صاحب العالم > مراجعات رواية صاحب العالم > مراجعة Metroid Dread

صاحب العالم - أحمد صبري أبو الفتوح
تحميل الكتاب

صاحب العالم

تأليف (تأليف) 3.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يمتلك أحمد صبري أبو الفتوح من الجرأة ما يكفي لأن يجعل مسرح أحداث روايته هو المنصورة.

المنصورة مدينة تضج بالحياة، علاقات القوة بها متوازنة إلى حد كبير. طبقتها الأرستقراطية الحالية مشكلة من كبار التجار والمقاولين وأساتذة الجامعة، وكبار الموظفين العموميين وكبار ملاك الأراضي والعاملين بالخارج، والذين يرتبطون بعلاقات قوية مع الطبقات الأدنى من خلال الأصل والنسب أو المنفعة المتبادلة.

هل السعادة في العودة إلى سيرة الحياة الأولى بمفرداتها البسيطة كما كان يقول جان جاك روسو؟

في عالم يزداد تعقيداً و تتضاءل فيه قيمة الفرد و خصوصيته تحت تأثير عجلة الرأسمالية في سعيها المتواصل للنمو ومواجهة أزماتها والتغلب عليها بما يقتضيه الأمر، هل يمكن للإنسان أن يعيش بمعزل، أن يختبيء فيفلت من تأثير الحركة المستمرة وعلاقات الإنتاج وتأثيرهم على الطبيعة الإنسانية.

عبد الحميد دهمش، نموذج الموظف العام المصري العتيد الذي تدرج في المناصب بفضل طبيعته المحافظة وحسن تصرفه مع رؤسائه وتفادي احتمالية الصدام بفضل حدسه القائم على فهم عميق لطبيعة النظام القائم وأفراده، دون تملق أو السماح بتجاوزات. أوضح عبد الحميد فلسفته ورؤيته بشأن الموظف العام في الرسالة التي كتبها وظلت تتناقل بين موظفي الديوان العام للمحافظة كدليل استرشادي للنجاح في الوظيفة. هذه الرسالة نفسها قطعة أدبية فريدة صيغت في بلاغة لتحمل رغم قصرها فلسفة حياة بأكملها.

كان عبد الحميد دهمش محبوبا ولبقا، تعامل بهدوء وتقبل مع مراحل حياته، حتى بعد أن وصل للمعاش استقبل الأمر بأريحية. خلق لنفسه روتينا جديدا وواصل الحياة.

بعد وفاة زوجته، اكتشف دهمش بوابة سحرية مكنته من أن يحقق فانتازياه الخاصة من خلال وسيط افتراضي. تحرر من قيد الوظيفة والزواج و مكنه الانترنت من تجاوز قيود المجتمع والدين كذلك. عاش مسرات كان يدري بوجودها وإن أخضعته شخصيته المحافظة. أراد فقط أن يعني بشأنه وأن يلحق ما فاته ولو من خلال مشاركة خياله، رفض حتى اغراء الزواج من جارته المنصورية الثرية والجميلة سكرانا مرة أخرى بلذة الخيال، ليتضح له في النهاية أن حتى الخيال له ضريبة في هذا العالم الحديث، و أن الحل الذي طرحه صديقه المجرم القديم رزق مرزبة الذي عرك الحياة وعركته ربما يحمل من الحكمة أضغاف ما يمكن أن يسعفه به عقله.

تلقائيا قفز إلى ذهني حسين الضاوي الموظف العام الكبير من القصة القصيرة "كلمة في الليل" ل نجيب محفوظ. الضاوي نموذج للموظف العام القوي الذي يخشاه الجميع، لا يسمح لشيء بعرقلته، عصامي، ثمل بالقوة. فجأة يفقد كل هذا حين يصل إلى المعاش. بعد أن كان العمل حياته يجد نفسه يقف وحيدا في مواجهة نفسه والعالم. يدرك أنه لأول مرة يلاحظ جمال الشارع الذي يسكنه. عن سورة الفاتحة التي يقرأها كل يوم وإن لم يفكر فيها إلا اليوم.

تذكرت رجل إنجليزي عمره قد جاوز التسعين قال لي أنه طالما حاول أن يعيش حياة خالية من الضغوط، ولم يسع أبدا لامتلاك القوة أو أن يكون في دائرة الضوء، وأن هذا ما جعله يعيش ثلاثين سنة أخرى بعد سن المعاش مسافرا ومقتنصا من متع الحياة الحقيقية وليس الافتراضية، بينما زملاؤه الذين امتلكوا القوة انتهت حياتهم بمجرد فقدها، منهم من مات مباشرة ومنهم من أنهى حياته بيده.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق