صاحب الظل الطويل > مراجعات رواية صاحب الظل الطويل > مراجعة Mohammed Makram

صاحب الظل الطويل - جين ويبستر, منير عليمي
تحميل الكتاب

صاحب الظل الطويل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مر أكثر من قرن على هذه الرواية و لا تزال طازجة قابلة للإلتهام في كل وقت كوجبة خفيفة لذيذة ظريفة سعيدة مبهجة رغم النشأة الفقيرة الحزينة لبطلة الرواية إلا أن العبرة بالخواتيم. رواية رائعة بقلم نسائي و ترجمة نسائية و بطولة نسائية تبعث الأمل في النفوس و تبشر بغد أفضل لكل التعساء على هذا الكوكب.

هل تعرف يا عزيزي أن العمل ليس هو ما يصعب علي في الكلية. بل اللعب. فأنا لا أعرف ما الذي تتحدث عنه الفتيات نصف الوقت. يبدو أن نكاتهن مرتبطة بماض تقاسمه الجميع سواي. أنا غريبة في هذا العالم و لا أفهم اللغة. إنه شعور بائس. كنت أشعر به طوال حياتي. في المدرسة الثانوية كانت الفتيات يقفن في مجموعات و يحدقن بي. لقد كنت غريبة الأطوار و مختلفة عن كل من عرفت. كنت أشعر أن عبارة "ميتم جون غرير" مكتوبة على وجهي.

هل تعرف يا عزيزي. أظن أن الخيال أهم صفة يمكن للمرء أن يتسم بها. فهو يجعل الناس قادرين على وضع أنفسهم في مواضع أشخاص آخرين. و يجعلهم لطيفين و عطوفين و متفهمين. لابد أن يربى الخيال في الأطفال. لكن ميتم جون غرير ينزع باستمرار أقل ومضة تظهر منه. كانت السمة الوحيدة التي يحفرونها فيك هي الواجب. لا أظن أنه يتوجب على الأطفال تعلم معنى هذه الكلمة. فهي مقرفة و بغيضة. إذ عليهم أن يفعلوا كل شيء بدافع الحب.

لا يكف المرء عن التفكير يا عزيزي عن الحياة العديمة الألوان التي يضطر الرجال لعيشها. حين يرى المرء أن كلمات من مثل الشيفون و الدانتيلا المشغول بالإبرة من البندقية. أو التطريز اليدوي و النسج الأيرلندي. هي مجرد كلمات فارغة لديهم. في حين أن المرأة سواء أكانت مهتمة بالأطفال أم بالميكروبات أو الزواج أم الشعر أم الخدم أم متوازي الأضلاع أم الحدائق أم أفلاطون أم لعبة البريدج. فهي مهتمة بالثياب اهتماما أساسيا و دائما

ليست المتع الكبيرة الهائلة هي التي تهم. بل صنع الكثير منها من متع صغيرة. لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة يا عزيزي. و يكمن هذا في أن تعيش اللحظة. و ألا تتحسر على الماضي على الدوام. أو تفكر بالمستقبل. بل أن تحصل على أكبر قدر من هذه اللحظة. الأمر شبيه بالزراعة إذ يمكنك أن تحصل على زراعة انتشارية و زراعة تكثيفية. حسن أنا أنوي أن تكون لي حياة تكثيفية. سأستمتع بكل لحظة و سأعرف أنني أستمتع أثناء ذلك. معظم الناس لا يحيون بل يكتفون بالجري. و يحاولون بلوغ هدف ما بعيد في الأفق. و في حرارة الجري تنقطع أنفاسهم و يلهثون فيخسرون رؤية الريف الجميل الهادئ الذي يجتازونه. ثم يكون أول ما يكتشفونه أنهم صاروا مسنين و منهكين. و لن يحدث بلوغهم هدفهم أو عدمه أي فرق. لقد قررت الجلوس على جانب الطريق و تكديس الكثير من السعادات الصغيرة.

ربما وقعت أنت في حب أحد أيضا. أوَ تدري؟ إن كنت كذلك. فليس عليّ أن أفسر. و إن لم تكن قد أحببت. فليس بوسعي أن لأشرح.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق