ملحمة الحرافيش > مراجعات رواية ملحمة الحرافيش > مراجعة Mohammed Makram

ملحمة الحرافيش - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

ملحمة الحرافيش

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ان لم تقرأ لنجيب بعد فعليك أن تبدأ بهذه الرواية ففيها بدأت و إليها تنتهى فلسفة هذا الكاتب العظيم

من العجيب أن درويش طيب الاصل والمنبت اختار طريق الشر بينما رفضه عاشور الذى كانت ظروفه أدعى ليسلك ذلك الطريق فى اشارة واضحة الى ان مصير الانسان من اختياره وكأن محفوظ هنا يقول ان التاريخ لا يحكم على اختيارات الانسان ولكن ارادته هى التى تحدد مصيره

فتوة عادل هو عاشور ثم فتوة أقل عدلا و هو شمس الدين ثم فتوة على ما ربنا يفرجها و هو سليمان و كأن نجيب محفوظ استوحى الفكرة من ابن خلدون في تعاقب الدول و سيرة الملوك و حكم الأسرة فتكون الدولة قوية في الأسرة الأولى التي عانت كثيرا حتى تحكم ثم دولة أقل قوة للوريث الذى نشأ قويا و غنيا و مسيطرا و لكنه عاصر شيء من المعاناة التي أهلت أسرته للحكم ثم وريثا أخر في الجيل الثانى لم يشاهد إلا العز و النعيم فتتفكك الدولة و تضعف و يصير العدل أثرا بعد عين.

إذا كان العدل مؤسس على قناعة شخص قوى فإنه يضعف بموت هذا الشخص و ربما يموت و لكن العدل تلزمه قوة تحمية و ينبغي أن تكون هذه القوة مستمرة و قائمة و مصونه من الإنحراف أو الإنقلاب على العدل نفسه

يتتابع الفتوات على الحارة و تتابع معهم أزمات الحرافيش و انتظارهم لعودة عاشور الناجى الذى يبدو أنه لن يعود

تلوح الفرصة أخير لفتح الباب أحد أحفاد عاشور الناجى فينقلب على أخيه و ينهب مخازن الغذاء و يوزعها على الحرافيش اللذين ينصبونه فتوة جديد و لكنه للأسف الشديد لم يكن بالقوة الكافية لحماية الفتونة و حماية العدل فينقلب عليه رجال العصر السابق اللذين استعان بهم و تدور مصر ... عفوا أقصد الحارة في دورة مفرغة ليس لها نهاية

و لأن محفوظ هو محفوظ و لأنه بالفعل نجيب فهو لا يتركنا في تلك الحيرة بل يكتب لنا الحل و يصور لنا المستقبل الذى يمكن أن يكون مشرقا بالفعل

يتجاوز نجيب ما حل بنا معه و بعده و يحلق بنا في آفاق المستقبل الذى نراه بعيدا و يراه قريبا

يطل على الحارة من جديد بطل من أحفاد الناجى و لكن لديه من القوة و العزم و الحكمة ما يكفى لعدل الميزان المائل و تحقيق العدالة الشاملة و الدائمة

القوة التي تحميها جموع الحرافيش و كأنه يقول ان الحاكم العادل في نفسه لن يستمر هكذا الا إذا جاء على اكتاف الناس و بمجهودهم و تضحياتهم و لن يستمر ميزان العدل منصوبا الا اذا كان عدلا مؤسسيا لا فرديا تحميه سلطة منتخبة واعية يقظة

إذا الحل في نظر النجيب هو العلم الذى يضمن وعيا جمعيا يساند الديموقراطية الشعبية و يؤسس لحكم الحرافيش لا الأسياد

هل نرى ذلك يحدث يوما ما أم يظل الحلم الجميل تتخطفه كوابيس الواقع الأليم

01

وحتم عاشور على الحرافيش أمرين. أن يدربوا أبناءهم على الفتونة حتى لا تهن قوتهم يوما فيتسلط عليهم وغد أو مغامر ، وأن يتعيش كل منهم من حرفة أو عمل يقيمه لهم من الإتاوات

02

وسألته ببراءة:لماذا ترك الله الموت يفتك بالناس؟

فأجابها بعنف:من يدرى ، لعلهم فى حاجة إلى تأديب ؟!

فقالت مداعبة:لا تغضب مثل الله...

-متى تهذبين ألفاظك؟

-عظيم،ولم خلقنا بهذا القدر من السوء؟

فضرب الرمل براحته وتساءل:

-من أنا حتى اجيبك نيابة عنه عز وجل؟

ثم برجاء:

-علينا أن نؤمن به فقط، علينا أن نضع قوتنا فى خدمته.

03

و سرعان ما عادت الفتونة إلي سابق عهدها قبل عاشور الناجي. فتونة علي الحارة لا لها، و لا خدمة تؤديها إلا خدمة الدفاع ضد الفتوات الآخرين. و حتى في هذه الناحية اضطر "عتريس" إلى مهادنة أعداء و محالفة آخرين، بل حتي الإتاوة دفعها إلي فتوة الحسينية ليتجنب معركة خاسرة. و كلما هان خارج الحارة زاد طغيانا و صلفا داخلها. و أهمل أختة فتحية و أكثر من الزواج و الطلاق. و استأثر بالإتاوات هو و عصابته علي حين أغدق علي الحرافيش الزجر و التأديب، و أنزل الوجهاء-على حد قول سعيد الفقي شيخ الحارو- حيث أنزلهم الله سبحانة و تعالى

04

كلنا أموات أولاد أموات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق