ديمنولجي - علم الشياطين - هى رواية تنتمى للأدب النفسي فى المقام الأول رغم ما قد يبدو من اسمها أو غلافها أنها رواية رعب.
الرواية تغوص بنا إلى أعماق النفس البشرية بما تحتويه من شرور كامنة قد لا تطفو على السطح إلا فى حال توافر البيئة الخصبة والمحفز القادر على اظهارها فى الوقت المناسب.
تناقش الرواية عدة أمراض نفسية - أو أعطاب نفسية كما أطلق عليها المؤلف - شهيرة كالشعور بالإضطهاد وجنون العظمة والإكتئاب والهلاوس والضلالات والأوهام ، حاول الكاتب أن يجمعها كلها فى حبكة جيدة مُغلفة بإطار من الرعب.
أحداث الرواية تدور حول فكرة العبقرى الشرير الذى يرى نفسه المخلص المنتظر والذى يقع على عاتقه حماية المجتمع من الشرور التى يرتكبها الآثمين ويسعى جاهداً إلى تحقيق العدالة الالهية بصفته مبعوث السماء للقيام بهذه الرسالة السامية.
بالطبع الفكرة ليست بالجديدة كما نعرف جميعاً. حاول الكاتب تقديم معالجه مختلفة نوعاً من خلال إطار الرعب المتمثل فى عالم الشياطين ومخلوقاته ومفرداته.
هناك بعض الملاحظات التى خرجت بها بعد الانتهاء من قراءة الرواية:
- الاحساس بالمكان مفقود تماماً. من المفترض أن الرواية تدور أحداثها فى انجلترا ، لكنى للأسف لم يصل لى أى شعور أو احساس بالبيئة البريطانية اللهم إلا أسماء الشخصيات والبلدة التى تدور فيها أحداث الرواية. الكاتب وضع جُل تركيزه على الحبكة. كنت بحاجة كبيرة لأن أعيش البيئة البريطانية وأن أشعر أنى خرجت من عالمى المحلي إلى مكان أخر فى قارة أخرى بثقافة مختلفة.
- الرواية متوقعة بدرجة كبيرة. لن أُخفيكم سراً أني توقعت مسار الأحداث وما ستؤل إليه النهاية وقد كان. اعتقد أن هذا يعود لأنى قرأت الكثير والكثير جداً من هذه النوعية من الأدب. لو أنك جديد على هذا النوع من الأدب فسوف تنبهر بدون شك. لا أدري أين يكمن العيب لكن يبدو أن العيب فيّ أنا.
لا شك أن الكاتب اجتهد وقام بواجبه فى البحث كما ذكر فى أخر الرواية وكما ظهر فى شرحه لكل المصطلحات الطبية النفسية فى هوامش الرواية وهذا شىء يجب تقديره بكل تأكيد.
الرواية فى مجملها ذات حبكة جيدة لكنها ليست بالإبهار الكافي على الأقل بالنسبة لي.