العائش في الحقيقة > مراجعات رواية العائش في الحقيقة > مراجعة Mohammed Makram

العائش في الحقيقة - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

العائش في الحقيقة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

ما تراه هو أربعة نجوم لا ثلاث.

أعلم أنك لا ترى الرابعة لأن نورها انطفىء للأخطاء التاريخية الفجة. أعلم أنها رواية لا كتاب تاريخ و لكن الأخطاء التى تحرف فهمك للتاريخ لا يمكن اغفالها و لعلها ليست أخطاء و انما ما كان سائدا وقت كتابة الرواية.

لنعد لروايتنا العبقرية. تتجلى عبقرية الرواية فى فكرتها قبل كل شىء.

الدين الذى يعتبره أغلب البشر المحرك الأول للتاريخ لم يكن هنا كذلك و لعله لم يكن كذلك أبدا على مر التاريخ.

الدين هنا مصنوعا من البداية للنهاية ككره تتلقفها الأيدى و الأرجل من الكهنة إلى رأس الملكة تى أم اخناتون التى تمررها بينية خطيرة لتستقر فى قدم الساحر اخناتون الذى يحاور بها من منتصف الملعب حتى يجتاز الجميع بمنتهى المهارة محرزا هدف السبق لإلاهه الواحد الأحد. أشعل الهدف المبارة و وتر أعصاب اللاعبين تماما أما الجمهور فيا للعجب لم يكن يعنيه من يفوز بل كان جمهورا ذواقا يشجع اللعبة الحلوة و الأعجب أن الفريقان باستثناء كهنة آمون فى ناحية و اخناتون فى الناحية الأخرى أما باقى اللاعبيين فكانوا يتبادلون الأدوار بين الفريقين حسب الظروف و الأحوال و المصالح و الأهواء و موازيين القوى. فلنعد لأجواء المباراة التى صورها محفوظ بأكثر من خمس عشرة من الكاميرات على غرار المباريات الأوروبية عن طريق اعادة الرواية بعيون مختلفة من زوايا مختلفة لعدد كبير من الأشخاص بلا ملل و كأنها فعلا مباراة أوروبية أو فيلم هوليودى حديث. الكرة تعود الى الكهنة يمررونها سريعا و بمهارة و خبث خلف الخطوط الاخناتونية لقائد جيشه و رجال حاشيته اللذين يبدلون قمصانهم بسرعة محرزين هدف التعادل فى مشهد فاضح يذكرنا بمشهد تكرر كثيرا فى التاريخ الحديث. يشعل الهدف المبارة و يعزز سيطرة الكهنة تماما على الاحداث و لأول مرة تجد مبارة لكرة القدم فريقها الأول به حارس مرمى و عشرون لاعبا و فريقها الأخر عبارة عن لاعب واحد هو كل الفريق. يتعقد المشهد السريالى اكثر بإصابة اخناتون و نزول لاعب فريق الناشئين توت عنخ آمون مكانه فى نفس اللحظة التى يحرز فيها الكهنة هدف الفوز. بجملة غرائب المبارة نجد الملك توت يخلع قميصه بسرعة لنجده يلبس تحته قميص الفريق المنافس و ينطلق نحوهم فيرفعونه عاليا ليحتفل الجميع بالفوز الغالى الذى حققه فريق الكهنة على فريق لم يعد موجودا أو ربما لم يوجد منذ بداية المباراه.

الخطأ التاريخى الأكبر و المؤثر هو ان توت ليس اخو اخناتون بل ابنه و حكم بعد وفاة ابيه او ربما قتله ثم لم يلبث ان قتل و تزوج آى قائد جيشه من أرملته و أصبح هو فرعون مصر.

Edit Review

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق