دائما ما يرمز نجيب محفوظ للتراث و الماضى بالوقف لأننا هنا ربطنا على الماضى أقفال تمنعنا من فتح خزائنه ثم قيدنا أيدينا فيه لنبقى بجواره لا نبرح مكاننا و لا نغوص فيما مضى لعلنا نطلع على ما فاتنا.
01
الي من توجه كلامك؟ انك في الواقع تخاطب انسانا لا وجود له, لم يبق منه الا الخرابة التي تجالسك الآن في مقهي ودود بالباب الأخضر لقد دفنت أكثر من شخص عاشوا في جسدي متتابعين ولم يبقي مني سوي هذه الخرابة ..ولكنها خرابة غنية بالآثار علي أي حال
02
ماذا عن إيمانك اليوم يا جعفر؟
فطوح رأسه إلى الوراء مرسلا بصره الضعيف نحو جدول النجوم الجاري بين مئذنة الحسين من جهة وأسطح البيوت العتيقة من جهة أخرى وتمتم :
"إني عاجز عن الكفر بالله”
03
حقاً كانت توجد لحظات خائنة حتى فى أيام السعادة الخالصة... و لكن ما هى اللحظات الخائنة؟ هى اللحظة التى تنفصل فيها عن تيار حياتك فتقف على ربوة فوق الشاطئ لتراقبه بدهشة. فى تلك اللحظة كنت أشعر بأن ثمة شخصاً قد ضحك على, قد جرعنى مقلباً.. و أسأل نفسى عما حدث
04
نحن نتكلم عن القلب كنبع للإيمان، ولكن تذكر أن الله لم يعبده إلا الإنسان العاقل، فالواقع هو أساس الإيمان، ولكن عجزه النسبي عن إدراكه -مع حرصه عليه- جعله يرجع الإيمان به إلى عضو آخر هروبا من التناقض.
05
ماذا حدث يا جعفر ؟
فالتفت نحوى قائلا:
-إني أتساءل أيضا عما حدث..