القلم #أيمن_رفعت

#دار_الرسم_بالكلمات #مراجعات_هدير

#مكتبة_وهبان #مسابقات_مكتبة_وهبان