دموع الآلهة > مراجعات رواية دموع الآلهة > مراجعة Rahel KhairZad

دموع الآلهة - يحيى عبد القادر
تحميل الكتاب

دموع الآلهة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

دموع الآلهة

YaHya Abd Ul Kader

إبهار للنشر والتوزيع

النوع الأدبي: فانتازيا

إصدار 2023

صفحة 291

⭐️⭐️⭐️⭐️

في البداية اود التنويه عن انتهائي من قراءة العمل منذ قرابة الأسبوع وحتى هذه اللحظة ما زال يساورني شك في قدرتي على كتابة مراجعة له ذلك أني في العادة الجأ للقراءة كفعل ترفيه وللوهلة الأولى تصلح هذه الرواية لتلك المهمة ولكن للحق هناك بعض القراءات تأبى أن توضع في نفس المنزلة مع غيرها وتظل تؤرق عليك مضجعك إلا أن تهبها شأنها الرفيع وتبذل فيها ما تستحقه من جهد ووقت وقد كان .

دائماً ما أرى أن الكُتاب والشعراء منحهم الله هبة عظيمة تستحق التقدير ذلك أن أحدهم يخلق عالم كامل ويهديه اليك لترى بعينه والأخر قادر ببضع كلمات ان يهبك شعور او يعيد لك ذكرى ظننتها ولت من زمن. لذا عندما حان دوري لكتابة هذه المراجعه اشفقت على نفسي وعلى الكاتب اكثر إذا كان قلمي عاجز عن صياغة بضع كلمات بسيطة عن إعجابي او رأيي في العمل فكيف بعقل الكاتب وقتها بكل تلك الافكار والخيالات التي تتصارع لتقفز على الورق وتصنع عالمها المرئي الرحب من بعد تزاحم وتناحر داخل مساحة عقله وعليه استجمعت بعض قوتي وتركيزي لعلي استطيع فعلها مثلهم وعليه نبدأ بسم الله.

" كلنا يربي الوحش داخله؛ لكننا نحافظ عليه هادئًا غير مَرئيّ. نُربِّت عليه من حينٍ لآخَر كي لا يقفز إلى الخارج "

قرأت هذا الاقتباس في رواية حبة بازلاء تنبت في كفي ومن قرأها سيعلم مدى سوداويتها وصدقها في نفس الوقت وحينما قرأت الرواية تجلى لي الإقتباس من جديد ليخبرني أنه إذا قفز الوحش إلى الخارج فحتماً ستكون تلك النهاية كما حدث من قبل في العهد الأول والعهود القادمة طالما أن الوحش بداخلنا لا يموت .

تتحدث الرواية عن عهد البشر الأول والمكون من 7 ممالك يعبدوا 7 آلهة كل منهم يمثل النقيض لل7 خطايا ولكن بطبيعة الحال وكما المعتاد تتغلب النزعة الشيطانية على الإنسان لتتقاتل الممالك وتقوم الحرب فيقرر كل إله أن يقوم بمساعدة من يعبدوه وتتفاقم الحروب حتى يقرر مجلس الآلهة أنه لا حل سوى فناء هذا العهد وخلق كون جديد بقوانين جديدة أشد صرامة ووضوح من ذي قبل ومن يكسرها من الآلهة يستحق العقاب فيتحول إلى فاني ويُستبدل بأقوى من على الأرض.

يبدأ العهد الجديد للأرض ويسودها الخير والحب بعدما حكمها الإله يمير ونشر تعاليم الخير والسلام ولكن تظهر طبيعة البشر كالعادة في التبدل والتغير لتحل محلها الكراهية والحقد وتوشك الممالك أن تتناحر من جديد ولكن لا حيلة اليوم للآلهة حتى تساعدهم فقد حكمت القوانين الآلهة وقيدتهم اكثر من حكمها للبشر وعليه لم يملك كل إله هو أن يهدي دموعه لقومة والتي بدورها منعت من قيام الحرب فقد أصبح لكل مملكة قوة لا يعلم مدى قوتها غيرها من الممالك حتى وإن عُرفت ماهيتها.

" لقد منحت الآلهة القوة لكل ملكٍ، لكنها لم تمنحنا العدالة التي قد تدر كنوز الأرض. "

من هنا كانت شرارة الإنطلاق لحصد بذرة الحقد والكراهية وبدء مخطط "لوسيفر" اللعين فهل سيظل عاقداً يديه والآلهة تساعد البشر أيُعقل؟

يقرر كل من "جلاتوني" ملك الواهمين الشره و "سلوث" ملك الهيلرز الحكيم الذهاب ل "جريد" المبتور ملك الكرافترز لإقناعه بالحرب ضد الممالك الباقية كل ذلك بمعاونة عدوه الأكبر "راث" ملك الأوندر جانج ومحيي أرواح الشر والدافع موجود بالطبع أعطتهم الآلهة دموعها لالتساوي ولكنهم فوتوا العدل لذلك قرر الملوك تطبيق العدل الغائب بتجميع الدموع السبعه ودمجهم معا وتقسيمها على الممالك السبع فتحصل كل مملكه على نفس القوة التي تمتلكها الأخرى ويسود العدل.

على الجانب الآخر نجد كل من الملوك الثلاثة "لاست" و "برايد" و "إنفي" تعرضوا للغزو والخديعة في نفس الوقت وإن كانت الخديعة الأكبر تحاك منذ أجيال بيد كل من "ناعوف" و "لوسيفر" لتحتدم الأمور ويصبح القتال الأكبر واجباً لحماية ما تبقى من شعوب والزود عن الوطن " الوطن ليس مجرد جدران، بل هو النسل الذي سيمتد داخل الوطن وخارجه حتى يقضي على عدوه. "

جاءت الرواية بلسان راوي عليم وفي رأيي كان هذا الأنسب فلا سبيل ليتخذ الكاتب شخصية بطل الرواية مثلا ويبدأ الحديث منها فالأبطال متعددون والشخصيات كثر ويحتاجون لتركيز كبير .

في الجزء الخاص بنهاية العهد الأول للبشر وفناءه تذكرت رواية أرض بلا ظل فكانت تتحدث ايضا عن هلاك الارض وظهور قضايا جديدة خاصة بالظلال على الارض وكما اتضح هنا يمكن أن يكون هلاكك على يد ظلك 😳

تميزت الرواية بسهولة السرد فلم تكن مفردات الممالك صعبة او معقدة بل بالعكس حتى اسماء الشعوب وصفاتها كانت بسيطة فقط حولها الكاتب الى اللغة الإنجليزية ليس اكثر لتتمكن من الربط بينهم وبين خصائصهم اعتقد كمحاولة منهم للتبسيط على القارئ بعدما وجد نفسه محاط بكم هائل من التفاصيل في اول ثلاثة فصول من الرواية كما أنها جاءت باللغة الفصحى سرداً وحواراً.

على النقيض من ذلك جاءت الحبكة معقدة ومتشعبة حيث تعددت الأحداث ما بين عهد أول وثاني وإن كانت أقل بالطبع عن العهد الأول كما تعددت الشخصيات والمخلوقات الاسطورية فقد انتهج الكاتب طابع الاساطير اليونانية وما تحوية من آلهة وعمالقة وكائنات عجيبة مثلها لنا بدقة كبيرة موضحاً شكلها وقدراتها واستخداماتها هذا بالطبع بجانب الوصف الدقيق لكل مملكة وساكنيها وملوكها وهو ما جعل الرواية كما اوضحت سابقاً ثقلية في بدايتها وتحتاج الى الكثير من التركيز والتدوين معاً ولكن بمرور الفصول وتجمع كل فريق من الملوك معا اتضحت الرؤية واصبحت ابسط على الفهم والإلمام بالأحداث.

حوت الرواية الكثير من الشخصيات منها الرئيسي والفرعي وبالرغم من تفاوت مساحة كل شخصية الإ انها جميعها إمتازت بالاهمية حتى الشخصيات الفرعية منها مثل دور "لاوس" و "اوبونشاتي" و "ناعوف" و "عزيف" فلم يظهروا كثيراً رغم حضورهم القوي المُغير للأحداث وبالطبع كان جلياً للجميع دور الشخصيات الرئيسية وهم أساس الرواية ومدارها .

بالرغم من أن الرواية كانت ذاخرة بالأحداث الإ أن النهاية في رأيي لم تكن ملائمة لمحتواها فظهور الآلهة كان حل تقليدي او لم يكن بالمهابة المرجوة كما اني لم استحسن فكرة بقاءهم في الارض وصعود غيرهم بالرغم من أنه ذكر أن الآلهة لها الحق في الزود عن نفسها والرجوع للسماء مرة ثانية على لسان دانتي "نحن لم نقتل أو نذبح البشر، نحن نسرق من قوى الآلهة، وطبقًا للقوانين السماوية يحق للإله استرداد حقه والعودة إلى ممالك السماء مجددًا، هل تستطيع محاربة السماويين؟ " وإن كنت لا أنكر أني احببت إستعادتهم لقواهم من البشر لقناعتي من البداية أن فكرة العدل بتقسيم القوى ليست موجودة اصلا فلو أمن الملوك قوة بعضهم سيتقاتلوا من جديد بالطبع وتأتي النهاية كما خطط لوسيفر.

فيما يخص غلاف الرواية اعتقده ملائم للأحداث غير أني وددت لو تم إيضاح معالم الملوك الاربعة وقواهم اكثر من ذلك.

أما الأسم فكان مُعبراً جداً في رأيي فمدار الأحداث كلها على هذه الموع الهبة الإلهية التي لم تقدرها الممالك وتطلعت لقوة غيرها وعليه قام الآلهة في نهاية الأمر بسحب تلك القوى منهم وتركهم يواجهوا مصير شرورهم وأحقادهم بقوى الإنسان الفاني.

■ بعض المآخذ على الرواية:

● كثرت التفاصيل والشخصيات في البداية قد يُربك القارئ ويجعله يُحجم عن قراءتها.

● وجود أخطاء إملائية .

● في الفصل باسم "فيرجيل" تم ذكر اسم الأمير "سبارتاك" خطأ حيث قال ان الأميرة "هارا" ستتزوج من الأمير "مراف".

● بقاء الآلهة على الارض كما ذكرت سابقاً مع ذكر أنه يمكنهم الصعود للسماء مجدداً.

● صعود كل من "سبارتاك" و "دانتي" بدلاً من الآلهة صنع لدي حاجز نفسي فكيف لأبناء الشيطان ان يصبحوا آلهة هذا بالإضافة لما ذُكر من طيش للآلهة في الحرب الأولى وحرصهم على سفك الدماء والفوز فقط.

● الجزء الخاص بصنع الخنجر الملعون ذُكر في كتب العهد الأول ولكن لما ذُكر أنه مخلب ل "لوسيفر" لم أجد مناسبة لذلك.

● موت "ميجا" لم يقنعني فقد كان بإمكان "لاست" ان تتحول إلى أي كائن وتنقذها كتنين مثلاً او غيره.

■ إيجابيات:

أحببت جداً أن الكاتب لم يغفل طبيعة البشر في كل ما كان فبالرغم من شر راث الواضح إلا أن قلبه كان حياً ينبض بحب بياتريس وكذا الأمر مع نيما التي أحبت الأشيب وبالطبع ظل يؤكد في كل موقف متاح على أن لوسيفر مخادع لا عهد له ولا ننسى نهاية الرواية بفعل كل من جلاتوني و سلوث وهو طبع البشر المُتأصل .

■ إقتباسات:

● أنا لم أخدعكم قط، فقد وعدتكم بالفرصة الثانية للحياة وها قد فعلت، لكني لم أعدكم بالثالثة، وما أنتم إلَّا بهالكين لا محالة، فالخطيئة الكبرى غير المغفورة هو أن المجلس الأعظم وضع العقل بأجسادكم وأنتم لم تستخدموه، بل تركتموه للعفن.

● قال والدي من قبل أن الرجل قادرٌ على قتل امرأة، أمَّا المرأة قادرةٌ على جعل الرجل يقتل نفسه بعد قتله لعرشة من إخوته.

● ما يأتي نصرٌ بقهر العلم وأهله.

● ارتوت أرض الهلاك بدماء الجرحى، فأخرجت في لحظاتٍ نبتاتٍ صغيرة تبصق هواء الدم الذي استنشقه الكثيرون فهلكت عقولهم، وما بقي بقلوبهم سوى الوحشية وسفك الدماء، فقتل الرجل أباه، وخنق الأخ أخته، وعقرت الحامل جنينها، وأكل الأطفال لحم بعضهم، وقد ازداد الدم وازدادت النباتات وبصقت المزيد من هواء الدم وانتشرت لعنة الجنون

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق