سرقة أدبية > مراجعات رواية سرقة أدبية > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

سرقة أدبية - إيكتور أغيلار كامين, حسن بوتكى
تحميل الكتاب

سرقة أدبية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"يُمكن النظر إلى تاريخ الأدب بأكمله على أنه طرس ضخم قال فيه ثلة من المؤلفين كل شيء، والبقية مُجرد نساخ، إما بُله أو أذكياء."

تطرح رواية "سرقة أدبية" للكاتب المكسيكي "إيكتور أغيلار كامين" العديد من النقاط الخاصة بالأدب والكتابة، في إطار رواية تشويقية -وهي كذلك فعلاً- من خلال كاتب بلغ من المجد أعلى المراتب، ولكنه يستيقظ من النوم ليجد أن هذا المجد يُهدم على يد كاتب أصر على تسميته "فولتير"، ورغم أن حبكة الرواية قالها الكاتب في فقرة واحدة، وفردها على فصول روايته، إلا أن عامل التشويق ظل متواجداً، بسبب الأحداث الجذابة، والسرد المتشوق، والطرح المجنون والساخر لأحداث الرواية.

"مضطرب من الداخل، أبيض من الخارج، هكذا أنا."

فالكاتب يعترف أنه قد سرق جميع رواياته ومقالاته، من روايات قديمة، وغير في شكل الرواية وجعلها حداثية أكثر، ولكن، لو نظرت عن كثب، ستجد رواياته هي مجرد معالجات لروايات أخرى، وذلك ما كشفه "فولتير"، فينهدم المجد الذي بناه، في شكل علاقات بجوائز أدبية، ومناصب مرموقة، وأموال لا تنتهي، فالكاتب قد اتخذ ذريعة من مكانته، واستخدمها لخدمته فقط، ليكون المستفيد الوحيد من وراء الجوائز، والمناصب، وحتى مقالاته التي تمدح في الكتب وتذم في الكتب على حسب أهواء وأوامر تأتيه من الأعلى! فكيف سيتصرف و"فولتير" مُصمم على كشف جرائمه الأدبية؟

❞ففي تاريخ كل الآداب، نجد جيشًا من المكرّرين مقابل كلِّ عددٍ قليلٍ من المبدعين الحقيقيين. وتاريخ الأدب، في عمقه، ليس سوى تاريخ سلسلة من الكَتَبة الذين يحاولون تقليد ما أحبُّوه في مؤلفين آخرين.❝

وبطرح ماكر، وساخر، ينتقد الكاتب الجوائز الأدبية، وما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وطريقة كتابة المقالات، والنظر إلى القارئ كأنه لا وجود له، لن يكتشف نقلاً بالحرف من روايات أخرى، -لوم مبطن للقارئ- وأن الأدب تم تسييسه، وإفساده بالأموال، بالطبع كانت الأمور في شكل مبالغ فيه، فلو كانت تلك الحقيقة، لما كان الأدب أدباً حتى اليوم. ويطرح الكاتب نظريات مُثيرة للجدل وللاهتمام أيضاً، من فكرة أن كل ما يُقدم اليوم قد قُدم من قبل، ولكن طريقة التقديم مختلفة، يرى أن أغلب الكتاب متأثرين بكتاب آخرين، ولكنهم لا يدرون بذلك، فيصبح ما يُقدمه الكاتب اليوم عبارة عن خليط من كتاب أخرين، ورغم أني لا أجد مشكلة تماماً مع تلك النقطة، ولكنها جديرة بأن ننظر فيها بعين التروي والتفكير، ويُحاول أن يُمرر الكاتب فكرة خبيثة عن أن السرقة الأدبية هي عبارة عن محبة لكتاب أخرين، وذلك مررنا به كثيراً حتى كقراء، فأحياناً، تتملكك الغيرة من نص أو رواية، فتتمنى لو كنت كاتبها، فهذه السطور والجمل التي لمستك، تشعر أنها أنت، ولكن، لسوء الحظ، كاتبها شخصاً آخر، فيتملكك بعض الحسد الأدبي، وهذا غير مضر، تماماً.

❞إن الواقع يتجاوز الخيال بكثير، ولكي تكون للحكايات مصداقية، عليها أن تلمّح فقط إلى الواقع لا أن تنسخه.❝

وفي نفس الوقت، الذي كان يحاول الكاتب طرح نظرياته عن الأدب والكتابة، كانت الرواية تنضج وتتجه إلى النهاية، فالقصة التي تحمل في طياتها عدة أفكار مُثيرة للاهتمام، ولكن الحكاية لا بد لها من نهاية، وكانت النهاية لا بأس بها، مبذول فيها جهداً ليس بقليل، لأنه في الحقيقة، هدف هذا العمل أكبر بكثير من رواية تشويقية، ولا أدعي أنها ليست كذلك، فالرواية ستجعلك تجري وراء سطورها، وتتأمل في سردها المُختلف والمُبهر.

ختاماً..

رواية مُمتعة من الأدب المكسيكي، ستجلعني أبحث عن أعمال أخرى للكاتب، فهذا النوع من الروايات يستهويني، والكاتب كان بارعاً في سرد حكايته بخفة وسخرية وتشويق.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق