الحياة تعطي ظهرها للطيبين منذ الأزل. بينما تحاول هي دوما إعادتهم إلى الواجهة دون جدوى. و ها هي الفتاة من المحاولة الأولى. تنتبه لذلك و تحقن حكايتها بالشر. فتأتي أكثر اقترابا من الحياة.

نحن نحكي عما نعرف. لكن إذا تعذر ذلك. فلنحك عن جهلنا به. احكي عما تحبين. عما تكرهين. احكي عما فعلت. فإذا لم يحدث. فاكتبي عن رغبتك في حدوثه. احكي عن الحياة التي عشتها. أو تلك التي تتمنين خوضها. احكي عن حضور الشيء أو غيابه. المهم ألا تتركي فضيلة الحكي.

الشخصيات غير ناضجة و جميعها تبدو و كأنها في سن المراهقة مهما كان عمرهم الحقيقي فيما عدا الجدة التي لم نستمع إليها كثيرا.

لاحظت نظرته الحادة النهمة للمرمر. و كأنه أمام فريسة ينوي التهامها دون رحمة. تأملت يده القاسية. إزميله المشحوذ. و هو يطعن به قلب المرمر. لا تعرف لما تخيلته ممسكا بمغزل عاجي نهاية حادة. لا تعرف لما استحال المرمر بكرات صوف متناثرة. لم يكن السيد الرئيس يخلق منحوتاته أسوة ببقية الفنانين. بل كان يقتلها. منحوتات السيد الرئيس كانت ضحايا و قرابين لمتعته الخاصة. هكذا فعل بأصحابه. بالبلاد. و بها هي. كان بإمكانه أن ينحت كل ذلك بجمال يوازي براعة يده. لكنه اختار أن يشوه كل ما طاله. كان يغرف من داخله. دون أن يقل منسوب البشاعة لديه.

رغم اللغة الجميلة و الفكرة الجيدة إلا أن النهاية جاءت تماما كفيلم عربي من أيام الستينات.

سأقرأ قريبا روايته الأكثر شهرة – مرسى فاطمة – و بالتأكيد ستكون أجمل.