مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي > مراجعات رواية مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي > مراجعة Hager Hegazy

مُقَامرةٌ على شرف الليدي مِيتسي - أحمد المرسي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مقامرة على شرف الليدي ميتسي..

رواية الأمل الذي يلهي عن الألم..

رواية حية.. صوت وصورة... رائحة وطعم وحركة.. كفيلم سينيمائي بالابيض والاسود... حية حتى لكأنك تسمع حوافر الخيل في مضمار السباق... صهيلها.. حمحمتها .. وسعال عايدة من خلف بابها .. ضجيج الاتوموبيلات في الشوارع..قرع الكؤوس وضحكات الخواجات... تشم رائحة التبغ كلما اشعل مرعي وسليم السجائر...رائحة عطور البكوات والهوانم.. رائحة اسطبلات الخيل والتبن والعلف ... رائحة زيوت المصابيح... تحس ارتعاشة قلوبهم المتوترة جميعا في قلبك .. ويكسوك حزنهم.. يندفع الادرينالين في عروقك في مضمار السباق مراهنا على شمعة... وفي سباق الاحداث مراهنا على انتصار الامل...

اربعة ابطال..وقليل من الشخصيات الفرعية... الاربعة تتداخل اقدارهم.. وكل شخصية منهم انعكاس لشخصية آخر.. او امتداد لنفس القدر.. فوزان هو ونيس في زمن اخر.. خوف سليم من الفقد مستقبل كان ماض لميتسي ومرعي... حقيقة سليم المجسدة في مرعي المصري... شخصيات تنظر لبعضها عبر مرايا عاكسة... مرآة الزمن.. مرآة القدر.. ومرآة الحقيقة... الحزن النبيل لسليم... تناقض مشاعر مرعي.. براءة وجسارة فوزان.. هشاشة وتوتر ميتسي... رقة وضعف عايدة.. جبروت العم.. ودموع الام.. ونيس السوداني العجوز.. لكنته الطيبة وحكمته التي ذكرتني بالشيخ السوداني في مسلسل الخواجة عبد القادر..

الحوار العامي المتباين باللكنات السائدة في ذلك الوقت ما بين عامية سليم وعامية مرعي وعامية فوزان وعامية ونيس.... جعل الحوار حيا كانك تسمعه باذنك لا تقرأه بعينك

الظلال التي رسمتها الاضاءات الخافتة للشموع والفوانيس اضفت سحرا ورقصا حزينا على اللوحة الناطقة تماما كظلال الذكريات التي تراقصت امام اعينهم... كان الانتقال مابين الحاضر والذكرى. ناعما جدا.. سينيمائيا جدا ... وموجعا جدا...

انت امام رواية تستنفر كل حواسك وتشدك اليها شدا..

هناك مشهد ولادة المهرة.. ومافيه من الم وامل يتبعه مشهد انقاذ الفتى الذي كاد يموت من البرد منكمشا كجنين ومافيه من الم وامل...

هناك الحديث الدائم عن غرور الرجل الابيض في فرض وصايته على العالم وكأنه خلق أبا للخلق أجمعين... عنصريته... ماديته... ازدواجية المعايير لديه ولا منطقيته...

هناك التناغم والحوار الروحي بين الفرس العربية الاصيلة وفارسها البدوي.. حتى لتحس ان شمعة هي احد شخصيات الحكاية...

هناك رواية عن الحرية.. حرية الخيل.. حرية الانسان .. و حرية الوطن... عزة النفس والكرامة المختنقة.. غربتهم ( الخيل.. الانسان والوطن) في دنيا لاتلائمهم...

هناك نقاء الصحراء واتساعها.. وزيف المدينة وضيقها..

هناك قصة ميلاد هليوبوليس التي أحبها انا جدا ... طفولتها.. شبابها.. تحولات جرت عليها وتجاعيد رسمت على وجهها عبر الزمن...

هذه رواية عشت احداثها اياما واحببت شخوصها بتناقضاتهم البشرية..واماكنها المتباينة.. وحوارها الرائع... حتى نهايتها كانت مرضية بالنسبة لي وبالتاكيد تركت في روحي اثرا كما تفعل كل القراءات الجميلة التي تشبه حقيقة الحياة بين الم وامل...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق