تغريبة القافر > مراجعات رواية تغريبة القافر > مراجعة تراكي حيزي

تغريبة القافر - زهران القاسمي
تحميل الكتاب

تغريبة القافر

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

تغريبة القافر لزهران القاسمي...

رواية فازت بالبوكر الجائزة العالمية للرواية العربية لسنة 2023

أول قراءاتي لأعمال هذا الكاتب العماني..

جميعنا يبحث في الأدب عن إجابات لأسئلة ما قد لا يجد إجابة عنها في أشياء أخرى..

سمعت عن هذه الرواية الكثير وخاصة عند دخولها ضمن القائمة القصيرة للبوكر هذه السنة، أثارت ردود فعل متباينة ، ثمة من يؤيد فوزها بالجائزة ويعزو ذلك لحجج يتبناها وموقف يبنيه وآخر لا يراها مناسبة لها، لكنها فازت بالنهاية... وفي حقيقة الأمر في نظري كل عمل يثير أقلام النقاد سواء أ بالقدح أو بالتأييد هو عمل ناجح على أية حال، ولهذا اخترت أن أقرأها..

وحين أقبلت عليها محوت من ذاكرتي كل ما سبق من جدل وتجردت من كل حكم مسبق، الصفحة الأولى والثانية ثم الثالثة ولم أتوقف ليلتها إلا في الصفحة الثانية والسبعين... وأنا قارئة مزاجية قلما شدني كتاب لأكمل منه سبعين صفحة في جلسة واحدة، إلّا إذا كان عملا متميزا عالأقل من وجهة نظري..

لم تكن ثقيلة ولا دسمة من ناحية المعلومات وكثرة الحركة فيها، كان نسقها متباطئا في بعض المراحل متسارعا في أخرى.. عبارتها بسيطة ولغتها سليمة وتعبر عن قضية.. وذلك ما يستجيب في نظري للحد الأدنى من الأدب الجيد .. كنت أقول في نفسي إنها تستحق القراءة..والآن وقد أكملتها سأقول لكم إنها تستوجب القراءة لمن يريد اكتشاف كاتب من نوع آخر وهوية مختلفة ..

إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند الشروع في مطالعتها انتماؤها الشديد إلى بيئتها، وأنا يروقني الأدب الذي يحمل خصوصية بلده ويعبر عنه، الأدب الذي ينطق بلهجة بلده، ويعرفنا بقراه وطرقاته، ويحمل في ثناياه رائحة تراب تلك الأرض أرضه، ونحن هنا نتحدث عن رواية بهوية عمانية، وشخصيات من طينها، وأحداث قريبة من واقعها ط، لا تبهر القارئ بذلك البهرج المصطنع، إنها تنقل صورة بسيطة جدا ولكنها جميلة بتفاصيلها الخاصة تلك التفاصيل التي تحملها حكاية القافر..تفاصيل الأمكنة والأسماء والأزمنة المتلونة بألوان عمانية.. تفاصيل موغلة في عالم البداوة والطبيعة الصحراوية بتقلباتها وفصولها بأحوالها وانفعالاتها وطقوسها بقواها الطاغية على إرادة البشر وثنائياتها العجيبة..

يحضر الماء في هذه الرواية مقوما أساسيا من مقومات القصة، فيحوله الكاتب إلى عامل فاعل في تحريك الأحداث، فيصنع بعضها ويؤدي هو ذاته بعضها وكأنه شخصية من بين شخصياتها الكثيرة..وهو أيضا فضاء يحتضن الشخصيات ويؤثر فيها... لنقل إنه مكمن أدبية هذه الرواية وقطبها.

يقال إن الرواية التي تنطلق من عمق بيئتها في كثير من الأحيان لا تحمل إلا ثغرات هذه البيئة ونقائصها، آلامها وجروحها، ونحن نعلم قيمة الماء في بيئة صحراوية، يعيش أهلها في بحث دائم عنه، والذي تتلخص فيه الحياة وما يتعلق بها..

وبناء عليه يمكن اعتبار الرواية من ناحية التيمة المنتقاة، منظارا يسلط الضوء على موضوع قلما تحدث عنه الأدب ومنحه الأهمية لذاته، ربما أراد القاسمي تنبيه البشرية إلى أهم مشكل سيواجهه العالم في عقود قريبة.. المشكل الذي سيغير العالم وسيتحكم في سياساته وخرائطه وقراراته.

لم تكن النهاية التي اختار لها الكاتب أن تكون مفتوحة على احتمالات لا تعد إلا محاكاة لمصير العالم المفتوح أمام التصحر وشح المياه، من أين لنا بقافر يتتبع أثر الماء إن فقدناه..أي طريق سيسلك..هل يمكن أن يكون مصدر حياتنا سببا في نهايتها؟

سلسلة لا حد لها من الأسئلة التي اختار المسار السردي ألا يجيب عنها.. لعل الزمن يكون كفيلا بذلك.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق