صك المؤامرة: وعد بلفور ٢ /١١ /١٩١٧ > مراجعات كتاب صك المؤامرة: وعد بلفور ٢ /١١ /١٩١٧ > مراجعة Mohamed AbdelGhani

صك المؤامرة: وعد بلفور ٢ /١١ /١٩١٧ - جميل عطية إبراهيم, صلاح عيسى
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

الكتاب هو ملخص تاريخي في صورة روائيه تحكي تفاصيل مؤامرة قوي الاستعمار و الصهيونيه و تحالفهما معا على فلسطين و بلسان لاعبيها الأساسيين ؛ اللورد مكماهون المعتمد البريطاني في مصر ،  وايزمان الروسي الصهيوني أول رئيس للكيان المحتل ، و ذلك بمشاركة و إستغلال الكومبارس المخدوع الشريف حسين والي الدولة العثمانية على الحجاز،، و يظهر بالتفاصيل كذلك البريطاني إدوين مونتاجو وزير مستعمرة الهند اليهودي الذي حاول الوقوف ضد الصهيونية و إفشال مؤامراتها ضد فلسطين.

مكماهون هو من تولي الإيقاع بالشريف حسين و إستغلاله -بالوعود الماكره- لإضعاف سيطرة الدولة العثمانيه علي تخومها بالحجاز و الشام و قيادة التمرد ضد تركيا في الحرب العالمية الأولي طمعا في الاستقلال، وضع مكماهون مصلحة بريطانيا بالمقام الأول حتي لا تنقلب مستعمراتها العربية و تعلن الجهاد في جانب تركيا و المانيا ضد أعدائهما من الحلفاء و ضمنهم بريطانيا، فاتفق سرا مع الشريف حسين ممنيه بالملك و قيادة عرب الحجاز و العراق و الشام حتي حدود مصر بالدولة العربية المزعومه.

وايزمان في رأيي هو اللاعب الرئيسي في تأسيس و قيام دولة الكيان الصهيوني إسرائيل علي أنقاض فلسطين، و هو تلميذ هيرتزل النجيب الذي أكمل مسيرته و إستغل الحرب العالميه الأولي و تلاعب بكل أطرافها - في نفس الوقت- بكل مكر و دهاء لصالح الصهيونية العالميه، ممنيا كل منهم بنصرته في الحرب و وقوف يهود العالم معه ضد الآخرين مقابل مساعدته في السيطرة علي فلسطين و إقامة وطن قومي لليهود بها.

شكل إدوين مونتاجو صوت العقل الوحيد في هذه الأحداث و ذلك بفهمه لطبيعة فلسطين و أهلها و رغبة منه في دمج اليهود بمجتمعاتهم في دول العالم المختلفة كدأب أي ديانة أخري بدلا من خلق جيتو جديد و كبير في شكل دولة محكوم عليها بالفشل و لو بعد حين.

حاول مونتاجو وقف إصدار مذكرة بلفور وزير الخارجية البريطاني إلي منظمة المؤتمر الصهيوني عدة مرات بمجلس النواب البريطاني و لكنه فشل بالأخير و لم ينجح سوى في تعديل بعض البنود لينفي إدعاء المنظمة بالأحقية التاريخية في أرض فلسطين.

كان الشريف حسين و أبناؤه هو المخدوع الأكبر بهذه الدراما التاريخية و تم خداعه علي مرحلتين، الأولي بواسطة مكماهون الذي وعده بالدولة العربية المستقلة و دفعه لإعلان الثورة علي الدولة العثمانية و الوقوف مع بريطانيا في الحرب، و الخديعة الثانية جاءت من بلفور نفسه بعد إنسحاب روسيا من الحرب و تسريبها وثائق اتفاقات كل من سايكس/ بيكو ، و وعد بلفور .حيث سارع من خلال مبعوثيه إلى طمأنه الشريف حسين ، كما شارك وايزمان أيضا في هذه الخديعة بلقاءه مع فيصل بن الحسين أمير شرق الأردن وقتها ليهدأ مخاوفه من الاستيطان اليهودي في فلسطين و أنه هروبا من الإضطهاد و رغبة في التعايش مع العرب من أهل البلد!!

حينها أصدرت الخارجية البريطانية بيان ترد به علي مخاوف القبائل العربية و تمنح الوعود بالاستقلال للدول الغير محتله سابقا مع إقرار حق الشعوب تحت الإحتلال في الرضا عمن يحكمها بعد إنتهاء الحرب!!

سلسلة من الأكاذيب المتقنه و الوعود الماكرة حاكتها ببراعة بريطانيا و منظمة المؤتمر الصهيوني و التي لاقت هوي في نفس الشريف حسين الحالم بالدولة و الملك ، و لكن للأسف غابت عنه أبسط القواعد في الاستقلال حيث لا يمكن الخلاص من الإحتلال بمساعدة مستعمر أو محتل آخر، و أن الطريق نحو الحرية يبدأ من إستقلالية القرار و الخروج من التبعية لقوي الاستعمار المختلفة.

لماذا لم تأتي شهادة بلفور أيضا علي الأحداث؟؟ علي الرغم من أن الكاتب ساق بالختام نبذه عن حياة بلفور نفسه، الا أنني افتقدت شهادته هو الآخر على تلك الحقبه التاريخيه أسوة بباقي الأطراف الأخري .

هل كان ذلك مقصودا لبيان إقتصار دوره علي التنفيذ دون الإعداد و التخطيط؟! حيث ساعدته الأطراف الفاعلة الآخرى علي التخلص من الصداع اليهودي بأوروبا و خلق منطقة عازلة و فاصلة بين طرفي الامة العربيه و لكي تحمي هذه المنطقة مصالح بريطانيا بمنطقة قناة السويس من الأطماع الفرنسيه؟

أخيرا.. فقد جاءت الصورة الروائية للاحداث و الشهادات موفقه و سربت التاريخ بنعومه و هدوء إلي الأذهان دون  تحليلات معقده، الكتاب مفاجئ في بعض أجزاءه و أدوار أبطاله، و لكنه يستخلص و يؤكد طريق و منهج الاستعمار الأشهر لتحقيق الأهداف "Slow but Sure"

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق