دموع الآلهة > مراجعات رواية دموع الآلهة > مراجعة دنيا محمد نجيب

دموع الآلهة - يحيى عبد القادر
تحميل الكتاب

دموع الآلهة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

قراءة لرواية: دموعُ الٱلهة.

لـ يحيى عبد القادر.

عدد صفحاتها: 347 صفحة أبجدية.

سنة الإنتاج: 2023

صادرة عن: إبهار للنشر والتوزيع

نوع العمل: خيال/ فانتازيا.

ودعونا نبدأ حديثنا عن هذا العمل، من نقطة نوعهِ وتصنيفه، فقد انتشر هذا النوع من الكتابات مؤخرًا، ولاقى استحسانًا وقبولًا لدى الفئة الشبابية من القراء، غالبًا دون العشرين، فإذا تجاوزنا هذا السن قليلًا، بدأ وصف هذه الكتابة بالطفوليةِ مشيحين بأعينهم عن قراءة أسطرها، فإذا جاءت لهم في شكل عملٍ هوليوديٍّ مصوّر، أعادوا تلك العين رغمًا عن أنفها -هل للأعين أنوفًا؟ ما علينا- وسمّروا أرجلهم دونما مطارق، أمام الشاشات العارضة. إذن المربطُ هنا ليس أن هذا النوع من الإبداع، لا يناسب فئة الشباب الأكبر -والتي هي أكبر مستهلك في العموم، وهدف كل كاتبٍ في الأساس- وإنما طريقة عرضها لتناسب الأجواء التي يفضلونها.

فهل نجح العمل في نقطة العرض هذه، ليجعلك مأسورًا متعلقًا، تريدُ معرفة أيّ مفاجئةٍ ستظهر أمامك في السطر القادم؟ الإجابة هي نعم، الشيء الذي سيتضح لنا، بينما نتعمق بالحديث أكثر.

❞ قد حان الوقت كي يصبح السبعة واحدًا. ❝

هنا محورُ الحكاية وغايتها، هل يا ترى المساواة والعدل والإنصافُ بين من يمسكون بمقاليد حكم ممالك الأرض السبعة، سيهتدي بنا إلى السلام، والهدوء؟ فلكلٍ منهم قوة، ولكلٍ منهم نقص، فماذا إذا تشاركنا قوانا مع الٱخرين، وجبرنا أعطابنا، بمساعدةٍ من قدراتهم؟

ثمّ ما الشيء الذي حرك البركة الراكدة، لتفور بـ لاڤا الحرب الحارقة، وشهوة الحكم وهوس العظمة؟ أهي النبوءةُ التي ساروا على تعاليمها، أم هي حجةٌ تشبثوا بها -وهم المكذبين- فقط، لتحقيق مرادهم؟ هل فكرت فيما خطر على ذهني أثناء القراءة، وأنت تقرأ أسطري هذه؟ سأساعدك قليلًا، هناك احتلالٌ ما بالخارج يعرفُ نفسهُ بأنهُ علمانيًا، ويستخدم في نفس الوقت نبؤاته الدينية، لتبرير أفعاله، وما تجنيهِ يداه من كوارث. ولكنه ليس موضوعنا هنا، لنكمل..

العفة، التواضع، الكرم، الخير، الاجتهاد، الاعتدال، وفي وجههم الشيطان، هي سماتُ الٱلهة السبع، فكيف بذر الشر في أتباعهم، -إذا استثنينا الشيطان، هل يمكن استثناؤه فعلًا؟- بعد كلّ ما بذلوه، في سبيل شعوبهم، بدايةً من الدمع حتى الدم؟ وهل يتاح للإنسان إلا أن يكون إنسانًا رغم خيرية إلاهه؟ مهلًا، هل يتساوى لفظ إنسي مع مرادفات الشر والدناءة في الأصل؟ لا، أليس كذلك؟ يمكننا تفسير كل الأرواح المبذولة والحروب، والأراضي المحروقة في الخارج، على أنها نتيجة طمع بعض الشهصيات، "نحنُ لسنا شركاءً"؛ سننفي التهمة عنا بهذا القول.

يتم خط الصراع الرئيسي هذا، وسط حبكةٍ غايةٍ في التعقيد والارتباط، فستجد الغيرة والحب والاحترام والخجل والمكيدة! غير أنني من أحب الخطوط لقلبي هو "كني" قرد الشوارع صاحب الكتاب، و"ميجا" الفتاةُ هشةُ القلبِ، شجاعةُ الذراع، وبالطبع صديقنا "الأشيب" الذي شاهدنا مراحله، من المجابهة للضعف والإنزواء، للعودة للحب والقتال! "دانتي" شخصيةٌ بشريةٌ بإمتياز. أحببتُ كثيرًا أيضًا خط حوار "سلوث" و"جلاتوني"، صداقةٌ فريدةٌ هذه التي تجمعُ بين الجشع والكسل، لكنها ودودةٌ رغم كل شيء، "لاست" المتلونةُ الكريهة، لا حاجة لي لقول أنني لم أحبها، وإن كان لها مواقفًا داعمة لشخصيتين سبق وذكرتهما بالأعلى.

ومن الواضح من الأسماء المذكورة بالأعلى، صعوبة أسماء الشخصيات في الرواية، نظرًا لكثرتها وتشابهها أحيانًا، فيختلط عليك الأمر أحيانًا، كمثل عمن نتحدث الٱن؟ هل هو نفسه الشخصية التي فعلت كذا، خاصةً مع أسماء الممالك والٱلهة والأماكن، المجهود الذي يؤكد على مقولة أن "عمل القراءة، هو عمل إبداعي يضاهي إبداع الكتابة نفسها" ، وإن كنت استقطعت وقتًا كما فعلت أنا محاولةً حفظ الأسماء وربطها بوظائفها.

اللغة: جاءت مناسبة، على قدر العمل، فليس بها تعبيرات أو أوصاف متحذلقة، ليبرهن بها الكاتب على براعة معجمه، مناسبة لتدفق الأحداث؛ لا نقص بها أو مبالغة.

الأسلوب: عرض العمل بطريقة لا بأس بها، فهناك عدد من الفلاش باكس، وترك المفاجٱت للأواخر مرضيةً حب الققلة المفجرة، مع نهايات جيدة لكل فصل.

الحبكة: سبق وقلت، جاءت قمة في التعقيد والارتباط، ولعجبي والسلاسة! فرغم بدء الأشياء ونهايتها من بقعةٍ واحدة، إلا أن النعومة والتدفق لم يفقدا أيضًا! فأنا أؤمن أن أهم عناصر القصة هو قرار "من أين سأحكيها؟" فتستطيع البداية السيئة إفساد أروع القصص المكتوبة.

غلاف العمل: عليّ الاعتراف أنهُ من أضعف عناصر العمل، فألوانهُ الصارخة وشكل الشخصيات، متعارف عليه وستشعر أنك سبق وأن رأيت هذا العمل، وأنه ليس مخلوقًا للرواية هذه بالذات؛ كان يحتاج لأن أيكون أكثر احترافية باختصار، وربما ينتقص من مبيعات العمل أيضًا.

باختصار، هذا عملٌ جيدٌ جدًا، ويمكن بسهولةٍ شديدة أن يصبح مرئيًا ذا رواج، وشعبية، أغلب العناصر عملت على إخراجهِ في شكل ملحمة روائية "محترمة"، والأهم خلقهِ لتلك الرابطة السحرية بين الكاتب وقارئه؛ تلك التي تعهد باستقبال قادم إنتاجاتهِ بقدمٍ أكثر تمركزًا على الأرض وثباتًا، وعقلٍ مستعدٍ للمتعة بثقةٍ، سبق وأن بنيت، وهي أهم ما أنجزهُ الكاتب "يحيى عبد القادر" قطعًا، بكتابته لدموع الٱلهة.

اقتباسات:

❞ما أعطاك الوطن إلَّا جحرًا صغير؟

‫ لكنه جحري، وأخشى أن يهدمه الأعداء فأصبح من سكان القبر.❝‬

❞الغضب يصيب صاحبه بالإعياء فيصبح هدفًا سهلًا وأنت تكون المنتصر.❝

التقييم: 4/5

#فنجان_قهوة_وكتاب

#مسابقة_دموع_الٱلهة

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق