لا عزاء > مراجعات رواية لا عزاء > مراجعة Bassma Algaml

لا عزاء - سارة ممدوح
تحميل الكتاب

لا عزاء

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

‏رواية لا عزاء

بقلم: سارة ممدوح

التصنيف/ إجتماعي بصبغة بوليسية

عدد الصفحات على تطبيق أبجد: 115

تبدأ الرواية بالمقدم إسلام الحسيني الذي يستلم بلاغًا في قسم شرطة العلمين في اليوم الأول من أكتوبر 2021. يتم الإبلاغ عن اكتشاف حثة في حديقة فيلا رَقَم 15 في مجمع هاسيندا. يتوجه إلى مكان الحادث ويجد جثة فتاة، وقبل أن يتمكن من التحقق من الأمر، يتم اكتشاف جثة فتاة أخرى. تتصاعد الأحداث والتحقيقات لكشف سر وحقيقة مقتل هاتين الشخصيتين.

تدور الرواية في إطار اجتماعي بلمسة بوليسية، وتسلط الضوء على حقيقة أن سيدات المجتمع الراقي ليسوا كما يبدو.

تكشف الرواية عن المشاكل العديدة التي يعاني منها هؤلاء النساء في حياتهن، تتناول الرواية قضايا مثل العلاقات العائلية المتوترة، وفشل تربية وأحتواء الأبناء، والتحديات النفسية والعاطفية التي تواجههن، والصراعات الاجتماعية والثقافية التي يتعرضن لها في المجتمع.

تناولت الكاتبة في روايتها عدة قضايا اجتماعية نسوية بشكل طفيف، كختان الإناث والخيانة الزوجية والاعتداء على الخادمات وقمعهن لتحقيق لقمة العيش، وكذلك الصراع النفسي الداخلي الذي يعانيه كل إنسانة من هؤلاء النساء.

ومن خلال هذه الأحداث، تسعى الكاتبة إلى إلقاء الضوء على قضايا هامة تؤثر في حياة النساء في المجتمع. تركز الرواية على التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجهنها، مما يساهم في إثارة الوعي وتشجيع الحوار حول هذه المسائل الهامة.

في روايتنا، نتعرف إلى شخصيتي دارين وكامل الشريف، وهما شخصيتان بينهم تناقضًا كبيرًا، دارين هي سيدة من عائلة مرموقة، بينما يعدّ كامل الشريف رجل أعمال فاسد، يحب مرافقة خادمات المنزل ومعاشرتهن، وهذا السلوك يتجاوز حدود الواقعية فلا دافع نفسي موصوف أو واقعي وجدته في تصرفه.

رويداً وجدتُ نفسي غير متحمسة لمتابعة الرواية بعد قراءة الفصل الأول، حيث عادة ما تكون الروايات الاجتماعية بصبغة بوليسي ذات جاذبية كبيرة وتحتوي على تفاصيل تفصيلية تجذب القارئ إلى عالمها المعقد، أو اختيار قضية تلمس المجتمع ومناقشتها بطريقة جديدة، لم أجد أياً من هذا في الرواية

اختيار القضايا متكرر ومستهلك، ولا أجد مانع في هذا مادام تم تقديمه بصورة جيدة وابداعية وتم توضيح الهدف بصورة واضحة، ولكن الأحداث كانت سطحية لدرجة كبيرة، وأنا كقارئ غير مضطر لتخيل باقي الأحداث الغير موضوعة أو مكتوبة لأن هذا هو دور الكاتبة ترسم جميع الخطوط وتترك القارئ يتخيل بناء على ما تم وصفه ووضعه وليس على ما لم يتم وضعه ووصفه!

ثم أن خط سير الأحداث لا يحتوي على أي من العناصر الهامة التي قد تجعل القارئ يشعر بالتميز في الرواية.

في الفصل (4)، يتم تقديم حوار نسائي بين داليدا وجيلان وزهرة، وهذا الحوار يوضح قوة العِلاقة بينهن ويعرض حياتهن، ومن ثم، في الفصول (8) و (9)، تتم استعراض حياة ومعاناة الخادمة جميلة، التي يفترض أن تكون مؤثرة ومعقدة، ولكن الوصف السطحي والقلة في تعمق الشخصيات يسيطران على هذه المشاهد مما أفقدها أهميتها.

ويأتي توالى الفصول (11) إلى (17)، يتم تقديم مجموعة من المحادثات النسائية بين البطلات، التي تبدو مدبرة ومرتبة. تتناول هذه المحادثات مواقف غير هامة وغير مؤثرة في تطور الرواية، مثل تجهيز الطاولة ونوع الطعام.. والحديث عن أنواع الملابس والخ..

إذاً، يجب على الكاتبة أن تبذل جهدًا لتطوير هذه العناصر الأدبية وتحسينها، بواسطة تعميق الشخصيات وتنمية الحبكة وتقديم تفاصيل أكثر دقة واهتمامًا بالتوقيت والتوازن بين الوصف والحوار.

تتوالى الفصول في الرواية، وفي بعضها نجد مشاهد غير واضحة وكاملة بالشكل الواقعي كموت حلا، وقبول سيدة طبقة عالية للإهانة والذل دون مبرر، وغيرها من الأحداث الكثيرة، وعلى الرغْم من هذا بتلازم الحديث بين الشخصيات النسائية، مثل داليدا وجيلان وزهرة، يكشف عن تفاصيل حياتهن، ومع ذلك شعرت بعدم الاهتمام بمصير الشخصيات وبالفصول، يتوالى حديثهن دون أن يكون لها تأثير على الأحداث الرئيسية للرواية.

تم استخدام أسلوب السرد بطريقة غير ملائمة لتحقيق الهدف المطلوب، الفصول تتوالى بسرعة هائلة، كأنها لبؤة تركض لصيد فريستها.

يجب أن يكون هناك توازن بين تقديم التفاصيل الضرورية، وإذا تم تجاهل تفاصيل مهمة جدًا أو ترك فجوات كبيرة في الحبكة، فقد يشعر القارئ بالارتباك أو الإحباط وقد يترك الرواية من دون إكمالها.

تتباين جودة السرد في الرواية، ففي بعض الأجزاء يفتقر الوصف إلى التفاصيل اللازمة لجذب اهتمام القارئ وتشعره بالتعاطف مع الشخصيات. وعلى الرغم من وجود بعض المشاهد القوية والمؤثرة التي يمكن أن تثير المشاعر، إلا أنها تقتصر على سطحية الوصف وتفتقر إلى التعمق في نفوس الشخصيات.

كعاشقة للتفاصيل، أجد اقتضاب في الوصف، فالرواية لا تكون رواية دون أن تأخذ القارئ إلى حدثها وتجعله جزءًا لا يتجزأ من مشاعر أبطالها. وعلى الرغم من اللغة الجيدة التي تستخدمها الكاتبة وتعبيراتها القوية والتشبيهات الموزونة، إلا أنها تحتاج إلى توازن بين تقديم التفاصيل الضرورية وترك مساحة لتخيل القارئ ومشاركته في إثراء الرواية.

لذلك لم أجد نفسي أتعاطف أو أكره الشخصيات بسبب عدم تقديم دوافع الشخصيات وشخصياتهم بشكل كافي ووافي.

سبب الجريمة يبدو غير منطقي، حيث إن الغيرة التي تعدّ الدافع للجريمة تبدو غير مبررة، فالغيرة التي تنشأ في لحظة مفاجئة لا يمكن أن تدفع شخصًا لقتل آخر تعرف إليه قبل يومين فقط. ما السبب المنطقي والمقنع في هذا؟ حتى الأحداث لم تهيأ الجو المناسب لذلك!

ولكن، تعدّ الرواية تجربة مثيرة لمحبي الروايات البوليسية الاجتماعية السريعة.

■ ينبغي للكاتبة أن تضفي المزيد من التفاصيل والعمق على شخصيات الرواية، بما في ذلك أفكارهم ومشاعرهم وخلفيتهم، لأن هذا سيساعد القارئ على التعاطف والتواصل مع الشخصيات بشكل أفضل.

يجب أن تتوازن الأحداث السطحية والتفاصيل الأكثر أهمية في الرواية وأن يتجنب الحوارات والمشاهد التافهة ويركز على الأحداث والتطورات التي تحرك القصة قدمًا.

الاهتمام والتركيز على التفاصيل التي تساهم في إثراء العالم الروائي وتعزز تصور القارئ، يجب أن تكون هذه التفاصيل ذات صلة بالقصة وتعمق الشخصيات.

التوازن بين الوصف والحوار ينبغي للكاتب أن يجد التوازن المناسب بين الوصف والحوار في الرواية، يجب أن يستخدم الوصف بشكل فعال لإيصال الجو والمشاعر والتفاصيل البصرية، وفي الوقت نفسه، يجب أن تعطي الحوار فرصة لتطور الشخصيات وتقدم الأحداث.. وبتحسين هذه العناصر الأدبية، ستتمكن الكاتبة من تعزيز قوة روايتها وجاذبيتها للقارئ.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق